بحث وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم أمس بالقاهرة برئاسة دولة جيبوتى، 28 بندا تم رفعها من قبل المندوبين الدائمين حول مستجدات الأزمات فى المنطقة والتحرك العربى على الساحة الدولية للتصدى لمحاولات إسرائيل الحصول على عضوية مجلس الأمن الدولى إلى جانب إقرار خطة للتصدى للتغلغل الإسرائيلى فى القارة الإفريقية بهدف الحصول على أصوات القارة الإفريقية فى الأممالمتحدة. وقال سامح شكرى وزير الخارجية إن الواقع الإقليمى الصعب فى المنطقة وما يشهده من أوضاع سياسية وأمنية مؤلمة مع تصاعد الصراعات التى تمزق بعض دولنا العربية قد فتحت الباب لتدخلات دولية وإقليمية تحاول رسم مستقبل شعوب وحدود دولنا.وأوضح شكرى، خلال الاجتماع الوزارى الذى شهد تراجعا فى عدد مشاركات وزراء الخارجية، حيث شارك 10 وزراء للخارجية، و4 وزراء دولة، فى حين اقتصر التمثيل لبقية الدول على مستوى وكلاء الوزارة أو المندوبين، أنه و بالرغم مما تواجهه الجامعة العربية من مصاعب لا تعكس ضعفاً بها بقدر ما تعد انعكاساً لمجمل الأوضاع فى منطقتنا العربية، فإن الجامعة العربية تظل القاطرة التى لا غنى عنها لحمل مصير أمتنا. وشدد شكرى على أنه لا مصلحة لأحد فى هدم الجامعة العربية أو إضعافها أو تهميش دورها. وأشار شكرى إلى أن مصر من ناحيتها عازمة بإرادة شعبها وتصميم قيادتها على المساهمة بدور فاعل فى حل الأزمات التى تمر بنا، وتجلى ذلك فى إعلائها لواء محاربة الإرهاب والفكر المتطرف، والاستمرار فى جهودها لدعم قضية العرب المركزية ودفع عملية السلام فى الشرق الأوسط. وقال إن مصر طرحت مبادرتها على مجلس الجامعة العربية لإنشاء إطار تشاورى بين الجامعة العربية ومجلس الأمن تأمل أن يرى النور بعد استكمال آليات تنفيذه. وشدد على أن تفشى خطر الإرهاب والفكر المتطرف بجميع صوره فى مجتمعاتنا لايقتصر تأثيره على أمنها بل تعداه ليطال أسس دولنا وسلامة نسيجها الوطني. وأكد شكرى أن مصر وهى تواجه مع شقيقاتها العربيات الإرهاب الأسود تؤكد انها لن تتسامح أو تتهاون مع من يرتزقون من دماء شعوب منطقتنا أياً كانوا، ومن يبنى دوره على حساب مستقبلها.ومن جانبه قال أحمد ابو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية إن إسرائيل،تسعى إلى العضوية غير الدائمة بمجلس الأمن، وهى الدولة الأكثر انتهاكا لقرارات مجلس الأمن وللشرعية الدولية بوجه عام، بل هى دأبت على التشكيك فى نزاهة المنظمة الدولية وحيادها. كما أعلن أبو الغيط عن رؤية الجامعة العربية لحل الأزمة السورية الراهنة، من أربع نقاط، مؤكدا على أن المرحلة الحالية من الأزمة السورية تتطلب من النظام العربى تقييم الموقف بصورة دقيقة ومسئولة وواقعية. وأكد أبو الغيط على أن المرتكزات الأربعة التى قدمها لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، تأتى من منطلق هو مصلحة الشعب السورى أولا وأخيراً، لافتا إلى أن هذه النقاط يمكنها أن تشكل منطلقات للتفكير العربى بشأن الأزمة السورية فى المرحلة المقبلة. وتتضمن النقاط التى طرحها أبو الغيط:تأييد أى ترتيب أو اتفاق يكون من شأنه حقن الدماء وحفظ الأنفُس، وخفض التصعيد العسكري، وحماية المدنيين، وإدخال المُساعدات الإنسانية إلى المناطق المُحاصرة . وأكد على أن سوريا المُستقبل ينبغى أن تكون صاحبة سيادة حقيقية على أراضيها، ولا مكان فيها للميليشيات الأجنبية أو للمقاتلين الأجانب، ولا وجود على أرضها للجماعات الإرهابية. وأشار أبو الغيط الى زيارته بغداد وأربيل، لافتا إلى أنها تأتى فى محاولة للحفاظ على قنوات الحوار مفتوحة بين الجانبين. وأكد أبو الغيط أنه لمس فجوة فى الثقة بين الحكومة المركزية والإقليم، و أن بقاء العراق الموحد الفيدرالي، متعدد الأعراق والمكونات، هو مصلحةٌ للعراق، بعربه وكرده، وللأُمة العربية كلها. ووجه أبو الغيط نداءه للأكراد بإعطاء الفرصة للحوار، حفاظاً على الدستور الذى شاركوا فى صياغته، وصوناً للنظام الذى يحفظ للعراق وحدته.