فر أكثر من27 ألف شخص من أقلية الروهينجا المسلمة هربا من أعمال العنف في بورما في الأيام الاخيرة وعبروا إلي بنجلادش بحسب ما اعلنت الاممالمتحدة, في حين لفظت مياه النهر الحدودي أمس جثثا جديدة لمن غرقوا اثناء محاولتهم العبور فيما أعلن الجيش البورمي أن المواجهات مع المتمردين المسلمين في ولاية راخين في شمال غرب البلاد أسفرت عن مقتل400 شخص خلال اسبوع غالبيتهم من المقاتلين الروهينجا. ويتجمع حوالي20 الفا آخرين من الروهينجا علي الحدود مع بنجلادش التي تمنع عبورهم إليها بعد أن فروا من قراهم المحروقة وعمليات الجيش البورمي, بحسب بيان اصدرته للامم المتحدة. وأسهمت شائعات بارتكاب قوات الامن البورمية وكذلك متمردون مجازر واحراق القري في تصعيد التوتر واثارة المخاوف بخروج اعمال العنف عن السيطرة. وفي محاولة يائسة للوصول الي بنجلادش ركب آلاف الروهينجا قوارب بسيطة أو متهالكة صنعت من انقاض وحطام سفن لعبور نهر ناف الذي يفصل بين البلدين. ولفظت المياه16 جثة علي الضفة البنجلادشية للنهر أمس, بحسب ما اعلن مسئول في حرس الحدود, مما يرفع حصيلة من قضوا جراء غرق مراكبهم الي39 شخصا. وكشف تقرير للأمم المتحدة صدر أخيرا واستند إلي مقابلات مع220 من75 ألفا من الروهينجا الذين هربوا إلي بنجلاديش, أن قوات الأمن في ميانمار ارتكبت أعمال قتل واغتصاب جماعي بحق الروهينجا في حملة تصل إلي حد جرائم ضد الإنسانية وربما تطهير عرقي. كما كشف تقرير نشرته منظمة( هيومن رايتس ووتش) أن الصور, التي التقطتها الأقمار الاصطناعية بين22 أكتوبر و10 نوفمبر2016 تظهر حرق430 منزلا لمسلمي الروهينجا في إقليم أراكان بميانمار, كما فر أكثر من27 ألف شخص من الروهينجا المضطهدة بسبب عمليات التعذيب والاضطهاد ضدهم. فيما أفاد مدافعون عن حقوق مسلمي الروهينجيا بأن الحكومة الميانمارية تعمل علي تهجير المسلمين من أراكان بشكل ممنهج. وندد المرصد بمنع مسلمي الروهينجا من الإدلاء بأصواتهم في انتخابات ميانمار, مشددا علي ضرورة الالتزام بما قررته الشرائع السماوية والقوانين الدولية من حقوق المواطنة لكل مواطن, والتي من أهمها المشاركة في اختيار من يمثلهم في أوطانهم أيا كانت دياناتهم أو معتقداتهم. وتواصلت المعارك ضد المسلمين الروهينجا في غرب بورما خلال الأسبوع الماضي بعد أعمال عنف أوقعت89 قتيلا من الروهينجا, كما استمرت المعارك العنيفة في ميوتو جوي بالقرب من مونجداو, المدينة الكبيرة في شمال ولاية راخين. ونقل موقع بي بي سي عن يانجي لي, المقررة الخاصة للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في ميانمار, إن الجيش والشرطة في البلاد يرتكبان جرائم ضد الإنسانية بحق مسلمي الروهينجا في البلاد. واستمعت بي بي سي إلي شهادات من لاجئين من الروهينجا, وصلوا إلي مخيمات في بنجلاديش, أكدوا إن قوات الأمن في ميانمار أطلقت النار علي المدنيين, واختطفت واغتصبت الفتيات الصغار. وتوجد أدلة بالأقمار الصناعية وأدلة مصورة تدعم العديد من روايات اللاجئين. ويوصي مشروع قرار لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة,, بفتح تحقيق في الأحداث التي تشهدها ميانمار. يذكر أن ميانمار تشهد تصاعدا في التشدد الديني البوذي, واضطهادا لأقلية الروهينجا المسلمة التي تعتبرها الأممالمتحدة الأقلية الأكثر تعرضا للاضطهاد في العالم, وهم يعتبرون أجانب في ميانمار ويعانون من التمييز في عدد من المجالات من العمل القسري إلي الإبتزاز وفرض قيود علي حرية تحركهم وعدم تمكنهم من الحصول علي الرعاية الصحية والتعليم.