استقبل الشارع الفلسطيني خبر حل اللجنة الإدارية من قبل حركة حماس في إطار المصالحة وإنهاء الانقسام مع حركة «فتح» بفرحة حذرة، خوفا من أن يحدث شيء يفجر التفاهمات التي رعتها مصر من أجل إنهاء الانقسام الذي استمر 11 عاما. ورغم أنه من المبكر الحديث عن الحكم ما تم التوصل اليه بين الحركتين المتخاصمتين منذ يونيو عام 2006 وأحداث الإنقسام الذي أدى الى سيطرة حركة المقاومة الإسلامية على قطاع غزة وفرض حصار إسرائيلي مطبق أدى الى ضيق العيش في القطاع على السكان الذين وصل تعدادهم لنحو مليوني فلسطيني، وما تخللته أعوام الانقسام من إتفاقات وتفاهمات أقرب إلى وصفها ب «المناورات» بين الحركتين. فإنه يبدو ان السياق الاقليمى والدولى للأحداث دفع الطرفين الى اختيار المصلحة الوطنية الفلسطينية لأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يواجهه التعنت الأمريكي المنحاز بشكل واضح لإسرائيل دون تلبية حتى الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية وحكومة اليمين الإسرائيلى المتعنت تطلق يد الإستيطان الذى يلتهم اراضى الضفة وتتنكر لكل القوانين والأعراف وتتوغل فى انتهاكاتها فى القدس، وتمارس سياسة القهر وفرض الأمر الواقع بالقوة العسكرية، واستمرار «ابومازن» هو الإنتحار السياسى بعينه له وللقضية، أما حماس فتعاني الضغوطات الهائلة على حياة الناس في غزة والحصار الإسرائيلى يقضى على فرص الحياة والضغوط المتزايدة من الولاياتالمتحدة التى تصر على تصنيف الحركة منظمة إرهابية بالإضافة الى علاقتها بطهران التى تؤجج ضدها محيطها العربى والتداعيات الأخيرة فى الأئمة القطرية جميعها عوامل تجعل استمرار حماس على الوضع الراهن هو نفس الانتحار السياسى الذى يحيط بالرئيس عباس وجهود مصرية مخلصة ومصرة على الإنجاز تجعل إنهاء الانقسام ضرورة حتمية لكل الأطراف. الدور المصري ضامن للتنفيذ ضجت شبكات التواصل الاجتماعي بهذه الفرحة الحذرة والآن ينتظر كل الفلسطينيين الوقت للبدء الفعلي لركوب قطار المصالحة من أجل عودة الوحدة بين شطرى الوطن المكلوم، ويأمل الشارع الفلسطيني فى تفاهم يفضي الى تكريس منطق المصالحة وتثبيت أجواء التفاهم الدائم والمستمر تحصيلاً لوحدة تصون السلطة الفلسطينية من جهة وتوقف عمليات التصدع في بنية الاجماع السياسي الفلسطيني من جهة أخرى، وكثيرون ابدوا آراء سلبية وذكروا الشارع بالأفراح والابتهاجات السابقة منذ اتفاق مكة واتفاق القاهرة 2011 واتفاق الشاطئ 2014 وفى كل مرة يتنكر الطرفان لتوقيعهما، ولايزال الحديث الدائر في الشارع الفلسطيني هو الحديث فقط عن المصالحة بين حماس وفتح، ومدى تطبيق ذلك على أرض الواقع، في ظل الأنباء الإيجابية التي يتحدث بها الطرفان كما هو معتاد، كون الساعات القادمة ستكون حاسمة، وسيتم وضع النقاط على الحروف، وسيكون هناك وفد من حركة فتح برئاسة عضو اللجنة المركزية للحركة عزام الأحمد في القاهرة لبحث هذا الملف مع المسئولين المصريين، وإمكان ان يتم مفاوضات مباشرة بين الطرفين تحت سمع وبصر السلطات المصرية. وواصل الفلسطينيون تعليقاتهم على مواقع التواصل بأن الدور المصري ليس راعيا للحوار فقط، بل الضامن للتنفيذ التام. ويرى مراقبون أنه لا يبدو أن هذه المرة مناورة بين الحركتين لأن هناك جدية لدى المصريين من أجل التوصل الى اتفاق نهائي بين الحركتين وإنهاء حقبة دامية وكارثية من الإنقسام الفلسطيني الداخلي ولن تسمح القاهرة لأي من الحركتين بتخريب ما تم التوصل إليه من تفاهمات مشتركة، وطلبت حماس أن تكون القاهرة هي الضامنة للرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي أبدى استعداده للتنازل من أجل تحقيق الوحدة بين الحركتين، وعبر الرئيس عباس عن ترحيبه وإرتياحه لما تم التوصل إليه من اتفاق مع حركة حماس برعاية مصرية اذ يشكل الاتفاق تعزيزا لتوجه الرئيس عباس لتقديم طلب الحصول على عضوية كاملة لدولة فلسطين في الأممالمتحدة، وقطع الطريق على الجانبين الإسرائيلي والامريكى تقديم الاتهامات للجانب الفلسطيني بعدم السيطرة على قطاع غزة، وما ردده دوما نتيانياهو فى اى خلاف ينشب مع السلطة الفلسطينية بان الرئيس عباس لا يمثل كل الفلسطينيين. إنهاء جميع الإجراءات العقابية ونقلت المواقع الإخبارية فى غزة عن وفدها بالقاهرة استعداد الحركة لعقد جلسات حوار مع حركة فتح في القاهرة فورا لإبرام اتفاق وتحديد آليات تنفيذه، مع استعداد حماس لحل اللجنة الإدارية في قطاع غزة فورا وتمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة مهامها وإجراء انتخابات شاملة رئاسية و تشريعية ومجلس وطني وفق التمثيل النسبي الكامل ومعالجة كل إفرازات الانقسام. كما ذكرت حركة الجهاد الإسلامي فى بيان إعلامى أن نقطة البداية لاستعادة الثقة بالمصالحة والبدء بحوار وطني تكون بإعلان مشترك ومتزامن بإلغاء إجراءات السلطة ضد غزة وإعلان حل اللجنة الإدارية، وطالبت السلطة فى رام الله بالتجاوب مع الخطوة التي تقدمت بها حماس في القاهرة، كذلك دعت لجان المقاومة لخطوة مقابلة من السلطة الفلسطينية بإنهاء جميع الإجراءات العقابية ضد قطاع غزة التي أصابت المواطن الفلسطيني وعطلت مناحي الحياة المدنية وزادت من حدة الحصار الصهيوني الظالم، وأضافت لجان المقاومة يجب أن يعقب ذلك فوراً الجلوس للحوار الفلسطيني الشامل من أجل طي صفحة الانقسام وترسيخ الوحدة الفلسطينية لمواجهة جميع المخاطر التي تواجه القضية الوطنية والمشروع التحرري . وفى رام الله، قال عزام الأحمد رئيس وفد فتح للمصالحة فى إذاعة صوت فلسطين قبل مغادرته الى القاهرة، لا تفاهمات مع حماس قبل ان تعلن رسميا حل اللجنة الإدارية.