حقق الفلسطينيون انتصارا معنويا كبيرا فى معركة المسجد الأقصى أمام إسرائيل دون أى تدخل عربي، رغم أن كل عاصمة عربية أشاعت إنها أجرت اتصالات مهمة مع البيت الأبيض وطالبته بالتدخل لإزالة البوابات الالكترونية من الأقصى التى تسببت فى أزمة كبيرة بين المقدسيين وحكومة نيتانياهو اليمينية. انتصار الفلسطينيين يؤكد إمكانية انتصار الشعوب بغض النظر عما تفعل قياداتهم، فالفلسطينيون يعيشون حالة من الانقسام الشديد بين ضفتى الوطن الضفة وغزة حتى فى داخل كل قطاع خلافات حادة ولدت حالة من عدم ثقة الفلسطينيين فى قياداتهم سواء الفتحاوية أو الحمساوية. ولكن من الواضح أن الشعب الفلسطينى استلهم مقولة رئيسهم الراحل ياسر عرفات: «أرى ضوءا فى آخر النفق»، فرأوا شعاع أمل، مكنهم من مواجهة إجراءات الأمن الإسرائيلى فى الأقصى بمفردهم، لينالوا من سمعة الحكومة الإسرائيلية التى تخبطت قراراتها وكانت محل انتقادات من اليمين واليسار معا. نعلم أن أى رئيس وزراء إسرائيلى يخرج منتصرا بعد كل أزمة مع الفلسطينيين، ومعظمهم يختلق حربا قبيل الانتخابات حتى يحقق طفرة فى أسهمه، ولكن انتصار الفلسطينيين فى معركة «الأقصي» قابله خسارة نيتانياهو المعروف بصلفه وجبروته فى التعامل مع كل ما هو فلسطيني. حتى إن نيتانياهو لا يزال يواجه انتقادات من قيادات الشاباك الأمن الداخلى الذى كان يقف غالبا وراءه فى كل أزماته. وبمناسبة كل من يدعى أنه ضغط على الأمريكيين للتدخل من أجل الفلسطينيين، كشفت القناة الثانية العبرية النقاب عن موقف جاريد كوشنر مستشار وصهر الرئيس دونالد ترامب الداعم لكل الإجراءات الإسرائيلية فى الأقصي. وزعم جاريد يهودى أرثوذكسى أن الأقصى يقع تحت الاحتلال، وإسرائيل تحافظ على أمن الناس، ثم اتهم الفلسطينيين باستغلال تركيب البوابات الإلكترونية لإشعال الموقف فى الشارع والتحريض ضد إسرائيل. ولكل من يتوقع سلاما فلسطينيا إسرائيليا فى عهد ترامب، عليه أن يراجع تصريحات صهره كوشنر مستشار الرئيس الأمريكى للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، التى قال فيها «ربما لا يوجد حل». ندرك من الآن فحوى النتيجة..ولينتظر الفلسطينيون الرئيس الأمريكى القادم بغض النظر عن «صفقة القرن». لمزيد من مقالات محمد أمين المصرى