عندما هتفت الجماهير الأهلاوية «علاء يا ميهوب .. يا مفرح القلوب» .. لم يأت ذلك من فراغ، فقد كان المايسترو الجديد فى وسط الاهلى هو البطل لنهائى كأس 84، ليس فقط بتحركاته الرائعة ولمساته الساحرة، ولكن بهدفه القاتل فى الوقت بدل الضائع الذى نقل الكأس فى لمح البصر من بورسعيد الى الجزيرة. من هذه النقطة.. بدأ الحوار مع الموهوب «ميهوب» الذى كشف عن أنه لم يفقد الأمل لحظة فى الفوز بالكأس، وتأكد له هذا الشعور عندما أهدر طارق سليمان ثلاثة انفرادات تامة ليشعر أن هذا اليوم «يومك .. يا أهلي». ويسترجع ميهوب قصة الهدف المعجزة بقوله انه جاء من ثلاث تمريرات وبعد إهدار طارق سليمان انفرادا كاملا من منتصف الملعب تماما، ليمرر شوبير الكرة إلى حمدى أبو راضى ومنه إلى خالد جادالله الذى أرسلها له بالمقاس ليراوغ عادل عبد المنعم الحارس العملاق الراحل، ويسجل الهدف القاتل، وفور أن رأيت الكرة داخل الشباك لاحت أمام بصرى الكأس. ويضيف النجم الأسبق للأهلى أنه لا يعرف من أين جاءت هذه الطاقة والروح العالية التى جعلته ينطلق بعد الهدف احتفالا بالتعادل وعودة الامل فى الفوز بالكأس، وانه لا ينسى كلمات الراحل الجنرال محمود الجوهرى بعد استبعاده من قبل الراحل عبده صالح الوحش من البعثة المسافرة لأوليمبياد ريو دى جانيرو، حيث قال له: «لا تحزن .. وأكيد ربنا يخبئ لك شيئا طيبا» وبالفعل جاء الفوز بالكأس أفضل من السفر إلى دورة لوس أنجلوس. وكشف ميهوب عن أن الفرحة بهذه الكأس كانت لا توصف لأنهم كانوا يريدون إهداءها إلى العبقرى الراحل محمود الجوهري، وأنه لا ينسى كلماته بين شوطى مباراة المقاولون العرب فى دور قبل النهائى وكان المقاولون متقدما بهدف للاشيء، فإذا به يلخص ما فى داخله بكلمات قصيرة «الملعب أمامكم عاوزين تكسبوا.. اكسبوا .. موش عاوزين خلاص» مما كان له مفعول السحر وفزنا بثلاثة أهداف مقابل هدف، بل كان الفريق ناقصا لوجود حالة طرد. وأضاف أن والده كان موجودا فى مباراة المصرى وبعد الفوز قام بتوزيع «الشربات» على جميع أهالى منطقة الحوامدية، وكانت المكافأة وقتها لا تزيد على ثلاثة آلاف جنيه، وإن كان أهم ما ميز اللقاء الاحترام والود بين اللاعبين وعدم الاحتكاك أو الخروج عن النص، وأنه للمرة الأولى يجد مدربا وهو المجرى بوشكاش يصافح لاعبيه تقديرا لما بذلوه.. كما أنه صافح زملاءه فى المصرى وبخاصة طارق سليمان الذى لم يكن موفقا فى اللقاء. ووصف ميهوب المباراة دون جمهور بأنها بلا طعم وأن الأهلى كعبه عالى على المصرى بحكم التاريخ بدليل تفوقه فى المواجهات الست السابقة ولكن كرة القدم لا تعترف دائما إلا بالمجهود داخل الملعب.