يتطلع الرئيس الفلسطينى محمود عباس خلال زيارته للقاهرة مطلع الأسبوع المقبل إلى مناقشة عدد من القضايا مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال القمة المصرية الفلسطينية المرتقبة، والتى تأتى أهميتها نتيجة للحراك الذى تشهده القاهرة عقب استقبالها وفداً من حركة حماس الأحد الماضى، لعقد مباحثات حول بعض القضايا المهمة، والتى أسفرت عن بعض النتائج التى سيكون لها تأثير على الصعيد الإنسانى والأمنى والاقتصادى والسياسى. «أبو مازن» حرص على زيارة القاهرة فى هذا التوقيت بعد جولته العربية والأفريقية والأوربية لبحث سبل استنئاف عملية السلام بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، علاوة على مناشدة القاهرة لتأكيد عدة ثوابت أبرزها أن منظمة التحرير هى الممثل الشرعى لدولة فلسطين، وليست حماس، بالإضافة إلى الضغط على الأخيرة لحل اللجنة الإدارية والتى تعد بمثابة لجنة غير شرعية فى قطاع غزة لإدارة القطاع، وعدم تصدر محمد دحلان القيادى المفصول من حركة فتح المشهد من جديد عقب مباحثاته مع حركة حماس، ودعوة الحركة لقبول إجراء الانتخابات التشريعية داخل القطاع، وإنهاء الانقسام والعودة إلى طاولة المفاوضات وسبل فتح معبر رفح. بينما تحفظ وفد حماس بالقاهرة على عدة محاور لدى السلطة الفلسطينية أبرزها رفع الحصار عن قطاع غزة والمفروض منذ 4 أشهر، وعدم صرف رواتب الموظفين بالسلطة هناك، ووقف إمداد القطاع بالكهرباء ووقف التحويلات الطبية، ما يهدد حياة المواطنين والأطفال، بالإضافة إلى عدة قرارات هدفها عزل القطاع والقضاء عليه إكلينكيا_ حسبما ادعت حماس. فيما شهدت مباحثات المسئولين المصريين مع وفد حركة حماس انفراجة أسفرت عن بعض النتائج التى سيكون لها إثرها فى تخفيف أعباء قطاع غزة حيث ثمن وفد الحركة دور مصر التاريخى والذى يعبر عن الأصالة العروبية والمروءة التى أبت إلا أن تقوم بواجبها تجاه الشعب الفلسطينى المحاصر المكلوم فى قطاع غزة. وأشارالوفد إلى أنه تم خلال اللقاءات مع الجانب المصرى مناقشة موضوع المصالحة الوطنية الفلسطينية، حيث أبدى وفد الحركة انفتاحه التام لإنهاء الانقسام ولم الشمل الفلسطيني، وتأكيد أن حماس لم تمانع قيام حكومة الوفاق الوطنى من ممارسة مهامها فى القطاع، إلا أن الواقع العملى قد فرض تشكيل اللجنة الإدارية لمتابعة الشئون المعيشية لمواطنى القطاع. وطالب وفد الحركة من الجانب المصرى باعتباره راعى عملية المصالحة الفلسطينية الإشراف على تنفيذ اتفاق القاهرة بما فى ذلك تشكيل حكومة وحدة وطنية والاتفاق على موعد إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية. وكان إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس قد أكد فى خطاب له، أن المسئولين المصريين أبدوا كل الاستعداد من أجل معالجة أزمات غزة وصدرت التعليمات والتوجيهات من الجهات الرسمية بمصر من أجل ذلك. كان وفد قيادى من حركة حماس قد وصل إلى القاهرة الأحد الماضى، برئاسة عضو المكتب السياسى للحركة روحى مشتهى، لاستكمال ومتابعة التفاهمات التى جرت بين الحركة ومصر خلال الزيارة التى قام بها وفد الحركة إلى القاهرة الشهر الماضى.