كثيرا هى الدروس المستفادة من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة وأختار منها مايلى: حب الوطن إذ قال الرسول وهو يغادر مكة «إنك لأحب بلاد الله إلى الله وأحب بلاد الله إلىَّ، ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت». الفداء, متمثلا فى اختيار على ابن ابى طالب لينام فى فراش رسول الله، ليلة الهجرة ليرد الأمانات التى كانت عند رسول الله لأهل مكة، حيث تبين لشباب قريش الذين أرادوا قتل رسول الله عند خروجه من بيته، أن النائم فى فراشه على بن أبى طالب. دور المرأة المسلمة , متمثلا فى دور أسماء بنت أبى بكر التى تذهب تحت جنح الظلام إلى غار ثور حاملة الطعام لرسول الله ولأبيها وحاملة أيضا أخبار كفار قريش إلى رسول الله فانظروا إلى دور المرأة المسلمة فى هذا الوقت العصيب وقارنوا بينه وبين من يريدون حبس المرأة بين أربعة جدران فى هذا الزمان. اختيار عبدالله ابن اريقط, وهو لم يدخل الإسلام، مرشدا ودليلا لرسول الله على الطريق من مكة إلى المدينة وهذه القصة أهديها إلى زعماء داعش الذين يذبحون المسلمين وغير المسلمين ويدعون أنهم يطبقون تعالم الإسلام. صدق الصحبة متمثلة فى أبى بكر الصديق الذى اختار مصاحبة رسول الله فى هجرته، وكان يقول لرسول الله وهو فى الغار «والله يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا فيرد رسول الله بثقته من نصر الله وحفظه لهما «يا أبابكر ماظنك باثنين الله ثالثهما». العفو عند المقدرة: بعد أن دخل الناس فى دين الله أفواجا وعاد رسول الله إلى مكة فاتحا بعد ثمانى سنين ومعه عدة آلاف مقاتل يتوارى كفار قريش خوفا وفزعا مما فعلوه برسول الله مخافة أن يبطش بهم لكن الرءوف الرحيم يقول لهم مطمئنا: «اذهبوا فأنتم الطلقاء». الإخاء بين المسلمين: آخى رسول الله بين المهاجرين الذين تركوا دورهم وأموالهم فى مكة وهاجروا إلى المدينة تاركين كل شىء ابتغاء وجه الله، ومنهم على سبيل المثال صهيب الرومى فكان كل مسلم من الأنصار فى المدينة يقتسم ماله مع أخيه المهاجر.. وبعض المهاجرين كانوا لا يرضون بمزاحمة إخوانهم فى أرزاقهم منهم عبدالرحمن بن عوف الذى قال لأخيه الأنصارى: دلنى على السوق وقام فى السوق يبيع ويشترى, حتى كثرت أمواله وصار من أغنى أغنياء المسلمين. محمود كمال موجه عام سابق فى التربية والتعليم