وأصل إلي النقطة الأهم في هذه الإطلالة الخاطفة علي مسيرة ثورة يوليو التي مازالت تتعرض لأبشع حملات النقد الظالم والتجريح والتجني الذي يصل إلي حد الافتراء وأقول صراحة ما ينبغي اعتباره وقفة إنصاف للحقيقة وليس دفاعا عن شخص أو تعصبا لفكر. نعم لقد حدثت تجاوزات ولا ينبغي لأحد أن ينكرها أو يسعي للدفاع عنها, ولكن ينبغي أيضا أن ينظر إلي هذه التجاوزات في حجمها الحقيقي, وأن يتم نقدها في الإطار الموضوعي. إن النقد حق مشروع وليست ثورة يوليو أو أحد من رموزها فوق النقد.. ولكن النقد شيء والافتراء شيء آخر.. لأن الافتراء يعني الاختلاق الذي يقوم علي الأكاذيب ويؤدي في النهاية إلي البلبلة وفقدان الثقة وتسميم العقول لأجيال جديدة يصعب عليها أن تعبر الجسر الواسع والهوة العميقة بين مناخ الشك وعدم الثقة إلي شاطئ الحقيقة والاطمئنان للغد. إن ثورة يوليو كانت عملا عظيما بكل المقاييس لا يمكن اختصاره في إسقاط النظام الملكي أو تأميم قناة السويس أو بناء السد العالي أو اللحاق بعصر التصنيع والتكنولوجيا, أو في نشر التعليم والثقافة وإدخال المياه النقية وأعمدة الكهرباء إلي القري والنجوع علي امتداد الوادي كله. إن ثورة يوليو صححت مسار أمة كادت تفقد البوصلة الصحيحة وأنجزت أحلاما عظيمة لزعماء عظام سبقوا ثورة يوليو ولم تتوافر لهم الظروف الملائمة لتحقيق أحلامهم. وهي نفسها ثورة يوليو التي أعاد شباب مصر علي مدي ال18 شهرا الأخيرة رفع رايتها في كل الميادين بهدف ري شجرتها من جديد لكي تمتد ظلال أوراقها الوارفة إلي كل شبر علي طول وعرض مصر لتزرع الخير والنماء وتعيد الكفاية والعدل تحت رايات الديمقراطية السليمة. وغدا نواصل الحديث.. خير الكلام: نعم لا مستحيل تحت الشمس ولكن بشرط أن يتعامل الإنسان مع الممكن فقط! المزيد من أعمدة مرسى عطا الله