جامعة قناة السويس تعلن المراكز الثلاث الأولى للأبحاث الفائزة بالمؤتمر السنوي العلمي الرابع بكلية الهندسة    تنفيذ إزالة فورية لتعدٍّ بالبناء المخالف بمركز ومدينة الإسماعيلية    بكين: تايوان الخط الأحمر الذي يتعين عدم تجاوزه فى العلاقات «الصينية- الأمريكية»    مسؤولون دوليون يحذرون: اجتياح رفح الفلسطينية بمثابة «مذبحة»    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب ضعيف.. ولا يصلح للأبيض    ما هي محظورات امتحانات الثانوية العامة 2024؟.. «التعليم» توضح    احباط بيع 2 طن لحوم وكبدة فاسدة في القليوبية    برنامج "مانشيت" يستعرض أجواء البهجة بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب    قبّل يد رجل أعمال.. مصطفى بكري يدعم حسام موافي: لا تحزن فنحن في زمن الرويبضة    الاتحاد الأوروبي والناتو يدينان الهجمات السيبرانية على ألمانيا والتشيك    محافظ قنا يتفقد عددا من مشروعات الأمن الغذائي بمنطقة المعنا    أنشيلوتي يجهز مفاجأة لجماهير ريال مدريد أمام قادش    رسميا.. صن داونز يجدد تعاقد رونوين ويليامز    خالد الغندور: كنتُ أشجع الأهلي وغيرت انتمائي لهذا السبب    مانشستر يونايتد يضع عينه على موهبة برشلونة    منسق حملة خليها تعفن: أسعار الأسماك تراجعت 40% بسبب المقاطعة خلال 10 أيام    مدير المشروعات ب "ابدأ" يكشف عن دور المبادرة في دعم الصناعة والمستثمر    حملات أمنية ضد محاولات التلاعب في أسعار الخبز.. وضبط 24 طن دقيق    طعنه بمطواة.. المشدد 10 سنوات لمتهم شرع في قتل جاره بسبب "الجمعية"    محافظ الغربية يهنئ البابا تواضروس بعيد القيامة    الليلة.. حفل الفنان تامر حسني بالعين السخنة    انتظروا الشخصية دي قريبًا.. محمد لطفي يشارك صورة من كواليس أحد أعماله    عمرو يوسف يكشف كواليس جديدة من «شقو» مع محمد ممدوح    فريدة سيف النصر تغالب دموعها على الهواء بسبب أغنية ل«وردة» (فيديو)    سلماوي: ثلاثية نجيب محفوظ كانت سببا في توقفه عن الكتابة 7 سنوات    المفتي يكشف حكم الشرع بشأن تولي المرأة المناصب القيادية (فيديو)    توريد 108 آلاف طن قمح بكفر الشيخ    الملف الغذائي لبعد الخمسين    أبرزها فريد خميس.. الأوقاف تفتتح 19 مسجدا في الجمعة الأخيرة من شوال    أمين اتحاد القبائل العربية: نهدف لتوحيد الصف ودعم مؤسسات الدولة    المحكمة الجنائية الدولية تفجر مفاجأة: موظفونا يتعرضون للتهديد بسبب إسرائيل    خلعوها الفستان ولبسوها الكفن.. تشييع جنازة العروس ضحية حادث الزفاف بكفر الشيخ - صور    المقاومة الفلسطينية تقصف تجمعا لجنود الاحتلال بمحور نتساريم    نشرة الحصاد الأسبوعي لرصد أنشطة التنمية المحلية.. إنفوجراف    الشكاوى الحكومية: التعامُل مع 2679 شكوى تضرر من وزن الخبز وارتفاع الأسعار    وزارة الصحة توضح خطة التأمين الطبي لاحتفالات المصريين بعيد القيامة وشم النسيم    الاستعدادات النهائية لتشغيل محطة جامعة الدول بالخط الثالث للمترو    المنتدى الاقتصادي العالمي يُروج عبر منصاته الرقمية لبرنامج «نُوَفّي» وجهود مصر في التحول للطاقة المتجددة    في اليوم العالمي وعيد الصحافة.."الصحفيين العرب" يطالب بتحرير الصحافة والإعلام من البيروقراطية    عمر الشناوي ل"مصراوي": "الوصفة السحرية" مسلي وقصتي تتناول مشاكل أول سنة جواز    بواسطة إبراهيم سعيد.. أفشة يكشف لأول مرة تفاصيل أزمته مع كولر    دعاء يوم الجمعة المستجاب مكتوب.. ميزها عن باقي أيام الأسبوع    خطيب المسجد الحرام: العبادة لا تسقط عن أحد من العبيد في دار التكليف مهما بلغت منزلته    "لم يحدث من قبل".. باير ليفركوزن قريبا من تحقيق إنجاز تاريخي    برواتب تصل ل7 آلاف جنيه.. «العمل» تُعلن توافر 3408 فرص وظائف خالية ب16 محافظة    خطبة الجمعة اليوم.. الدكتور محمد إبراهيم حامد يؤكد: الأنبياء والصالحين تخلقوا بالأمانة لعظم شرفها ومكانتها.. وهذه مظاهرها في المجتمع المسلم    قوات أمريكية وروسية في قاعدة عسكرية بالنيجر .. ماذا يحدث ؟    بيان عاجل من المصدرين الأتراك بشأن الخسارة الناجمة عن تعليق التجارة مع إسرائيل    دليل السلامة الغذائية.. كيف تحدد جودة الفسيخ والرنجة؟    ضبط 2000 لتر سولار قبل بيعها بالسوق السوداء في الغربية    التعليم العالي: مشروع الجينوم يهدف إلى رسم خريطة جينية مرجعية للشعب المصري    محافظ المنوفية: 47 مليون جنيه جملة الاستثمارات بمركز بركة السبع    إصابة 6 سيدات في حادث انقلاب "تروسيكل" بالطريق الزراعي ب بني سويف    «الإفتاء» تحذر من التحدث في أمور الطب بغير علم: إفساد في الأرض    إصابة 6 أشخاص في مشاجرة بسوهاج    الفلسطينيون في الضفة الغربية يتعرضون لحملة مداهمات شرسة وهجوم المستوطنين    رئيس اتحاد الكرة: عامر حسين «معذور»    الغدة الدرقية بين النشاط والخمول، ندوة تثقيفية في مكتبة مصر الجديدة غدا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كمال الشناوي بطل وداع في الفجر الذي ظهر فيه الرئيس الأسبق مبارك..
فتي الشاشة الأول.. نجح في الدويتات الغنائية ولعب دور الصحفي ثماني مرات
نشر في الأهرام اليومي يوم 25 - 08 - 2017

مرت منذ أيام الذكري السادسة لوفاة الفنان الكبير الراحل كمال الشناوي( ولد26 ديسمبر1921 وتوفي22 أغسطس(2011 وهي مناسبة للحديث عن هذا الفنان الذي تمثل حياته قصة درامية من الدرجة الأولي, خاصة منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية, عندما تخرج من كلية التربية الفنية وعين مدرسا للرسم في إحدي مدارس أسيوط, ومنها تمرد علي الوظيفة دون أن ينكر أهمية المعلم, ومهنة الرسم الذي لم يكن فقط محور عمله, وإنما أيضا هوايته وغرامه طول عمره.
........................................
ولقد عاش كمال الشناوي حياته تحكمه مجموعة من المبادئ الأساسية, منها الحرص الشديد في حياته وسلوكياته اليومية, وكذلك في أعماله الفنية, واحترامه لنفسه, وعدم سعيه إلي الشلل السينمائية, مما جعل البعض يتهمه بالغرور مثلما حدث في الستينيات عندما أطلق موزع سينمائي لبناني شائعة ضده تقول إنه لا يحترم الموزعين, وإن أفلامه تباع رغما عنهم, فكان أن تكاتفوا ضده فظل لسنوات دون عمل, مما كان له تأثير سلبي علي نفسيته, وعلي دخله المادي, وقد عشت معه تلك السنوات العجاف, كان يزورني في مكتبي ب الأهرام بين يوم وآخر وكثيرا ما كنا نسهر معا مع زملاء في الأهرام, إلي أن أسند إليه المنتج السينمائي المتميز رمسيس نجيب دورا مهما في فيلم دمي ودموعي وابتسامتي أمام نجلاء فتحي, وحسين فهمي, ثم حدث أن التقي الدكتور محمد عبدالقادر حاتم, وكان وزيرا للإعلام والثقافة, وعرض عليه فكرة برنامج صور وحكايات ليقدمه بنفسه في التليفزيون, وهو موجه للصغار والكبار, يعرض ظواهر واكتشافات معاصرة وتاريخية بأسلوب بسيط مدعم بوسائل إيضاح من المواد الفيلمية, والصور الفوتوغرافية.. ثم حدثت انفرادة ونقلة مهمة في حياته عندما اتجه إلي المسلسلات التليفزيونية, وبعدها ابتسمت له الدنيا وقام ببطولة أو بأدوار مهمة في عدد من الأفلام السينمائية, ووسط ذلك, في منتصف السبعينيات, مثل علي المسرح مسرحية اللعب علي المكشوف, التي كانت تعرض علي مسرح في حديقة الأندلس علي نهر النيل, وكانت من إخراج السيد راضي, وتمثيل كمال أمام مني جبر, وهياتم, ومحمد نجم.
وفي مشوار حياة كمال الشناوي الفني توجد محطات مهمة, منها نجاح الثنائي المكون منه والفنانة العظيمة شادية, ومنها اهتمامه بالاشتراك في غناء الدويتات, فغني مع شادية سوق علي مهلك سوق, و مع صباح زي العسل, وغني مع غيرهما, كما أنه من أكثر الممثلين الذين لعبوا دور الصحفي, فقد تكرر هذا ثماني مرات, أبرزها في فيلم الرجل الذي فقد ظله, وفي مسلسل زينب والعرش, كما أننا نجد في مشواره محطة مهمة وهي قيامه بالإنتاج السينمائي لأفلام مهمة, مثلا وداع في الفجر حيث قام بدور طيار, وقد ظهر في الفيلم الرئيس الأسبق حسني مبارك في ثلاثة مشاهد, كما أنتج طريق الدموع عن حياة الفنان الراحل أنور وجدي, وفيلم نساء الليل مع حسن يوسف, وناهد شريف, وقد حصد عدة جوائز, وفيلم تنابلة السلطان الذي أخرجه بنفسه.
وفي حياة كمال الشناوي أربع زيجات, أولاها زواجه من الفنانة الاستعراضية هاجر حمدي, التي أنجب منها ابنه محمد, الذي كان قد التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها ووصل إلي رتبة نقيب, لكن حب السينما كان يتملكه, لذلك التحق سرا بمعهد السينما في أكاديمية الفنون, ولما تخرج فيه في السبعينيات استقال من القوات المسلحة, وكان ذلك تحولا كبيرا في حياته, وخشي أن يفاتح والده في الأمر, ولم يجد إلا الاستعانة بالمخرج الراحل علاء كريم, الذي كان زميلا لمحمد في المعهد, لكي يوسطني في الأمر, وكنت قد تعرفت من قبل بعلاء, فجاءني وقال لي: إن محمد يعرف علاقتك بوالده, فلم يجد غيرك لإبلاغه بما فعل, وفعلا عندما قابلت كمال في اليوم نفسه أو اليوم الذي يليه, حدثته عن محمد, وبهدوء أخبرته باستقالته وتفرغه للسينما, فلم يكن أمامه إلا القبول علي مضض! المهم أن محمد الشناوي( الابن) تزوج بابنة عمه عبدالقادر, وهي ابنة السيدة علية( رحمها الله) الشقيقة الكبري للمطرب العندليب عبدالحليم حافظ, والمدهش أنه رغم زواج عبدالقادر( الشقيق الأصغر لكمال الشناوي) بشقيقة عبدالحليم التي كانت ترعاه, فإنهما( حليم وكمال) لم يلتقيا أبدا في أي عمل فني!
أما الزوجة الثانية فهي السيدة زيزي الدجوي, التي أنجب منها ابنه علاء, الذي صار مهندسا معماريا, وتزوج وأنجب, لكنه انتقل إلي رحمة الله قبل والده, الذي حزن عليه حزنا مريرا.
وبعد ذلك تأتي الزوجة الثالثة, وهي الفنانة ناهد شريف, التي اقترن بها في الستينيات, وكانا قد التقيا في فيلم الوديعة حيث قاما ببطولته مع الفنانة هند رستم, من إخراج حسين حلمي المهندس, الذي كان متزوجا بناهد شريف, ثم بعد ذلك انفصلا وتزوجها الشناوي لنحو عشر سنوات, ثم انفصلا إلي أن تزوجت هي بفنان لبناني ثم انفصلت عنه, وبعدها أصيبت بمرض خبيث إلي أن انتقلت إلي رحمة الله.
أما زوجته الرابعة والأخيرة فهي السيدة سمر, من أصول سورية, وقد تزوجها في الثمانينيات, ورافقته في المرحلة الأخيرة من حياته حتي انتقل إلي دار البقاء بعد صراع مع المرض.
وإذا كنت( كاتب هذه السطور) أكتب الآن عن كمال الشناوي.. الإنسان والفنان.. فإنني في واقع الحال أكتب عن بعض عمري, فقد تعرفنا وتعارفنا, وكنت ما أزال في بداية عملي الصحفي منذ أكثر من نصف قرن, ولقد خضنا معا تجارب سعيدة, وأخري مريرة, وعشنا النهار بطولة, والليل بغموضه, فهو أحد رفاق العمر الذين أفتقدهم, وأحد فناني مصر الكبار الذين لا أعرف لماذا لا تهتم النقابة واتحاد النقابات الفنية بالعمل والسعي لتقديرهم وتكريمهم, ولماذا لا يقام أسبوع لأفلام كمال الشناوي مع ندوات فنية لمناقشة مسيرته؟ ولماذا لا نجد شارعا يحمل اسمه؟
وبعد.. فإذا كنت أكتب عن كمال الشناوي في هذه المساحة الصغيرة المحدودة, فإن هناك آخرين من الفنانين والمبدعين هم بعض عقل مصر يستحقون التقدير والتكريم, ولكي يدرك الأحياء أن من رحل لم يرحل عن الذاكرة والاهتمام, وأعتقد أن وزير الثقافة الصديق حلمي نمنم.. خير من يعرف هذا ويقدره!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.