حذَّر خبراء البيئة والزراعة المشاركون في ندوة «مرونة المجتمعات المحلية في مواجهة مشكلة التغيرات المناخية»، من مخاطر التغيرات المناخية التي تؤدى إلى نقص إنتاج بعض المحاصيل، وتغير النطاقات الزراعية، وانتشار أمراض النبات الفطرية، والتأثير السلبي على الأراضى الزراعية بالدلتا، خاصة في المناطق الشمالية المتاخمة لساحل البحر المتوسط، مشددين على ضرورة الاستعداد لهذه التغيرات من خلال تحديث البيانات والمعلومات في الاستراتيجية الوطنية لمواجهة التغيرات المناخية، حتى عام 2050. أدار الندوة - التي عُقدت في القاهرة، ونظمها المنتدى الوطني لنهر النيل - الدكتور عماد عدلي رئيس المنتدى، وحضرها كل من: السفير أحمد طايع مستشار وزير الخارجية، والدكتور ممدوح حسن ممثل وزارة الري والمواد المائية، والدكتورة هيلين ناتو المدير الإقليمي للمنتدى الدولي لحوض النيل، وأوتينو جوف سفير كينيابالقاهرة، والدكتور أيمن فريد أبو حديد وزير الزراعة الأسبق، والدكتور طارق وفيق وزير الإسكان الأسبق، والدكتور محمد محمود عضو مجلس إدارة المنتدى الدولي لحوض النيل، والدكتور محمد عبد الفتاح طاحون رئيس الجمعية المصرية للإبداع والتنمية. البرنامج القومي واستعرض المشاركون في الندوة أنشطة وتجارب المنتديات المحلية التابعة للمنتدى في محافظات: الفيوم وبني سويف وأسوان والإسكندرية والمنيا، كما استعرضوا ملامح «البرنامج القومي لبحوث التغيرات المناخية والحد من آثارها على الزراعة»، الذي يهدف الى إعداد خطة مستقبلية لتأثير التغيرات والمشكلات المناخية على منظومة الزراعة لصوغ تصور لسبل مواجهة هذه الضغوط، والحد من آثارها؛ وتقويم وتقليل الأثر السلبي الذي تحدثه الأنشطة الزراعية على النظام المناخي. وبحث المشاركون في الندوة أيضا زيادة قدرة القطاع الزراعي على التأقلم لمواجهة التغيرات المناخية مع التركيز على المناطق الزراعية الأكثر هشاشة، وإجراء حصر للخريطة الزراعية لتحديد مستوى ومسببات هشاشة النظم الزراعية المختلفة أمام التغيرات المناخية، وتحديد أكثر المناطق الزراعية هشاشة لوضعها على قائمة المناطق ذات الأولوية المرتفعة لإجراءات التأقلم؛ وتقدير التأثير الكمي للتغيرات المناخية المتوقعة على إنتاج المحاصيل والثروة الحيوانية، والاحتياجات المائية الزراعية، والآفات والأمراض النباتية والحيوانية؛ ووضع سيناريوهات مختلفة لإجراءات التأقلم الممكنة لمواجهة ارتفاع سطح البحر، وتأثيره على أراضى الدلتا، وإنشاء وتركيب محطات خاصة برصد غازات الاحتباس الحراري، في المناطق الزراعية المختلفة على مستوى الجمهورية. أرقام.. ومضار وفي الندوة نبه الدكتور أيمن فريد أبو حديد إلى أهمية تحديث البيانات والمعلومات لمواجهة التغيرات المناخية حتى عام 2050، مؤكدا أن دراسات حقلية أثبتت أنه ستقل إنتاجية محصول القمح بنسبة 9% إذا ارتفعت الحرارة درجتين مئويتين، وسيزداد الاستهلاك المائي لهذا المحصول بنسبة 6% بالمقارنة بالاستهلاك الحالي، وستقل إنتاجية محصول الذرة الشامية بنسبة 19% إذا ارتفعت الحرارة 3.5 درجة مئوية، وسيزداد استهلاك الماء بنسبة 8%، بينما سيتزايد إنتاج محصول القطن بمعدل 17% إذا ارتفعت درجة الحرارة درجتين مئويتين، وسيزداد الاستهلاك المائي من 4 إلى 5 %. وتوقعت الدراسة أن يؤدى ارتفاع منسوب المياه إلى حدوث مضار بيئية وزراعية واقتصادية واجتماعية منها اختفاء البحيرات الشمالية وعديد من المصايد السمكية وتلوث المياه الجوفية بالمالحة. ونبه وزير الزراعة الأسبق إلى أن تحقيق تكيف الأمن الغذائي المصري مع التغيرات المناخية يستلزم سد النقص في المعلومات الأساسية، ومنها بيانات الأرصاد الجوية، واستخدامات الأراضى، وتوزيع المحاصيل والثروة الحيوانية، خاصة نوعية المحاصيل وتوزيع زراعتها في المناطق المختلفة لدى المزارعين والسياسات الحكومية لبدائل التكيف مع التغيرات المناخية، ومنها استبدال الأصناف الحالية، وأن تعمل الحكومة على إتاحة المعلومات الخاصة بالظروف الجوية بدرجة عالية من الدقة لمدة 6 إلى 8 أشهر، وهذا الأمر يمكن أن يساعد المزارع على اختيار الأصناف المناسبة أو التغذية الحيوانية التي تتفق مع التغيرات المتوقعة. استراتيجية مقترحة والأمر هكذا، نبه أبو حديد إلى ضرورة أن تشمل الاستراتيجيات المقترحة في هذا الشأن استنباط أصناف جديدة تتحمل الحرارة العالية والملوحة والجفاف وأصناف موسم نموها قصير لتقليل الاحتياجات المائية اللازمة لها، مع تغيير مواعيد الزراعة بما يلائم الظروف الجوية المتوقعة، وتقليل مساحة المحاصيل المسرفة في الاستهلاك المائي لها أو على الأقل عدم زيادة المساحة المقررة لها (مثل الأرز وقصب السكر)، وزراعة محاصيل بديلة تعطى الغرض نفسه، ويكون استهلاكها المائي وموسم نموها أقل مثل زراعة بنجر السكر بدلا من قصب السكر، والري في المواعيد المناسبة، وبكمية المياه المناسبة في كل رية، حفاظا على كل قطرة مياه، سوف نكون في أمس الحاجة إليها تحت ظروف التغيرات المناخية، حسبما قال.