فوضى حقيقية تعيشها محافظة أسيوط وقراها بسبب «التوك توك» الذى لم يجلب للمحافظة سوى الحوادث المستمرة والزحام الكثيف حيث بات جميع من يستقلون التوك توك «النعش الطائر» كما يطلقون عليه هم الأقرب إلى الموت سواء كانوا مواطنين أو سائقين،ولا تجد ضابطا أو رابطا سوى تصريحات رنانة من المسئولين لا تمس الواقع بشيء خاصة فيما يخص قائدى تلك المركبات الذين تنحصر أعمارهم ما بين «8 - 14» عاما وعلى مرأى من الجميع ليتحول ذلك الأمر إلى كابوس حقيقى يؤرق أهالى أسيوط. يقول عصام سيد عامر «موظف» أن مدينة أسيوط تشهد فوضى عارمة بمنطقة الوليدية قلب المدينة بسبب «التوك توك» الذى بات عدده يزيد على عدد سكان المنطقة بعدما وجد الأهالى ضالتهم فى تلك المركبات بتشغيل أطفالهم ممن لا يتجاوز معدل عمرهم 10 سنوات عليها لجلب مكاسب خيالية لهم بشكل يومى دون الالتفات للمصائب اليومية التى يرتكبها ذلك الطفل سواء بدهس الأطفال والكبار أو اصطدامات بالسيارات الواقفة بالشارع والهرب. ويضيف سيد على «موظف» إن الفوضى التى تعيشها مركبات التوك توك من عدم وجود تراخيص لها أو صغر سن قائدها جعل منها قاسما مشتركا ووسيلة متصلة بمعظم جرائم القتل والاختطاف ومع الظروف الاقتصادية بات قائدوه ومعظمهم من الصبية مستهدفين لعصابات القتل والخطف وكان آخرها ما شهدته مدينتا القوصية ومنفلوط لجريمة قتل لسرقة التوك توك من صاحبه صاحب ال 17 عاماً، وكذلك ما شهدته قرية بنى مجد عندما قام مجهولون باقتياد سائق توك توك «طالب بالصف الأول الإعدادى والعائل الوحيد لأسرته» لتوصيلهم وانقضوا عليه فى الطريق وألقوا بجثته فى ترعة القرية بعد سرقة التوكتوك. وأشار طارق يحيى شحاتة «سائق» إلى أن المشكلة الخطيرة التى تواجه الجميع على الطرق حاليا هى كارثة التوك توك حيث تسير تلك المركبات على الطرق السريعة والداخلية ونتفاجأ بها تخرج من القرى بشكل جنونى تدفع قائد السيارة لمحاولة تفاديها من خلال الانحراف بعيدا عنها وهو ما قد ينتج عنه فقد السيطرة على السيارة وبالتالى الاصطدام بالسيارة القادمة فى الاتجاه المقابل أو انقلاب السيارة وبالتالى حدوث وفيات وإصابات وخسائر مادية فادحة على مالك السيارة لذا يجب إصدار قرار بمنع تلك المركبات وتجريم سيرها على الطرق السريعة . ويوضح حسين عبد الغفار طه «محاسب» ان المحافظة تواجه مأزقا حقيقيا بعد انتشار حوادث القتل والاغتصاب ومعظمها دخل فيها التوك توك كعامل مشترك ورغم جهود المحافظة فى السيطرة عليه وتقنين وضعه فلا يزال الأمر خارج نطاق السيطرة، ونظرا لأن التوك توك أصبح وسيلة مواصلات لا غنى عنها ويستخدمه جميع أفراد الشعب فإنه بات خطرا كبيرا ومصدر قلق ليس على من يستقله وإنما على السائقين أنفسهم بعدما صار مطمعا للسرقة بعدما تجاوز سعره حاجز ال25 ألف جنيه، كما أن أسيوط تشهد حالات وفاة شبه يومية نتيجة وقوع تصادم أحد أطرافه التوك توك ورغم إصدار محافظ أسيوط قرارا بمنع سير التوك توك على الطرق السريعة والرئيسية فإنه لم يفعل حتى الآن. وقال محمد عبده من أهالى ديروط أن التكاتك باتت مشكلة لا تطاق خاصة فى أوقات الذروة ويصطف قائدوها على كوبرى القناطر فى صفين مما يؤدى لاغلاق الطريق تماما. من جانبه قال المهندس ياسر الدسوقى محافظ أسيوط إنه قاد حملة مكبرة لمتابعة تنفيذ قرار ترخيص مركبات التوك توك وعدم السماح للأطفال دون 18 سنة لقيادة تلك المركبات وحجز أى توك توك غير مرخص ومنعه من السير حفاظا على حياة الأطفال والمواطنين والحد من انتشار الجرائم والسرقة التى تتم بواسطة تلك المركبات، وأضاف أنه كلف الأجهزة التنفيذية بشن حملة مكبرة على القرى والأحياء لضبط مركبات التوك توك غير المرخصة واتخاذ الإجراءات اللازمة حيال المخالفين.