{ حاولت أن أتجنب كارثة السكك الحديدية، لكن سببان جعلا حادث التصادم قرب «خورشيد» لا يمكن تجاوزه، السبب الأول استفزنى وهو تعليق صحيفة الاندبندنت البريطانية بعد لحظات من وقوعه «أن تصادم القطارات صار من الحوادث المعتادة على خطوط السكة الحديد فى مصر بسبب الإهمال وسوء الإدارة وعدم الأمان وانعدام الصيانة»، والثانى: هو ما نشره الإعلامى عبد الصمد ماهر على صفحته الشخصية عن نص حوار مع وزير النقل! فقد كان من الممكن أن أطمئن للتنفيذ الفورى لتعليمات السيد الرئيس بمحاسبة المقصرين والتوسع فى تجديد شبكة السكك الحديدية وصرف التعويضات لأسر الشهداء والمصابين بصفة عاجلة، وتطفئ نار قلبى الاستجابة المباشرة لوزيرة التضامن بأن صرف التعويضات مشروط فقط باستخراج شهادة الوفاة ومحضر الشرطة وإعلام الوراثة، وتسجيل النيابة الكارثة ضد الاهمال والجهل والإشارات الكهربائية وسائق القطار الذى توقف دون سبب معلوم حتى الآن، وعزل رئيس هيئة السكك الحديدية، كان من الممكن أن يمر الحادث مثل كل حوادث الطرق التى أدمناها ونمسح دموعنا ونعود لمتابعة معركتنا الأساسية فى البناء، وزيارة السيد الرئيس لأربع دول أفريقية، وفى مواجهة الحرب على الارهاب المدعوم من قطر وتركيا، وكان من الممكن أن نتألم لأن الهيئة تتحمل 360 مليون جنيه بسبب قرار تحريك سعر الوقود وأنها تتحمل هذا الفرق نيابة عن المواطن، لولا هذا الحوار المكتوب نصه بين الوزير هشام عرفات والإعلامى عبد الصمد ماهر.. قبل يومين من الحادث : الإعلامى: يا معالى الوزير لما القطار يتأخر ساعة عن موعده يوميا تبقى ده اسمه ايه؟ تصور لو طبيب رايح شغله او ضابط رايح شغله او ممرضة رايحة شغلها؟.. محطة بنها يامعالى الوزير أصبح تاخير وصول القطار ساعة يوميا أمرا طبيعيا والالتزام بالمواعيد أمرا شاذا ! يجيب الوزير: أنا آسف جدا، بس واضح انك مش متابع اللى احنا بنعمله فى السكة الحديد، ولا البيانات الصحفية اللى بتصدر، وباستثمارات بالمليارات، والمليارات أساسا غير موجودة، وقيمة التذاكر متدنية جدا، وارتفاع السولار من شهر جعل الضغط على السكة الحديد خياليا، كل ده معروف وأكتر من كده، ونتائج اللى باعمله عمره ما هايظهر ولا حتى فى12 شهرا، وعايز على الأقل سنتين، لأن السكة الحديد تختلف عن الطرق، اللى يحتاجه شهر فى الطرق تحتاجه السكة الحديد فى سنة، يعنى ببساطة أنا لن أجنى ثمار مجهودى الحالى لأن السكة الحديد متهالكة منذ عقود، ولو كان السادة الإعلاميون لا يعرفون تبقى مصيبة، وأرجو أن تتابع لقائى المتكرر مع السيد الرئيس حتى تكونوا مميزين كإعلاميين activ وليس proactive الشكوى التى وجهها الزميل للوزير يلمسها كل مسافر بالسكك الحديدية آخرها تأخر قطار أسوان 12 ساعة كاملة وبدلا من أن يجيب الوزيرعن الاجراءات التى اتخذها لمواجهة فساد الادارة وتحقيق الانضباط الذى يلمس نتائجه المسافر بالقطار وليس قارئ التصريحات الوردية، انبرى بالقول إن الحكومة تحتاج إلى المليارات لتجديد السكك الحديدية وهى غير متوافرة، وعلى المواطن ألا يتوقع نتيجة عاجلة للإنجازات التى تتم لأن العائد لن يظهر بعد شهر لكن بعد سنتين أو أكثر، وأن أسباب حوادث القطارات ليست مسئولية الإدارة الحالية ولكنها نتاج تراكم الإهمال والفوضى على مدى عقود، وأن أسعار التذاكر متدنية! وليس أمام الإعلامى ال«activ» إلا أن ينصح الوزارة بان تفكر الف مرة قبل تطبيق الزيادة فى اسعار التذاكر لأن هذا هو الفرق بين سعى الإرهاب لوقف قطار عشر دقائق بعلم السائق أو بدونه واستغلال الحادث فى التشويش على مسيرة الإصلاح، وبين استغلال موت العشرات لرفع أسعار الخدمة على الطبقة التى وصلت تكاليف الحياة أمامها إلى العلامة الحمراء؟. { أتمنى.. أن يكون نهائى الكأس اليوم بين الأهلى والمصرى فرصة للاعبى الفريقين لتقديم نموذج للروح الطيبة، فالتسامح وروح المودة ينتقل بالعدوى إلى الجماهير وعلاج ناجع لمرض الأخذ بالثأر وإشارة ألكترونية «مجربة» تمنع تكرار اصطدام القطار القادم من القاهرة بالقطار القادم من بورسعيد فى برج العرب، وليت الفريقين يحرصان على أن يكون الحضور الجماهيرى مستقبلا هو الهدف، ويتعلمان من روح المودة والعناق بين لاعبى ريال مدربد وبرشلونة، قبل نزولهم الملعب وبعد المباراة رغم مابين المدينتين من خلافات عصبية وسياسية حادة، { سألنى حارس العمارة: يعنى إيه كلاسيكو الأرض، فاعتبرت نقل مباراة الريال مع برشلونة ضربة قاضية من «أون سبورت» لأنها كسرت احتكار القناة القطرية المتاجرة فى عشق حارس العقار وكل البسطاء للكرة، تمنيت أن يستمر هذا النجاح ليشعر المواطن البسيط أن إعلام بلده يقدم له المتعة ببلاش! لمزيد من مقالات أنور عبد اللطيف;