تعلم ثقافة الاختلاف وفكرة الرأي والرأي الأخر مشكلة ليست جديدة على المجتمع المصري ولكن أصولها ترجع إلى الأنظمة القبلية التي سادت العالم من قبل ولا تزال سائدة في بعض الدول مما دعانا نتبنى ثقافة الاختلاف و لا نرفضها شكلا ومضمونا. إن سنة الحياة قائمة على الاختلاف فلما الغضب والثورة عند الاختلاف مع الآخرين فقد تختلف درجات التفكر والتعقل فلولا الاختلاف في أنماط التفكير وطرح الآراء لما تطور الإنسان. فالأهم من إثبات الرأي بطريقة أو بأخرى علينا باللين والرفق في الكلام لان الكلام اللين يغلب الحق البين والاختلاف لابد أن يكون بمرونة وسلم. للأسف لقد نشا المجتمع المصري على ثقافة يسود فيها الخلاف بمعنى انه يفقد قيمته حينما يتحول إلى خلاف أو عداء شخصي. لا يعرف الكثير أن اختلاف الإنسان في رأيه يعتبر ميزة ايجابية فقد يكتشف أي منهما قصورا ما في التفكير. و كان من أراء الإمام الشافعي رضي الله عنه "رأيي صواب يحتمل الخطأ و رأي غيري خطأ يحتمل الصواب" فان أخذنا هذا في الاعتبار نجد أننا لن نثور على بعض بل سننصت جيدا للأخر حتى لا يسفه كل منا كلام الأخر أسوة بالرسول صلى الله عليه وسلم كان يشاور أصحابه و يأخذ بآرائهم ومقترحاتهم وهو الذي يوحى إليه. بمرور الأيام يفاجئ بعض الأشخاص أن وجهة نظره في الأمور تتغير و في بعض الأحيان يستغرب الإنسان من نفسه محدثا إياها كيف كان هذا تفكيري وفيما كنت أفكر في هذه اللحظة. ثقافة الاختلاف تطلب شخصا واعيا منفتحا مع الآخرين في أرائهم ولا يخرج الحديث من سياق السلوكيات القويمة و لا يزال الحوار قائم و هادف بعيدا عن التعصب لرأى أخر. [email protected] لمزيد من مقالات سمر عبدالفتاح;