تحولت بحيرة إدكو إلي أوكار بلطجة بدلا من إنتاج الأسماك وتراجعت أهميتها بعدما تقلصت مساحتها إلي 17 ألف فدان بعد أن كانت تزيد علي 37 ألفا حيث تركتها هيئة الثروة السمكية تعاني الإهمال وذلك بفعل أعمال التجفيف والردم الواسعة والتعديات المستمرة وتحويلها الي مزارع سمكية وتلويث البحيرة بمياه الصرف الصحي والصناعي والزراعي الذي يحاصرها من جميع الاتجاهات والنباتات المائية التي تغطي 85 % منها ناهيك الصيد الجائر للزريعة واختناق أكثر من 3 آلاف مركب بها، يعمل عليها 20 ألف صياد يواجهون شبح البطالة والتشرد. يقول أحمد السيد سكرتير جمعية الصيادين بإدكو: إن البحيرة بها أكثر من 3500 رخصة مركب صيد ويعمل علي كل مركب 3 صيادين في مراكز إدكو وكفر الدوار وأبو حمص مشيرا إلي إن الصيادين يعانون علي مدي 65 عاما من أصحاب النفوذ الذين دأبوا علي نهب مساحات شاسعة من البحيرة حتي تقلصت مساحتها تدريجيا إلي 17 ألف فدان الصالح منهم للصيد 5 آلاف فدان فقط ، ناهيك عن انتشار البوص والحشائش وورد النيل الذي يغطي معظم مساحات البحيرة ووجود مستنقعات ومخلفات الزيوت والشحوم والمعادن والمواد السامة التي تلقي في جوف المزارع. مؤكدا أن البحيرة باتت مصباً لمخلفات مياه الصرف الزراعي والصناعي والصحي، مما يقضي علي الزريعة السمكية وارتفاع مستوي الطمي وسد بوغاز المعدية الذي يعد جهة الاتصال الوحيدة بالبحر، وكشف سامي بحيري شيخ الصيادين ببحيرة إدكو عن ظاهرة نفوق كميات هائلة من الأسماك نظرا لارتفاع نسبة الأمونيا التي تمتص الاكسجين من المياه دون معرفة مصدر التلوث. من جانبها أوضحت المهندسة نادية عبده محافظة البحيرة انه تم تنفيذ عدد من المشروعات التي تساهم في تطوير البحيرة وإزالة 350 تعديا من أصحاب المزارع السمكية غير المرخصة و تم الانتهاء من تنفيذ «مجرور بحيرة إدكو» الذي ينقل مياه المصرف الخيري إلي البحر المتوسط بطول 14 كيلو مترا للحفاظ علي منسوب المياه داخل البحيرة ، واسترداد مئات الأفدنة وضمها إلي البحيرة حفاظا علي مساحة الصيد الحر لصالح الصيادين. كما يتم حاليا إعادة معالجة مياه الصرف الصحي والصناعي للحد من التلوث من خلال تطهير بوغاز المعدية. وأشارت إلي أنه تم تزويد البحيرة بعدد كبير من الكراكات والحفارات البرية العملاقة لمواجهة ظاهرة الرواسب والإطماء ، كما تم الاتفاق مع وزارة الزراعة متمثلة في الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية علي عمل حزام آمن حول البحيرة لمنع التعديات مع البدء في عملية الإزالة لجميع التعديات بالتنسيق مع مديرية أمن البحيرة. بينما يؤكد اللواء شبل عبد الجواد المشرف العام علي بحيرات مصر الشمالية أنه تم تحديد برنامج استكمال الخطة العاجلة لتنمية البحيرة وتطويرها علي غرار بحيرة البرلس والتي تشمل تنظيم حملات مكبرة لإزالة التعديات وضبط المخالفين بالتنسيق بين الأجهزة المعنية.