هم مجموعة من أبرز نجوم كرة القدم في العالم، لكنهم يختلفون.. لأنهم مروا من هنا عبر بوابة الدوري المصري الممتاز. هل تعرف أن هداف القرن العشرين فرينتس بوشكاش عمل مدرباً للمصري البورسعيدي؟ هل تعلم أن مدرب الأهلي الشهير ناندور هيديكوتي كان هدافاً للمنتخب المجري ووصيفاً لكأس العالم؟ هل تعلم أن الدوري المصري شهد وجود ثلاثة لاعبين سبق لهم التتويج بالكرة الذهبية الأفريقية؟ في السلسلة التالية يسلط FilGoal.com الضوء على عدد من نجوم كرة القدم في العالم الذين شاركوا في "الايجبشيان بريميير ليج".. سواء كلاعبين أو كمدربين. --- "جائزة بوشكاش لأفضل هدف في العام".. حينما قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA تقديم جائزة لأفضل هدف طوال العام يتم تسجيله في كل أنحاء العالم، استقر على إسم أسطورة المجر فرينتس بوشكاش ليطلق على هذه الجائزة.. لكن هل تعلم أن بوشكاش أتى إلى مصر وعمل مدرباً للمصري البورسعيدي في الثمانينيات؟ فرينتس بوشكاش.. ولد في بودابست يوم 2 إبريل 1927.. بدأ مشواره مع الكرة مع فريق كيبست المحلي الذي كان يدربه والده (اللاعب السابق بنفس النادي) في هذا الوقت. موهبته الطاغية جعلت مسؤولي النادي يوقعون معه عقداً طويل الأمد وهو لم يبلغ عامه الثاني عشر بعد، وشارك في مباراته الرسمية الأولى بقميص الفريق الأول لكيبست وهو في سن ال17. في عام 1949 ضم الجيش المجري نادي كيبست له، وقام بتغيير إسمه إلى "هونفيد"، مع منح رتب عسكرية للاعبيه. وكان من نصيب بوشكاش رتبة "ميجور" أو رائد. مع هونفيد حقق بوشكاش لقب الدوري المدري خمس مرات، وتوج بلقب الهداف في أربعة مواسم، أبرزها 1947-1948 حينما سجل 50 هدفاً جعلته الهداف الأفضل في كل الدوريات الأوروبية في هذا الموسم. وفي المجمل سجل بوشكاش 357 هدفاً في 354 مباراة لعبها بقميص هونفيد حتى تركه عام 1956، وحصل على لقب أفضل لاعب في أوروبا عام 1953. بوشكاش بدأ مشواره الدولي مع منتخب المجر في سن الثامنة عشرة، حين شارك في أغسطس 1945 في الفوز على النمسا 5-2 مسجلاً هدفاً في أول مباراة دولية له، وواصل التهديف بمعدل يزيد عن الهدف في المباراة ليحرز 85 هدفاً في 84 مباراة دولية مع المنتخب المجري، وهو رقم قياسي عالمي ظل صامداً حتى كسره الإيراني علي دائي في الألفية الثالثة. وكان بوشكاش هو نجم منتخب المجر الذهبي الذي أذهل العالم أجمع في الخمسينيات، وكان قوامه بوشكاش وناندور هيديكوتي وزولتان تسيبور وساندور كوتشيش وجوزيف بوتسيك بالإضافة للحارس جيولا جروتشيش. المنتخب الذي لم يخسر على مدار 32 مباراة متتالية وتوج بذهبية أولمبياد هلسنكي 1952، وتغلب على انجلترا مرتين ودياً 6-3 في ويمبلي ثم 7-1 في بودابست، ثم بلغ نهائي مونديال 1954 في سويسرا قبل الخسارة من ألمانياالغربية 3-2 في واحدة من أكبر مفاجآت تاريخ كرة القدم وقتها. بوشكاش سجل هدفاً في نهائي مونديال 1954 وأضاف ثانياً في آخر دقيقة لكن الحكم ألغاه بداعي التسلل لتخسر المجر. وأختير بوشكاش كأفضل لاعب في البطولة. وفي عام 1956 سافر بوشكاش مع فريقه هونفيد إلى مدريد لملاقاة أتليتيكو مدريد في الكأس الأوروبية (دوري أبطال أوروبا حالياً)، لكن الثورة المجرية اندلعت في التوقيت ذاته ليرفض بوشكاش ومعه بعض لاعبي الفريق العودة إلى بودابست، ويخوض المران وبعض المباريات الودية مع فريق اسبانيول. وأصدرت الحكومة المجرية وقتها قراراً بسحب الجنسية المجرية منه وحرمانه من دخول البلاد مدى الحياة. تلقى بوشكاش عروضاً من يوفنتوس وميلان الإيطاليين، لكن قراره برفض العودة لبلاده وفريقه هونفيد تسبب في قرار آخر بإيقافه لمدة عامين من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. ومع نهاية الإيقاف كاد بوشكاش ينضم لفريق مانشستر يونايتد لكن الاتحاد الإنجليزي رفض إتمام الصفقة بسبب جهل بوشكاش باللغة الانجليزية. وأخيراً وفي سبتمبر 1958 انضم بوشكاش إلى ريال مدريد ليبدأ فصل جديد من مشواره إلى جوار أسطورة الفريق الملكي وقتها ألفريدو دي ستيفانو. ورغم أنه انضم لريال وهو في ال31 من عمره إلا أنه قضى ثماني سنوات كاملة مع الملكي، سجل فيها 156 هدفاً في 180 مباراة بالليجا، منها هاتريك مرتين في الكلاسيكو، وتوج بلقب هداف الدوري الإسباني أربع مرات، محققاً خمسة ألقاب متتالية للدوري مع ريال مدريد، بالإضافة للقب لكأس إسبانيا. أرقام بوشكاش الأسطورية تواصلت في دوري أبطال أوروبا، حيث سجل 35 هدفاً في 39 مباراة أوروبية مع الريال، محققاً معه ثلاثة ألقاب في البطولة ومسجلاً سبعة أهداف بمفرده في مبارتين نهائيتين بالبطولة. ولأن قوانين الفيفا لم تكن تمنع ذلك وقتها، انتقل بوشكاش للعب بقميص منتخب إسبانيا بعد حصوله على الجنسية الإسبانية عام 1962، ليشارك في مونديال تشيلي بالعام ذاته. لكن بوشكاش لم يسجل أي هدف بالقميص الأحمر في 4 مباريات دولية. في عام 2000 اختارت صحيفة "ليكيب" الفرنسية بوشكاش كأفضل لاعب أوروبي في القرن العشرين، في حين منحه الفيفا لقب هداف القرن، قبل أن يطلق إسمه لاحقاً على جائزته السنوية لأفضل هدف في العام في عام 2009. وفي عام 1967 أعلن بوشكاش اعتزاله في سن الأربعين، ليبدأ رحلة مع التدريب في العام ذاته بقيادة فريق سان فرانسيسكو جولدين جيت الأمريكي، ثم درب فريق فانكوفر رويالز الكندي قبل أن يعود إلى إسبانيا مدرباً لديبورتيفو ألافيس في العام التالي. بوشكاش تولى تدريب باناثينايكوس اليوناني في عام 1970، ليقوده للمباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا في العام التالي، كأول (وآخر حتى الآن) فريق يوناني يحقق هذا الإنجاز في تاريخ الكرة الأوروبية قبل الخسارة من أياكس الهولندي في النهائي بثنائية. وكان هذا هو الإنجاز الأفضل في مسيرة بوشكاش التدريبية التي لم تكن على ذات مستواه وتألقه كلاعب استثنائي. درب بوشكاش بعد ذلك أندية ريال مورسيا الإسباني وكولو كولو التشيلي ومنتخب السعودية وأيك أثينا اليوناني دون أي نجاح يذكر، ليحضره رئيس النادي المصري الراحل السيد متولي لقيادة الفريق البورسعيدي في بداية موسم 1979-1980. راتب خيالي بوشكاش حصل على راتب كان يعد خيالياً في الكرة المصرية في هذا التوقيت قدره 3500 دولار شهرياً، ومعه عرف المصري شكلاً جديداً لينهي الدوري موسم 1979-1980 في المركز الثالث خلف الأهلي والزمالك للمرة الأولى منذ 27 عاماً وتحديداً منذ موسم 1952-1953. وفي الموسم التالي واصل المصري عروضه الطيبة مع بوشكاش لينهي الدوري في المركز الثالث للمرة الثانية على التوالي خلف الأهلي والزمالك، وبعد ان اقترب نسبياً من المنافسة في بعض فترات الموسم ليصبح بوشكاش هو معشوق بورسعيد الأول. وفي موسمه الثالث مع المصري 1981-1982 أنهى الفريق الدور الأول في القمة وسط حماس جماهيري بالغ، وواصل المنافسة بقوة مع الكبيرين الأهلي والزمالك حتى التقي الأخير في بورسعيد في الأسبوع ال22. وبعدما تقدم الزمالك بهدف لنصر إبراهيم قبل النهاية بثماني دقائق وقعت أحداث شغب أدت لإلغاء المباراة. وتقرر اعتبار المصري خاسراً بهدفين، ونقل مبارياته المتبقية على أرضه (وكانت ثلاثة من أصل ست مباريات تبقت في المسابقة) خارج بورسعيد وتحديداً في طنطا. القرار طبعا أثر سلبياً بشدة على المصري ليخسر المباريات الست كلها ويتراجع للمركز الخامس في المسابقة، ويقرر بوشكاش الرحيل حزناً على فقدان بطولة كانت قريبة. لكن السيد متولي نجح في إعادة بوشكاش من جديد لقيادة المصري في موسم 1983-1984 وبعد غياب موسم عن بورسعيد. واستعاد معه المصري التألق ليحتل المركز الرابع في الدوري ويبلغ المباراة النهائية لكأس مصر، والتي جاءت قمة في الدراما أمام الأهلي. المصري تقدم بهدف حسام غويبة حتى الدقيقة الحادية والتسعين حين أدرك علاء ميهوب التعادل للأهلي ليفرض وقتاً إضافياَ، سجل فيه الأهلي هدفين آخرين ليفوز بالكأس ويحرم بوشكاش من تحقيق أول بطولة في تاريخ المصري، ليرحل المجري مرة أخرى بنهاية الموسم. بوشكاش ذهب في عام 1985 إلى باراجواي التي قضى بها أربع سنوات في تدريب فريقي سول دي أمريكا وشيرو بورتينو دون نجاح يذكر، قبل أن ينتقل إلى أستراليا ويقود فريق ساوث ملبورن بين عامي 1989 و1992 ليحقق معه لقب الدوري في 1991. وفي عام 1993 منحته الحكومة المجرية عفواً شاملاً ليعود للبلاد، وتم إطلاق إسمه على الملعب الوطني في بودابست. وتولى بوشكاش تدريب المنتخب المجري لفترة لم تدم سوى لأربع مباريات فقط، أعلن بعدها اعتزال التدريب وهو في سن ال66. وفي عام 2000 أعلن عن إصابته بمرض "ألزهايمر" ليقضي أيامه الأخيرة برفقة زوجته إيرزبيت وابنته أنيكو، حتى توفي يوم 17 نوفمبر 2006، وشيع جثمانه في جنازة عسكرية انطلقت من ملعب فرينتس بوشكاش، الملعب الوطني للمجر وسط حضور قدر بأكثر من مليون مشيع في شوارع العاصمة بودابست.