تحولت محطات مترو الأنفاق وعربات المترو إلى سوق عشوائية بعد ثورة 25 يناير، وغياب الأمن، ففي المترو تجد الملابس، وأدوات المطبخ، والمناديل، وإبر الخياطة، وكروت الشحن، وأحذية الأطفال، وأدوات المكياج والإكسسوار.. وزاحم الباعة المتسولون على أرصفة المحطات وداخل المترو. وألقت ظاهرة البطالة برأسها على المترو، فبعض الباعة من الحاصلين على مؤهلات عليا.. لم يجد طريقًا لكسب قوت يومه، غير العمل بائعًا متجولاً في المترو. ومن أكثر المحطات التي تمتلئ بالباعة هي: العتبة، الشهداء، السادات، الدمرداش، شبرا الخيمة، كلية الزراعة، جامعة القاهرة. “,”البوابة نيوز“,” تجولت داخل المترو، الذي أصبح سوقًا تجارية واسعة.. فكان هذا التحقيق. كروت شحن البداية كانت مع إحدى الفتيات التي تجوب العربة لبيع كروت الشحن، حاولت الاقتراب منها غير أن تحذيرات زميلتها من أن أمن محطة مترو “,”الشهداء“,” تقوم بالتفتيش.. ارتبكت الفتاة قليلاً.. وسألتها لماذا تعرضين نفسك للخطر مع الأمن؟ فقالت “,”ديتهم 15 جنيه وخلصت الغرامة“,”، و“,”لو حد نعرفه مش بندفع وبنراضيهم بعدين“,”.. فقلت لها يعني مش فرقة معاكي قالت: إحنا نشتغل “,”ده أكل عشنا هنعمل ايه؟“,”. مؤهلات عليا وكانت الصدمة، عندما علمت أن محامية تقوم بالبيع داخل المترو، اقتربت منها.. وقالت “,”أ. ك“,”: إن محاضر التسول دمرت حياتي ومستقبلي، وأضافت أنا كنت عضوة في نقابة المحامين، ولكن النقابة شطبت اسمي منها، بسبب محضر التسول الذي حرر ضدي!. وعندما سألتها هل تستمرين في البيع حتى الآن؟، قالت نعم “,”مازالت أبيع ليس لي عمل أتكسب منه غير البيع في عربات المترو“,”. الشاب “,”ج. م“,”، يبيع مفارش وأدوات مطبخ.. اقتربت منه، وقال بصوت حزين: أنا خريج كلية تجارة منذ أربع سنوات، ولم أجد عملاً طوال هذه الفترة، واضطررت للعمل في المترو، فهذا عمل شريف ببيع بالحلال، بدلاً من انتظار المصروف من والدي، أو أن أسرق أو أتسول. كما علق على محاضر التسول قائلاً: “,”طب معقول الشغل الحلال يكون تسول.. طالما مش عاجبهم اللي بنعمله.. يشغلونا مش عايزين حاجة تاني.. وده أريح لينا وللحكومة“,”. وأوضح أحد العاملين في محطة مترو “,”الجيزة“,” أن البيع في المترو كان مستحيلاً قبل الثورة، فالمترو في الماضي كانت له حرمته، ويجب أن نتعاون لعودة المترو إلى سابق عهده، فالمواطن مستاء من هؤلاء الباعة. التسول في المترو ويزاحم الباعة في المترو المتسولون، فتلك فتاة صغيرة لا تتجاوز سنها الثانية عشرة، يتكئ عليها طفل في العاشرة، يتسولان في خط مترو الجيزة.. من المضحك أن كيس الدم المعلق في رقبة الصغير يمتلئ بتمر الهندي، بدلاً من الدم.. وهذا ما أدركناه حينما وقع التمر من الكيس على الأرض بخلاف لونه الذي لا يمت للدم بصلة. وهناك سيدة تتسول بابنتها المريضة “,”بالقلب“,” في خط المرج، و“,”بالسرطان“,” في خط الجيزة، كما أنها تقوم بالدعوة على من لا يعطيها أموالاً. وابتكر المتسولون طرقًا جديدة للتسول، ففجأة تجد رجلاً أو شابًا يقول لك “,”أنا مش معايا فلوس أروح.. ممكن 2 جنيه“,”.