لا أعرف د. عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، إلا من خلال متابعاتى لخطب الجمعة التى ينقلها التليفزيون، ومن خلال مقابلتين جمعتانى - مصادفة - وفضيلته في تمناسبات أزهرية.. ولكن لفت نظرى فى الشهور الماضية هجمة ضارية تعرض لها الرجل ضمن الحرب على الأزهر، وكانت عناوين الهجوم أقول إن الشيخ شومان (إخوانجي) وأنه رمز لرجعية الأزهر، والحقيقة أن صاحب تلك الحملة ومدشنها كان جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق ثم صار خلفه كل حوارييه وأصدقائه، ولم أفهم سراتهام د. جابر للدكتور عباس شومان بأنه إخوانجى وبخاصة بعد أن أصدر السيد رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى قرارا بالتمديد لشومان فى وكالة الأزهر منذ أيام لفترة إضافية، فهل يعلم جابر عصفور عن الشيخ شومان ما لا يعلمه الرئيس السيسى الذى يملك كل أجهزة التحريات والمؤسسات الأمنية، وهى تجمع كل شاردة وواردة عن أى شخص مرشح لمنصب عام أو مرشح للتمديد لأن يشغل منصبا عاما؟ وهل كان جابر عصفور يعرف - دون غيره - أن الدكتور شومان (إخوانجي) وقتما كان يجالسه ويتحدث إليه فى الاجتماعات التى عقدها الإمام الطيب لإصدار وثيقة الأزهر وحضرها الاثنان وحضرتها شخصيا، وكنت شاهدا على أحاديثهما الثرية؟ وهل إخوانية فضيلة الدكتور عباس شومان المزعومة كانت متخفية وقت أن كان الإخوان المسلمون بأنفسهم وهيلهم وهيلمانهم وقضهم وقضيضهم يحكمون مصر؟ ولماذا لم يتم تصعيده أو ترقيته فى تلك الفترة؟وأعرف أن البعض سيقول إن جابر عصفور كان يصدر أحكامه ويبنى آراه على أفكار شومان لا شومان نفسه، ولكن هل يمكن التعامل مع اتهام بتلك الأهمية والخطورة بكل ذلك القدر من الخفة والاستسهال؟وأعود - مرة أخرى - لأتساءل: هل كان جابر عصفور يريد أن يوحى لنا بأنه يعلم أخباره من مصادر سرية لا يعلمها حتى رئيس الجمهورية؟.. لقد جاء الوقت لندرك - جميعا - طبيعة الهجمة سيئة السمعة على الأزهر ومشايخه الذين ربما ننتقد بعضهم، ولكن لا نتقول أو نتغول عليهم ونناقشهم، ولا نحرض الرأى العام ضدهم، ونأخذهم دون وصاية على أفكارهم. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع;