هجمة شرسة جديدة تتعرض لها بحيرة إدكو, فما أن انتهت حفارات مقاول الثروة السمكية, من تطهير بعض المناطق من الحشائش والبوص المنتشر بها. حتي قام أصحاب النفوذ بالتعدي عليها وتحويلها الي مزارع سمكية خاصة, وذلك وسط صمت من شرطة المسطحات, مستغلين انشغال الأمن بالأحداث السياسية الحاصلة. بحيرة إدكو بتحتضر.. والتعديات بتخلص عليها بهذه العبارة بدأ أحمد السيد سكرتير جمعية الصيادين بالبحيرة والمشهرة تحت رقم(15 ثروة مائية), موضحا أنه تم عمل حصر قبل6 أشهر لحالات التعدي علي المسطح المائي الحر للبحيرة, وبلغت وقتها135 حالة التهمت ما يزيد علي3 آلاف فدان, لكن وللأسف الشديد تم تأجيل موعد الحملات الأمنية علي البحيرة لتنفيذ الإزالة6 مرات منذ ما يزيد علي عام, الأمر الذي شجع آخرين علي التعدي علي البحيرة, حتي تضاعف عدد التعديات والتهمت أكثر من5 آلاف فدان في مناطق نمرة5 ردم ووش الخليج و الميت و كوم بلاج و ال800 وكوم حسن و الضهره و الطرفاية والكنايس. ويكشف السد أن بعض من أصحاب النفوذ استغلوا الأماكن التي طهرتها حفارات الثروة السمكية من البوص والحشائش بالنهار, وقاموا بعمل سدود وأحراش وحولوها الي مزارع خاصة في الليل, فيما قام آخرون بتجفيف مساحات جديدة من أراضي شواطئ البحيرة التي تطل علي3 مراكز هي إدكو, ورشيد, وكفر الدوار, وقاموا بردمها بالأتربة وحولوها الي أرض زراعية, مما يقلل من مساحة البحيرة. ويؤكد أن بحيرة إدكو تعد مصدر الرزق الوحيد لأكثر من20 ألف صياد, لم يعد بإمكانهم التحرك بحرية في وسط البحيرة بقواربهم الصغيرة, لكثرة عدد المزارع, وإطلاق النار عليهم من قبل خفر أصحاب المزارع حال الاقتراب من مناطق النفوذ, ويشير الي خطر اخر يتهدد بحيرة إدكو, ويتمثل في انتشار شباك الجرافة وهي شباك يصل عرضها أحيانا ل10 أمتار وطولها لكيلو, وفتحات غزلها ضيقة للغاية, مما يقضي علي الأسماك صغيرة الحجم ويحرم البحيرة منها ويؤثر سلبا علي الانتاج السمكي من البوري والبلطي, ويكشف أن عددا من الصيادين يقوم ببيع الأسماك الصغيرة الي مصانع الأعلاف بمدينة إدكو بواقع50 قرشا للكيلو فقط, لطحنها وتحويلها الي مسحوق سمك, يضاف الي العليقة والأعلاف المصنوعة من الذرة وكسر الأرز وغيرها, الأمر الذي يحتم منع استخدام غزل الشباك المخالف للقانون, وتوعية الصيادين بأنهم الخاسر الأول من استخدامه لكونه سيقضي بمرور الوقت علي سمك البحيرة. أما طاهر جودة رئيس لجنة تنمية الثروة السمكية بالمجلس المحلي للمحافظة سابقا فيشير الي تقلص مساحة بحيرة إدكو الي14 ألف فدان بعد أن كانت في الماضي أكثر من20 ألف فدان, مما يحتم الحفاظ عليها وترك المسطح المائي الحر لصغار الصيادين حتي لا يتم تشريدهم في الوقت الذي يعاني فيه أبناء المدينة من البطالة. ويوضح أن بحيرة إدكو عبارة عن وعاء صرف كبير حيث تصب فيها مصارف إدكو الخيري من الجهة الغربية وكوم بلاج وباب زمزم المتفرع من مصرف إدكو الخيري مصرف طرد برسيق من الجهة الغربية وما تحمله من مئات الاطنان من ملوثات الصرف الزراعي, ناهيك عن الصرف الصحي غير المعالج للمئات من القري التي تصب مياه صرفها مباشرة في المصارف بالاضافة الي الصرف الصناعي الناجم عن بعض المصانع غير المستوفاه للاشتراطات البيئية. ويضيف أن تراكم الحشائش وورد النيل والبوص والطمي في قاع البحيرة تسبب في انخفاض مستوي الغاطس بالبحيرة والذي لا يزيد في بعض المناطق علي متر ونصف مما لا يوفر بيئة مواتية لتنمية وتكاثر الأسماك. كما يطالب بعمل مفارخ سمكية وإطلاق الزريعة السمكية في البحيرة لتنميتها, والتصدي لمافيا الصيد الجائر للزريعة عند البواغيز حيث تلتقي المياه العذبة لبحيرة إدكو مع مياه البحر المالحة.