شيع أمس جثمان فقيد السياسة المصرية وأحد أقطابها الدكتور رفعت السعيد، وشارك بالجنازة التى انطلقت عقب صلاة الجمعة من مسجد الحمد بالمقطم، حيث كان يقيم الفقيد، العديد من رموز وأنصار حزب التجمع وتيار اليسار، وفى مقدمتهم رئيس الحزب سيد عبد العال، ورئيس الحزب الاشتراكى المصرى أحمد بهاء شعبان، وأمينة شفيق وحسين عبد الرزاق، بالإضافة لمشاركة العديد من القوى السياسية. وقد أصدر ائتلاف «دعم مصر» بيانا وصف فيه »السعيد« بانه كان أحد المدافعين عن الدولة المصرية وأفنى عمره بتلك المهمة الشاقة. وحسب وصيته الأخيرة التى أكدها أمين شباب التجمع عمرو عزت، فإن «السعيد» أوصى بدفنه بجوار زوجته الدكتورة ليلى الشال بمدافن الإمام الشافعي. ووصف المتحدث باسم حزب التجمع نبيل زكى رحيل السعيد، الذى كان يشغل رئيس المجلس الاستشارى للحزب، بكونه كارثة كبيرة وأن مواقفه السياسية كانت وطنية للمصلحة العامة. وأضاف: ان الراحل كان يدرك منذ سنوات خطر التطرف الدينى والفكرى وسخر قلمه بحملة تنويرية غير مسبوقة، وأكد «زكي» أن السعيد لديه تاريخ طويل من العمل السياسى وكان عنصرا أساسيا بجميع جلسات المجلس الأعلى للقوات المسلحة عقب ثورة 25يناير، وقام بإصدار كتاب حول كل تلك الجلسات بعنوان: «الباقى من الذكريات»، كما كشف ل«الأهرام» عن تجهيز الراحل قبل وفاته كتابا عن رواد التنوير بمصر خلال القرنين الماضيين، لكنه رحل قبل أن تتم طباعته،. وعقب الجنازة، نعى حزب التجمع «السعيد»، وقال: إنه سيظل يشغل مكانة سامية داخل ذاكرة اليسار والحركة الوطنية المصرية معا، كان وطنيا مصريا مخلصا خاض منذ صباه كل معارك شعبنا المصرى ضد الاستبداد والتخلف والفساد والظلم الاجتماعي. وقد كانت أكثر فترات السعيد توهجا سياسيا خلال فترة حكم الرئيس السادات فى سبعينيات القرن الماضي، لكونه صب جام غضبه وغضب اليسار الوطنى عليه لسببين رئيسيين: أولهما، ذو طابع اقتصادى بسبب انحيازه للطبقة الرأسمالية والغرب،. وثانيهما: ذو طابع سياسى بعد قرار السادات الإفراج عن رموز التيار الإسلامى من السجون الناصرية وتوظيفهم فى صراعه مع القوى اليسارية.