"الاقتراحات والشكاوى" بالنواب تبحث تحسين خدمات الصرف الصحي بعدد من المحافظات.. غدًا    بمناسبة الذكرى ال62 لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية.. حزب الوعي: "إفريقيا هي قلب المستقبل النابض"    المبعوث الأمريكي إلى سوريا: زمن التدخل الغربي في الشأن السوري انتهى    فانتازي يلا كورة.. رقم قياسي تاريخي من نصيب محمد صلاح    هاتريك من مقاعد البدلاء.. سورلوث يكتب التاريخ مع أتلتيكو مدريد    ضبط شقيقتين بحوزتهما مخدرات مختلفة الأنواع في «طوخ» بالقليوبية    عرض المصنع على مسرح الأنفوشي ضمن موسم قصور الثقافة    فضل صيام يوم عرفة.. يكفر سنة مضت    حارس أتلتكو مدريد: تركيزنا الآن على كأس العالم للأندية    وزير الخارجية يشدد على رفض مقترحات تهجير الفلسطينيين من غزة    وزارة السياحة: لجان ميدانية على مدار 24 ساعة لخدمة حجاج السياحة بالمشاعر المقدسة    الأرصاد: نسجل أعلى درجات حرارة في العام.. وذروة الموجة الحالية غدا    «الصابرة المحتسبة».. شيخ الأزهر يُعزِّي الطبيبة الفلسطينيَّة آلاء النجار في استشهاد أبنائها التسعة    وزير الأوقاف ورئيس الهيئة الوطنية للإعلام يبحثان التعاون المشترك    انطلاق العرض الخاص لفيلم ريستارت بعد قليل    قريبًا.. انطلاق برنامج "كلام في العلم" مع دكتور سامح سعد على شاشة القناة الأولى    صراع أوروبي على حارس إسبانيول.. وبرشلونة يضعه في صدارة أولوياته    "عبدالغفار" يستعرض الفرص الاستثمارية للقطاع الصحي خلال منتدى قادة السياسات بين مصر والولايات المتحدة    "بعد عودته للفريق".. ماذا قدم محمود تريزيجيه خلال رحلته الاحترافية؟    هل السجود على العمامة يبطل الصلاة؟.. الإفتاء توضح الأفضل شرعًا    «نصيحة هامة على الصعيد المالي».. حظ برج الأسد في الأسبوع الأخير من مايو 2025    بدء تشغيل العيادات الخارجية ب المستشفى الجامعي في السويس    إنتر ميلان يستعيد 3 نجوم قبل موقعة باريس في نهائي الأبطال    حقيقة حدوث زلازل وانفجارات اليوم 25-5-2025| العالم ينتظر حدث جلل    قبل أيام من قدومه.. لماذا سمى عيد الأضحى ب "العيد الكبير"؟    دليلك لاختيار الأضحية في عيد الأضحى 2025 بطريقة صحيحة    مدبولي: حريصون على جعل مصر مركزًا إقليميًا لصناعة الحديد    المفتي: يوضح حكم التصرف في العربون قبل تسليم المبيع    خلال المؤتمر الجماهيري الأول لحزب الجبهة الوطنية بالشرقية.. عثمان شعلان: ننطلق برسالة وطنية ومسؤولية حقيقية للمشاركة في بناء الجمهورية الجديدة    «الإسماعيلية الأزهرية» تفوز بلقب «الأفضل» في مسابقة تحدي القراءة العربي    تقارير تكشف.. هل يرحل ماريسكا عن تشيلسي إذا لم يتأهل إلى أبطال أوروبا؟    "عاشور ": يشهد إطلاق المرحلة التنفيذية لأضخم مشروع جينوم في الشرق الأوسط    إصابه 5 أشخاص في حادث تصادم على الطريق الإقليمي بالمنوفية    النواب يوافق نهائيا على مشروع تعديل قانون مجلس الشيوخ    جدول مواعيد الصلاة في محافظات مصر غداً الاثنين 26 مايو 2025    نائب رئيس الوزراء: زيادة موازنة الصحة ل406 مليارات جنيه من 34 مليار فقط    الهيئة العربية للاستثمار توقّع مذكرة تفاهم مع شركة أمريكية لدعم التحول الرقمي في الزراعة    5 سنوات على مقتل جورج فلوريد.. نيويورك تايمز: ترامب يرسى نهجا جديدا لخطاب العنصرية    مصر تهنيء الأردن بمناسبة الاحتفال بذكرى يوم الاستقلال    المئات يشيعون جثمان القارئ السيد سعيد بمسقط رأسه في الدقهلية    يسبب السكتة القلبية.. تناول الموز في هذه الحالة خطر على القلب    رومانو: نابولي قدم عرضا لضم دي بروين    محافظ المنوفية: تقييم دوري لأداء منظومة النظافة ولن نتهاون مع أي تقصير    الكشف عن مبني أثري من القرنين السادس والسابع الميلادي بأسيوط    محافظ بني سويف يلتقي وفد المجلس القومي لحقوق الإنسان    وكيل تعليم الوادى الجديد يتابع أعمال امتحانات صفوف النقل ويتفقد امتحانات فصول الخدمات    الصحة العالمية تشيد بإطلاق مصر الدلائل الإرشادية للتدخلات الطبية البيطرية    محافظ أسيوط يتفقد مستشفى الرمد بحي شرق ويلتقي بعض المرضى    «بني سويف الأهلية» تناقش مشروعات طلاب المحاسبة والتمويل الدولي.. والجامعة: نُعد كوادر قادرة على المنافسة العالمية    فور ظهورها.. رابط نتيجة الشهادة الإعدادية الأزهرية بالاسم ورقم الجلوس 2025 الترم الثاني    إيرادات السبت.. "المشروع x" الأول و"نجوم الساحل" في المركز الثالث    وزير الخارجية يتوجه لمدريد للمشاركة فى اجتماع وزارى بشأن القضية الفلسطينية    الاحتلال الإسرائيلي يقتحم عدة قرى وبلدات في محافظة رام الله والبيرة    محافظ الشرقية: 566 ألف طن قمح موردة حتى الآن    بعد افتتاح الوزير.. كل ما تريد معرفته عن مصنع بسكويت سيتي فودز بسوهاج    استعدادًا لعيد الأضحى.. «زراعة البحر الأحمر» تعلن توفير خراف حية بسعر 220 جنيهًا للكيلو قائم    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 25-5-2025 في محافظة قنا    أول رد من «الداخلية» عن اقتحام الشرطة لمنزل بكفر الشيخ ومزاعم تلفيق قضية لأحد أفراد العائلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المدينة مرفأ آمن للدعوة!!
نشر في عقيدتي يوم 05 - 11 - 2013

لم يكن الإسلام ليغض الطرف عن المناسبات الهامة التي كان لها الأثر الأكبر في مسيرة الدعوة. والنهوض بها في أي مكان وزمان.. ولعل من أبرز هذه المناسبات هذه الأيام ما كان من أمر هجرة الرسول محمد صلي الله عليه وسلم من مكة مسقط رأسه. إلي المدينة حتي تستوي الرسالة علي مرفأ الإسلام الآمن. بعد أن قاست الويلات في مكة من أعداء الإسلام. وأباطرة الكفر. وبعد أن عاني المسلمون أشد المعاناة في سبيل الدعوة من سب. وشتم. ولكم. وأذي بلغ حد القتل متمثلاً في أول شهيدة في الإسلام. سمية زوج عمار بن ياسر التي لقيت حتفها علي يد زعيم الكفار بمكة أبوجهل الحكم بن هشام!!
بيتت قريش في النهاية علي قتل محمد صلي الله عليه وسلم مخافة الهجرة إلي المدينة. واعتصامه بها. وما يجر ذلك علي مكة من ويلات وأذي. خاصة في تجارتها مع الشام. وبعد أن ضاقت الأرض علي رحبها بالمسلمين المستضعفين. وبعد أن فقد رسول الدعوة في عام واحد جناحيه اللذين يطير بهما. وهما زوجه خديجة بنت خويلد. رضي الله عنها. وعمه وسنده أبو طالب. ولشدة اللوعة سماه محمد صلي الله عليه وسلم عام الحزن. لما رأي فيه من زيادة عنت الكفار. وبغيهم علي المسلمين ونبيهم حتي ظنوا أن الدعوة أصبحت آيلة للسقوط. والتوقف ولكن الله خالق الدعوة. ومرسل رسولها محمد صلي الله عليه وسلم قضي بأن يكون لها مخرج. فلم يكن إلا الهجرة إلي يثرب انتصاراً للإسلام وتأميناً للدعوة!!
باءت محاولات الكفر جميعاً بالفشل في قتل الدعوة في مهدها وإطفاء نور الله. فعزموا علي قتل مصباحها في شخص محمد صلي الله عليم وسلم وأعلم الله رسوله بما بيتوا عليه. فأحاط نفسه بالكتمان حتي لا يجعل لأحد سبيلاً إلي سره الذي أخفاه حتي صديقه أبي بكر الذي طالما تمني صحبة محمد صلي الله عليه وسلم في الهجرة رغم أنه أعد العدة منذ استأذن محمد صلي الله عليه وسلم في الهجرة وحده. واستمهله وإنه لينتظر أمر ربه. أن يوحي إليه أن يهاجر. فلما أذن له ربه أسرع إلي بيت أبي بكر في حر الظهيرة. وأخبره بأن الله اذن له في الهجرة ولما طلب الصديق حينئذ صحبته اجابه إلي ما طلب!!.
وهنا برزت قصة مغامرة ما عرف التاريخ مثلها في سبيل الحق والعقيدة والايمان. قوة وروعة.. وزاد من روعة الخير. ما أعده أبو بكر للرحلة راحلتين. ودفعهما إلي عبدالله بن اريقط يرعاهما لميعادهما.. وكانت قريش قد أعدت لقتل محمد صلي الله عليه وسلم خلاصة شبابها من جميع بطون مكة حتي يتفرق دمه بين أغلب قبائلها. وسلحتهم بما يلزم لتنفيذ المهمة من الاسياف. والعصي. والهراوات. وبدأ مكرهم بحصار بيت محمد صلي الله عليه وسلم مخافة أن يفر.. وفي ليلة الهجرة اسر محمد إلي علي بن أبي طالب أن يتسجي بردة الحضرمي الأخضر. وأن ينام في فراشه. ويتخلف بعده بمكة حتي يؤدي عنه الودائع التي كانت عنده للناس!!.
أخذ فتية قريش ينظرون من فرجة الباب إلي مكان نوم النبي فيرون في الفراش رجلاً فتطمئن نفوسهم إلي تواجده حتي كان الثلث الآخير من الليل. خرج محمد صلي الله عليه وسلم في غفلة منهم إلي دار أبي بكر. وخرجاً من خوخة في ظهرها. وانطلقاً جنوباً إلي غار ثور حيث لم يرد بالبال الاتجاه إلي اليمن.. وبدأت الرحلة بعد أن سخر محمد صلي الله عليم وسلم من مكرهم. وحثا الثراب علي وجوههم ووصل محمد وصحبه إلي الغار في سرية تامة لم يعلم عنها غير عبدالله بن أبي بكر وأختيه عائشة وأسماء. ومولاهم عامربن فهيرة الذين قام كل منهم بمهمته خير قيام من نجاح الرحلة ووصولها إلي طريق الأمان!!.
خاب فآل قريش بنجاة محمد صلي الله عليه وسلم وصاحبه. فخرجوا يطاردونهم بكل السبل. وفي كل مكان يتوقع وصولهم إليه. حتي وصلوا فعلا إلي باب الغار. وسألوا راعياً قريبا منه فكان جوابه قد يكونا بالغار. وأن كنت لم أر أحدا أمه وتصبب أبوبكر عرقاً لما قاله الراعي. فقال للرسول صلي الله عليه وسلم منزعجاً لو نظر أحدهم تحت قدميه لأبصرنا. فأجابه الرسول في هدوء الواثق بنصر ربه يا أبابكر ! ما ظنك باثنين الله ثالثهما!.. وهنا سكن أبو بكر وهدأ روعه!!.
زاد القرشيون اقتناعاً بأن الغار ليس به أحد بعد ما رأوا نسيج العنكبوت عند فوهته. وشجرة تتدلي فروعها فتسد مدخله وحمامة بيضاء زينت نافذته ببيضتيها.. بقول المستشرق "منجم" هذه الأمور الثلاثة هي المعجزة التي يقص التاريخ الإسلامي الحق وقائعها نسيج عنكبوت. وهوي حمامة ونماء شجيرة. وهي أعاجيب ثلاث لها كل يوم في أرض الله نظائر".
ولقد كان لدور أبي بكر وأولاده أكبر الأثر في نجاح الهجرة. واستمرار دعوة الإسلام حيث أقام رسول الله وصاحبه ثلاثة أيام في الغار. ولكن الجائزة التي رصدتها قريش لمن يردهما وهي مائة ناقة تغري أي فرد في قريش ليحصل عليها. ولكن إخلاص أبي بكر وأولاده لدعوة الإسلام جعلهم يستميتون حتي تحيا. فكان عبدالله سفيراً إلي قريش نهاراً فيسمع ما يأتمرون به. وبعود ليلاً إلي الرسول وأبيه فيخبرهما وعامر بن فهيرة راعي غنم أبي بكر في رعيان مكة. فإذا أمي أراح عليهما غنمه فاصليا وذبحا وفي رحلة العودة يعفي علي آثر عبدالله حتي لا تلحظه قريش.. أما الدورالمهم فكان لأسماء ذات النقطاقين التي تعد لهما ما يصلحهما من الطعام إذا أمست.. وهكذا بدأت الهجرة بعون الله ومساعدة أبي بكر وآله.. والله من وراء القصد وهو المستعان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.