ماتتعرض له أقلية الروهينجا المسلمة في ميانمار لم يعد مقبولا السكوت عليه من جانب المجتمع الدولي, إذ خلال الأسبوع الأخير وحده لقي أكثر من400 شخص مصرعهم في الاشتباكات الدائرة حاليا في إقليم راخين شمال غرب ميانمار, كما تم حرق أكثر من2600 منزل, وهرب أكثر من58 ألفا إلي دولة بنجلاديش المجاورة لميانمار. وكالات الإغاثة الدولية ووسائل الإعلام المختلفة تؤكد أن الحملة الممنهجة ضد أقلية الروهينجا التي يزيد سكانها قليلا علي مليون نسمة قد وصلت إلي مستوي من الوحشية يكاد يشبه حرب إبادة تستهدف إجبار الروهينجا علي الرحيل من البلاد, ويشير هؤلاء إلي ضرورة أن تبذل حكومة ميانمار جهدا أكبر لوقف تلك المجازر. المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية صرحت في الساعات الأخيرة بأن الولاياتالمتحدة تناقش الأمر مع حكومة ميانمار علي أعلي مستوي في دليل علي أن واشنطن تشعر بأن الانتهاكات هناك قد بلغت حدا لم يعد يستوجب الصمت. وأيضا ناقش مجلس الأمن الدولي القضية خلال الأيام القليلة الماضية بعد أن أكدت تقارير المنظمة الدولية أن الآلاف من الروهينجا يهربون وسط الحقول الموحلة عبر النهر إلي بنجلاديش, ويتعرض العشرات منهم للقنص هناك. ويقول بعض هؤلاء الفارين إن القوات الحكومية تقوم حاليا بحملة حرق وقتل لإجبارهم علي الرحيل. لكن في المقابل فإن سلطات ميانمار تلقي بالمسئولية علي جماعة جيش إنقاذ الروهينجا المسلحة التي تقول إنها تشن هجمات في الإقليم مايستفز قوات الأمن. ووسط تبادل الاتهامات بين هذا وذاك تظل الحقيقة هي أن المجتمع الدولي يقف عاجزا عن التصرف, بينما العشرات يتم قتلهم كل يوم وتحرق بيوتهم. منظمة هيومن رايتس ووتش الدولية قالت إن مستوي التدمير والقتل في راخين ربما يكون أسوأ كثيرا مما تعرضه وسائل الاعلام. ولذلك فإنه من الضروري سرعة التحرك لوقف هذه المجاوز والمحارق, وبالتأكيد فإن علي الدول الإسلامية مسئولية كبري في هذا الشأن إلي جانب تحرك المنظمات الدولية ومنظمات الإغاثة. لمزيد من مقالات رأى الاهرام