مسلسل فساد السياسيين فى إسرائيل لا ينتهي، فهو قديم ومازال مستمرا حتى وقتنا هذا، ولعل أشهر المتورطين فى قضايا الفساد هو نيتانياهو، إذ تجرى الشرطة الإسرائيلية منذ عدة أشهر تحقيقات معه فى اتهامات بتورطه فى قضايا فساد، خصوصا القضية المعروفة إعلاميا ب«الملف 1000»، التى تتعلق بتلقيه وعائلته هدايا من السيجار الكوبى والخمور وغيرها. كما خضع نيتانياهو للتحقيق فى شهر فبراير عام 2015 فى قضية «بيبى تورز»، والخاصة بقيام رجال أعمال بتمويل رحلات طيران نيتانياهو وزوجته سارة للخارج، وهناك القضية المعروفة باسم «الملف 2000» المتعلقة بالاتفاق مع ناشر صحيفة بديعوت أحرونوت للحصول على تغطية إعلامية ودية، ثم يأتى الملف الأبرز المعروف باسم «الملف 3000» المتعلق بصفقة شراء الغواصات الألمانية. وفى الواقع فإن عددا من كبار المسئولين فى إسرائيل تورطوا من قبل فى جرائم فساد وحكم على بعضهم بالسجن، مثل رئيس إسرائيل الأسبق موشيه كتساف، الذى تمت إدانته بتهم التحرش والاغتصاب، ورئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت، الذى خضع للتحقيق عام 2007 لدوره فى الفضيحة المالية المتعلقة بخصخصة بنك لؤمى، وأيضا رئيس الوزراء الراحل آرييل شارون كان متورطا هو الآخر فى قضايا فساد تتعلق بالحصول على تمويل حملاته الانتخابية بطرق غير قانونية. وفى شهر ابريل من العام الماضى وعلى مدى عدة ساعات خضع زعيم المعارضة الإسرائيلية السابق يتسحاق هيرتزوج للتحقيق من جانب الشرطة بتهمة الحصول على تبرعات بشكل غير قانونى، وشمل التحقيق أيضا وزير الداخلية وزعيم حزب شاس الدينى آرييه درعى الذى أمضى من قبل حوالى عامين فى السجن بتهمة الفساد والحصول على رشاوى، ودرعى ليس هو الوحيد من رجال الدين المتورطين فى قضايا فساد ففى العام الماضى بدأ الحاخام الإسرائيلى «اشاهو بنتو» أو الحاخام المليونير كما طلق عله، والذى متلك إمبرطورية اقتصادية ضخمة قضاء عقوبة السجن لمدة سنة، وذلك بسبب دفعه الرشاوى وعرقلته لسر العدالة، وقد أظهرت تقارير عديدة خلال السنوات الأخيرة أن امبرطورية الحاخام هى عامل مؤثر فى منظومة الاقتصاد الإسرائيلي، حيث تتم داخلها صفقات اقتصادية بقيمة مليارات الدولارات، وأيضا رئيس أركان الجيش الإسرائيلى الأسبق الجنرال دان حالوتس تورط من قبل فى فضيحة من العيار الثقيل، فقد تبين أنه فى خضم الأحداث التى صاحبت وأعقبت اختطاف الجنديين الإسرائيليين فى التاسعة من صباح الأربعاء 12 يوليو 2006، واجتماع القادة السياسيين والعسكريين لمناقشة هذا الأمر واتخاذ قرار شن الحرب على لبنان، استغل دان حالوتس معرفته بخفايا الأزمة وتوجه لبيع الأسهم التى يمتلكها فى الساعة الثانية عشرة ظهرا يوم اندلاع الحرب وقيمتها 120 ألف شيكل، الأمر الذى دفعه إلى تقديم استقالته. يذكر أن الفساد فى إسرائيل لا يقتصر على الطبقة العليا من السياسيين بل إن الفساد الإدارى منتشر فى إسرائيل بشكل كبير، خصوصا بين مسئولى وموظفى المحليات، إذ ألقت الشرطة القبض على رئيس بلدية تسيفيت إيلان شوحط، أما رئيس بلدية أور يهودا الأسبق ديفيد يوسف فحكم عليه بالسجن لمدة عامين بعد ادانته باستغلال منصبه للتربح، كما قدمت لائحة اتهام ضد رئيس بلدية عسقلان إيتامار شمعونى بتهمة الفساد المالى والحصول على رشوة أيضا، وفى سبتمبر من العام الماضى ألقت الشرطة القبض على رئيسة بلدية نتانيا مريم فايربرج بتهمة الحصول على رشاوى من مقاولين.