المناسبة الجليلة ترتبط بهجرة الرسول صلي الله عليه وسلم من مكةالمكرمة الي المدينةالمنورة التي تعد انطلاقة لدعوة عطرة لنشر دين الاسلام الحنيف الذي لايفرق بين احد الا بالتقوي وليس خافيا علي كل مسلك أنه في بداية رحلة الهجرة غادر الرسول صلي الله عليه وسلم مكة ومكث ثلاثة أيام في غار ثور بالقرب من مكة, ثم غادر جبل ثور متجها إلي منطقة يثرب, ووصل إلي قباء بالقرب من المدينةالمنورة, ومكث فيها عدة أيام, وأول زيارة إلي المدينةالمنورة كانت لأداء صلاة الجمعة, ثم غادر قباء واستقر بالمدينةالمنورة, وكانت الهجرة قناة لعبور الدعوة الإسلامية إلي الإقليم ثم إلي العالم, وأسست لبداية التاريخ لأهميتها باعتبارها مرحلة الانطلاق من البعد المحلي إلي البعد الإقليمي والدولي وتكريس أبعاد الرسالة الإنسانية للدعوة الإسلامية يقول الداعية مصطفي حسني لابد أن نفهم معني الهجرة وهو: الهجرة من الذنوب والمعاصي لإرضاء الله تعالي وحبا في رسوله الكريم, ورغم أن خطة الرسول للهجرة وما بعدها, لم تكن خطة عام واحد, وإنما كانت لمرحلة كاملة من الدعوة إلي الله, ولم تكن لفرد واحد أو أسرة واحدة أوقبيلة بمفردها, وإنما كانت لأمة ممتددة زمانا ومكانا. وكانت الهجرة ضرورة لإقامة الدولة الإسلامية: رأي النبي صلي الله عليه وسلم أنه مكلف برسالة عالمية وليست محلية أو قومية, وكان يعلم أن السبيل إلي ذلك شاق وعسير قياسا بما لقيه من محاولات نشر الدعوة داخل المحيط الضيق الذي لم يتعد قبيلته أو القبائل المجاورة في مكة ومايحيط بها, من أجل هذا أحس النبي صلي الله عليه وسلم أن تحقيق عالمية رسالته لا تأتي إلا من خلال نظام سياسي وكيان اجتماعي يحميها نظام عسكري في موطن أمين, أو بالأحري من خلال دولة تكفل لهذه الدعوة حق الانتشار والذيوع, وتحمي أتباعها وتؤمنهم, ومن ثم تطلع النبي صلي الله عليه وسلم إلي تحقيق ذلك, إذ سرعان مانجده صلي الله عليه وسلم يتحرك صوب الخروج إلي مكا جديد يصلح لصياغة الطاقات الإسلامية في إطار دولة تأخذ علي عاتقها الاستمرار في المهمة بخطي أوسع وإمكانات أعظم بكثير من إمكانات أفراد تنتابهم شرور الوثنية من الداخل, وتضغط عليهم قيم الوثنية من الخارج, ويصرف طاقتهم البناءة اضطهاد قريش بدلا من أن تمضي هذه الطاقات في طريقها المرسوم,لذلك استمر علي بذل الجهد البشري الكامل في البحث والتخطيط للهجرة لإقامة الدولة. وعن معجرة الغار يقول الداعية مصطفي حسني حينما نريد أن نتكلم عن معجزة من المعجزات التي حدثت في هجرة المصطفي صلي الله عليه وسلم لابد أن نرجع الي تأصيل علمي وشرعي ليكون علي علم وبينة لاجهل وضلالة وها نحن نسوق إليكم رأيا قد يراه البعض منا لأول مرة ويفهم قصته الحقيقية بتمعن وتدبر. قصة نسج العنكبوت علي الغار مروية من طرق, وقد ضعفها بعض المحدثين وحسنها بعضهم, وممن ضعفه الألباني رحمة الله, وممن حسنها الحافظان ابن كثير وابن حجر رحمهما الله قال الحافظ في الفتح: وذكر أحمد من حديث ابن عباس بإسناد حسن في قوله تعالي: وإذ يمكر بك الذين كفروا.. لآية قال: تشاورت قريش ليلة بمكة فقال بعضهم إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق يريدون النبي صلي الله عليه وسلم وقال بعضهم بل اقتلوه وقال بعضهم بل أخرجوه, فاطلع الله نبيه علي ذلك فبات علي فراش النبي صلي الله عليه وسلم تلك الليلة وخرج النبي صلي الله عليه وسلم يعني ينتظرونه حتي يقوم فيفعلون به ما اتفقوا عليه فلما أصبحوا ورأوا عليا رد الله مكرهم فقالوا أين صاحبك هذا؟ قال: لا أدري فاقتفوا أثرة, فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم فصعدوا الجبل فمروا بالغار فرأوا علي بابه نسج العنكبوت فقالوا لو دخل ها هنا لم يكن نسج العنكبوت علي بابه, فمكث فيه ثلاث ليال وذكر نحو ذلك موسي بن عقبة عن الزهري قال مكث رسول الله صلي الله عليه وسلم بعد الحج بقية ذي الحجة والمحرم وصفر, ثم إن مشتركي قريش اجتمعوا فذكر الحديث وفيه وبات علي فراش النبي صلي الله عليه وسلم يوري عنه وباتت قريش يختلفون ويأتمرون أيهم يهجم علي صاحب الفراش فيوثقه, فلما أصبحوا إذا هم بعلي وقال في آخره فخرجوا في كل وجه يطلبونه وفي مسند أبي بكر الصديق لأبي بكر بن علي المروي شيخ النسائي من مرسل الحسن في قصة نسج العنكبوت نحوه,وذكر الواقدي أن قريشا بعثوا في أثرهما قائفين أحدهما كرز بن علقمة فرأي كرز بن علقمة علي الغار نسج العنكبوت فقال ها هنا انقطع الأثر, انتهي كلام الحافظ رحمه الله. وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله عقب إيراد الحديث في قصة نسج العنكبوت من مسند أحمد وتقدم ذكره في كلام ابن حجر ماغبارته: وهذا إسناد حسن, وهو من أجود ماروي في قصة نسج العنكبوت علي فم الغار, وذلك من حماية الله رسوله صلي الله عليه وسلم... وظاهر القرآن يدل أن الله تعالي أيد رسوله بجنود غير مرئية, كما قال تعالي فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها والعنكبوت والحمام مرئية والنصر بجنود غير مشاهدة ولا محسة أدل علي القهر الإلهي والعجز البشري. رابط دائم :