أعرب ممثلو القبائل والقوى السياسية العربية فى شرق سوريا المشاركون فى ملتقى القاهرة فى تصريحات ل«الأهرام»: عن تقديرهم لاستضافة مصر الملتقى التشاوري الأول لهم الذى اختتم أعماله أمس، وقالوا إنهم سعوا عبر الملتقى للحفاظ على وحدة وعروبة سوريا، المهددة الآن بمخططات التقسيم والإقصاء، وأكدوا أن الغياب العربى اسهم فى تهميش العرب فى سوريا، وأن حجم التدمير لمناطقهم كارثى بكل معنى الكلمة. وأكد أحمد الجربا رئيس تيار الغد السورى لمندوبة « الأهرام» إن القوى السياسية والقبلية فى شرق سوريا حرصت على الاجتماع فى القاهرة من أجل عرض رؤيتها وتصورها لمستقبل المنطقة فى ظل الصراع عليها والمشاريع السياسية المطروحة بشأنها. ومن جانبه قال الدكتور عبدالسلام المبروك أحد ممثلى القبائل فى محافظة الرقة، إن المدينة تم تدميرها بشكل كامل بدعوى القضاء على «داعش» من قبل قوات التحالف الدولى والقوات الكردية المتحالفة معها، وقال إن هناك دلائل كثيرة تشى بأن سوريا مقدمة على التقسيم، لكنه استدرك بالقول: لن يتحقق لهم ما يريدون ، مؤكدا أن 95% من سكان الرقة هم من القبائل العربية، وأن تكاتف جميع أبناء منطقة شرق سوريا سيقطع الطريق على أى تقسيم. وقال : إن الرسالة التى يوجهها ملتقى القاهرة لمصر والعالم العربى، أن أنجدونا قبل أن نضيع. وأضاف: نريد من إخوتنا العرب الوقوف إلى جوارنا، مؤكدا الأهمية الاستراتيجية للمنطقة الشرقية فى سوريا التى تضم الرقة ودير الزور والحسكة، وأنها سلة الغذاء فى سوريا، فهى التى تنتج أراضيها الحبوب والأقطان والنفط والغاز كله، بالإضافة إلى وقوع نهر الفرات فيها. وأوضح أن هناك 3 قوى تتصارع فى المنطقة هي الولاياتالمتحدة وروسيا بالإضافة إلى تنظيم داعش الإرهابى، مشيرا إلى وجود تفاهمات بين بعض هذه القوى وحلفائها فى سوريا، وأن هذا ما أشعر القوى العربية بالخطر. وأكد أن حجم التدمير والدمار فى المنطقة كبير جدا لا يكافىء القوة البسيطة لداعش الذى يريدون القضاء عليه، وقال «لقد أبادوا مدينة كاملة وقاموا بتهميش القوى العربية، واعتمدوا على أكراد سوريا فقط». بينما قال أمير مشرف الدندر من قبيلة العقيدات فى شرق سوريا، إننا كقوى اجتماعية سورية اختارت القاهرة حصرا لإيصال صوتها للعرب الغائبين عن الأحداث التى تجرى فى سوريا، ورسالتنا عبر ملتقى القاهرة أن الوضع فى سوريا جد خطير، وأن الدمار الذى أصاب سوريا فى السنوات الماضية كارثى بكل معنى الكلمة، الآن هناك إقصاء وتهميش للقوى والقبائل العربية فى شرق سوريا، والمسئولية الأولى فى ذلك تقع على عاتق الغياب العربى ، الذى أدى لهذا التهميش والإقصاء، وقال إن القوى والقبائل العربية تسعى عبر ملتقى القاهرة لمقاومة مشاريع ومخططات التقسيم والإقصاء، وسنبذل كل جهودنا للحفاظ على وحدة وعروبة سوريا. ومن جانبه قال قاسم الخطيب عضو منصة القاهرة، نحن كسوريين ومعارضة وطنية ديمقراطية نرى أن القاهرة هى المحطة الأولى بالنسبة لنا ، فهى لم تتلوث يداها فى الدم السورى ، ولم تدعم إلا المعارضة الوطنية الديمقراطية، ولم تدعم الإسلام السياسى، ولذا فإن مصر بالنسبة لنا كمعارضة وطنية هى الملاذ الآمن. وحول ما إذا كان عقد الملتقى هو رسالة تحذير للقوى الدولية بأنه لا يمكن تغييب القوى والقبائل العربية عن أى تسوية فى سوريا. قال الخطيب: بالتأكيد القبائل العربية هى منظومة إجتماعية عمرها مئات السنين فى سوريا، وفى ظل غياب الأمن والاستقرار يلجأ المجتمع إلى قبائله وعشائره، واليوم جمعنا هذه المنظومة بعد أن عانت سوريا 50 عاما من الاستبداد و4 سنوات من إرهاب القوى الظلامية الإرهابية، وفى المرحلة القادمة بعد تحرير مناطقنا من «داعش» ستكون هناك حالة فراغ سياسي، ونسعى لتقديم أنفسنا كقوى عشائرية فى شمال سوريا. ومن جهته قال عبد الستار ملحم من قبائل الجزيرة السورية، نسعى لتقديم أنفسنا نيابة عن المكون العربى فى محافظات الجزيرة السورية التى تشمل الحسكة ودير الزور والرقة، حاملين رسالة شعبنا الواقع الآن تحت نير من الظلم متعدد الأطراف ، الداخلية والإقليمية والدولية. وأضاف: نقول للعالم المتحضر أنتم شهود زور على ما يحدث للشعب السورى ما يحاك لشعبنا مؤمرات خطيرة للغاية، تمس ديموجرافية المنطقة ولن نسمح بالانفصال الذى يتم التخطيط له. واختتم بالقول: لا نملك إلا الشكر لمصر على مساعيها من أجل رفع الظلم عن الشعب السورى ضد ما يحاك له من أطراف دولية تعمل لفصل المنطقة الشرقية عن سوريا.