يدرك الجميع أن التسول ليس ظاهرة جديدة، ولكنها تتفاقم يوما بعد يوم بسبب انتشار المتسولين فى كل مكان وتنوع حيلهم للكسب غير المشروع، ويسوء الموقف أكثر مع امتهان بعض الموظفين والطبقة المتوسطة للتسول، لينضموا إلى أولئك الذين يستأجرون زى عمال النظافة ويتسولون به، لتصل دخول بعضهم إلى 400 جنيه يوميا. فالتسول أصبح ب«بزنس استثمار» وليس «فقرا» كما كان سابقا، مما دفع خبراء الأمن والاجتماع الى المطالبة بسرعة تشريع قانون بتغليظ العقوبات للقضاء على هذه الظاهرة التى تضر بقيمة أى مجتمع . «من المؤسف ان تنتشر ظاهرة التسول فى الشارع المصرى بشكل أصبح لافتا للنظر»، هكذا بدأ حديثه الدكتور أحمد يحيي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة السويس، ليشير إلى أن العديد من الدراسات التى بحثت هذه الظاهرة، أكدت أن الهدف من التسول هو كسب الأموال. وعلى الجانب الأمنى للقضاء على الظاهرة، يطالب اللواء فاروق المقرحى مساعد وزير الداخلية السابق، مجلس النواب بالتدخل سريعا للحل، لأن عمل الشرطة يتوقف عند القبض على المتسولين وتحرير محاضر «تسول وتشرد» ، ولكن لابد من تشديد العقوبة لأنها ضعيفة، بما يؤدى الى ردع المتسولين. ويسرد مساعد وزير الداخلية السابق، حكاية شاهدها بنفسه فى رمضان الماضى حيث فوجئ بمتسول يرتدى زى عمال نظافة وبجواره « مقشته» يقوم بتجميد مبلغ 375 جنيها من سوبر ماركت، وعندما استفسر من صاحبه عما رآه، فحكى له أن هذا الشخص موظف صباحا وبعد الظهر يؤجر زى عمال النظافة ليقف به فى اشارات المرور، ويجمد يوميا ما بين 350 إلى 400 جنيه. و تحدثت «الأهرام» مع إحدى المتسولات بدأت حديثها «زوجى مات بسبب السرطان ومكنش معانا فلوس نصرف على علاجه وسابلى 5 عيال مش لاقية اكلهم ولا اعالج بنتى مريضة سكر واهل الخير بيجبولى علاجها كل شهر وصحتى مش مساعدانى اشتغل ولا بعرف اسيب العيال والواد اللى على كتفى ده اتولد بعد موت ابوه ب 22 يوما اسيبه فين بخرج كل يوم اشحت به لو كنت قادرة اشتغل مكنتش حوجت نفسى لحد ولا مديت ايدى للناس . قصة أخرى صاحبها رجل كبير فى السن صعد احدى عربات المترو معلقا فى رقبته خرطوما بكيس به دم منظر تقشعر له الابدان، وبدأ يبكى داعيا للموجودين بالستر والصحة ومطالبا بمساعدته لاستكمال علاجه، وبعاطفة المصريبن فهى الطابع الغالب عليهم تعاطفوا معه واعطوه ، فقد جمع ما يقرب من 50 جنيها، وبمجرد ان فتحت ابواب عربات المترو فى محطة الشهداء قفز الرجل كأنه شاب فى ريعان شبابه، الكثير استغرب جدا لما رأوه فقد نزل الرجل على الرصيف بملامح وجه مختلفة تماما عما كان داخل العربة بدون بكاء بدون ملامح تسول او ضيق. وفجأة خلع الخرطوم من رقبته ووضعه فى كيس بلاستيك وخرج من اتجاه الخروج كانه شخص طبيعى لا يعانى من اى مرض.