كتب:خالد عزالدين: الحادث المأساوي الذي راح ضحيته47 شخصا في المباراة الشهيرة التي جمعت بين المصري والأهلي باستاد بورسعيد في الاول من فبراير الماضي وعلي أثر ذلك توقف النشاط الكروي تماما بناء علي تعليمات النيابة العامة بضرورة توقف المسابقة وعدم عودتها إلا بعد الانتهاء من اشتراطات أمنية. وتتضمن هذه الاشتراطات التي وضعتها داخل ملاعب الدولة كان من أهمها ضرورة تواجد كاميرات تليفزيونية داخل الاستادات وتعيين مراقبة مثيري الشغب, بالاضافة إلي بناء بوابات اليكترونية تكشف من يحمل أشياء ممنوعة لدخولها لحماية اللاعبين وطاقم التحكيم, بالاضافة إلي الجماهير المسالمة التي تحضر للمشاهدة فقط. وظاهرة الالتراس عرفت منذ اكثر من نصف قرن وكان الظهور الاول لها بأمريكا اللاتينية بدليل أنها( الالتراس) كلمة لاتينية الاصل تعني الشيء الزائد عن الحد أو الفائض حيث تم تكوين أول رابطة للالتراس بالبرازيل عام 1940 وأهم مايميز جماهير الالتراس استخدام الالعاب النارية أو الشماريخ وهذا اللفظ يطلق في دول شمال افريقيا ودخلت مصر عام 2007, رغم ان الهدف من انشاء الالتراس مؤازرة الجماهير لفرقها ومساندتها بحماس منقطع النظير بالمباريات إلا أن الامور تطورت خلال السنوات الماضية بعد أن تحول التشجيع إلي شغب أدي إلي القتل واصابات خطيرة كما كان الحال في مأساة بورسعيد. وشهد شغب الالتراس خلال الايام الماضية في مصر اقتحام تدريبات الاهلي مما دفع حسام البدري إلي الغاء المران, وما قام به الالتراس أول أمس باقتحام بعض المحلات في وسط البلد, وهو ما دفع قبل أحداث تكسير واجهات المحلات الي قرار الامن برفضه عودة النشاط الرياضي في الموسم المقبل. الالتراس بعد ان انتقل هذا المصطلح الذي جاء من امريكا اللاتينية, وانتقل إلي أوروبا بدءا من يوغوسلافيا ثم كرواتيا خلف أزمات سياسية في دول أوروبا حيث حدث ذلك عام 1995 بمباراة جمعت بين بلجيكاوانجلترا, حيث استخدم الجمهور البلجيكي العنف ضد نظيره الانجليزي وايضا الاحداث المأساوية التي جمعت بين منتخبي انجلترا واسكتلندا عام 1920 حيث توفي40 شخصا واصيب اكثر من 500 آخرين, وامتد هذا الشعب إلي أمريكا في مباراة الجارتين التي جمعت بين الارجنتين وبيرو بتصفيات الاوليمبياد المؤهلة لدورة طوكيو. وكانت ومازالت حتي الآن من اكبر الكوارث حيث توفي620 شخصا بالاضافة إلي اصابة الآلاف. الالتراس أصبحت في كل دولة من دول العالم دولة داخل دولة لها نظامها الخاص وقوانينها من خلال التصرفات الهوجاء بعد ان كانت الملاعب في جميع دول العالم آمنة قبل 20 عاما إلا انها تحولت مع مرور السنوات إلي شغب فاق الحد المسموح به, وانتقلت تلك الظاهرة المؤسفة أيضا إلي الملاعب العربية, ففي تونس علي سبيل المثال وليس الحصر لقي اكثر من19 شخصا مصرعهم عام 1999 اثناء مباراة الترجي والاوليمبي وايضا عام 2006 شهدت العديد من الحوادث المؤسفة خاصة في لقاءات الفرق التونسية مع نظيراتها بالجزائر. كما تسبب الالتراس علي المستوي العربي في إيجاد نوع من التوتر الشديد بين الدول خاصة في البطولات الافريقية سواء علي مستوي الأندية أو المنتخبات, والدليل علي ذلك ماحدث من توتر بين مصر والجزائر في المباراة الفاصلة المؤهلة لنهائيات كأس العالم الأخيرة وجنوب افريقيا, حيث اشتبك جمهور الناديين قبل وبعد اللقاء الذي جمعهما في السودان, وايضا شهدت الملاعب السعودية بعض أعمال الشغب في اللقاء الذي جمع الهلال والشعلة بمسابقة كأس ولي العهد وما صاحب ذلك من فوضي عارمة مما دعا الأمير نواف فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب إلي تشكيل لجنة خاصة, وقامت الجماهير بكسر أبواب الملعب واقتحام المدرجات. كما شهدت الملاعب المصرية أحداثا مؤسفة من جانب الالتراس مثل ماحدث في لقاء الزمالك والافريقي التونسي في اياب دور ال 32 لدوري أبطال افريقيا, حيث اقتحم عدد كبير من جماهير الزمالك الملعب, وتهجموا علي حكم اللقاء ولاعبي الافريقي في الموقعة التي عرفت بموقعة الجلابية. شغب الالتراس لن يتوقف إلا اتخاذ قرارات رادعة وفقا لقوة القانون لأن الفاتورة التي تدفعها الكرة مازالت كبيرة بخروج المنتخب الوطني من تصفيات افريقيا وايضا خروج الدوري المصري من قائمة التصنيف كأفضل5 دوريات علي المستويين العربي والافريقي.