د.فينيس كامل جودة أول وزيرة للبحث العلمي وثالث امرأة تفوز بجائزة النيل في مجال التكنولوجيا المتقدمة العلوم الأساسية وأول امرأة تفوز في تخصصها بهذه الجائزة عن عام 2017 وقد سبقتها د.سامية التمتامي في العلوم الطبية, ود.فاطمة الجوهري في العلوم الهندسية, كما فازت هذا العام أيضا د.فايزة حمودة ثالث مكرر في التكنولوجيا المتقدمة في العلوم الأساسية.. كانت أول إمراة وزيرة للبحث العلمي عام 1993 ولمدة 4 سنوات متواصلة أطول فترة, كما حصلت علي دكتوراه من الجمعية الملكية البريطانية العلمية كأول امرأة عام 1994.. ولقد اختيرت للتكريم من ضمن عشر سيدات من منظمة العالم الثالث للمرأة فى مجال العلوم والتكنولوجيا.. وصنفت ضمن عشرة علماء مصريين من بين أهم 909 على العالم عام 2015 وكان ترتيبها السابع, وتم اختيارها كخبيرة دولية لدى المفوضية الأوروبية لتحكيم وتقييم المشاريع والتقارير العلمية منذ عام 2002. كما أنها المرأة الوحيدة فى مجال البحث العلمى التى تم تكريمها من قبل ثلاثة رؤساء فى مصر. وتعتبر أول سيدة فى مصر يتم منحها درجة الدكتوراه فى العلوم. قدمت براءتى اختراع إحداهما فى مجال الترسيب الكهربى لفلز التيتانيوم وسبائكه وقد اشترت حق الاستغلال شركة أمريكية وقامت بتسجيله فى الولاياتالمتحدةالأمريكية و12 دولة أوروبية أخري، والثانية فى مجال حماية حديد التسليح من التآكل. وقدمت دكتورة فينيس 20 مشروعاً قومياً مختصاً بتآكل الفلزات والسبائك والحفاظ على الآثار، و4 مشاريع مع دولة الكويت و3 مشروعات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وأسفرت جميعها عن نتائج لها قيمتها الاقتصادية فى حماية المنشآت الفلزية والهندسية. وكان لنا معها هذا الحوار. قالت جميل أن أشعر بالتكريم فى بلدى ورغم أنه قد تم تكريمى فى بلاد كثيرة وكرمت منذ فترة فى أكثر من مناسبة خارج مصر كما حصلت على التقديرية قبل ذلك ويكفى اسمها (جائزة النيل) لأن النيل هو سر حياة المصريين ولولا النيل ما وجدت مصر ولا حضارة مصر.. ماذا عن بداياتك؟ لقد نشأت لأسرة متوسطة فكان والدى محاسبا فى الجيش.. فوالدى رحمه الله كان ينتظر الولد وكنت خامس طفلة من بين 6 أخوات. لدرجة أن والدى لم يرنى إلا بعد 4 أيام. ونحن من أصول صعيدية من أسيوط.. وما سر تفوقك العلمي؟ لقد أحببت التخصص العلمى وعندما تم افتتاح المركز القومى للبحوث فى أواخر الخمسينيات اخترت تخصص فى بالعلوم التطبيقية، وكان المشرف على إنشاء هذا القسم د.وليم باخو الذى كان يشغل وقتها رئيس قسم هندسة الفلزات جامعة القاهرة وكان عالما نمساويا ومهندس الحرب الكيماوية.. وتتلمذت على يديه وحصلت على الماجستير والدكتوراه وكأننى ذهبت لبعثة داخل بلدى وهذا توفيق من الله. ثم ذهبت للتدريب فى جامعة أوهايو فى اليابان. كما حصلت على دورات فى أمريكا فى مجال الفلزات والسبائك والتى تدخل فى جميع الصناعات ونوع من أنواع التآكل الشبكى الإجهادي.. وحصلت على منحة من أمريكا.. واستطعت أن يكون عندى جيل من الشباب يتدرب فى هذا المجال وأن تصل أجهزة لمصر عن طريق الهيئة القومية الأمريكية العلمية لتشجيع المشاريع العلمية. وتضيف أنها أنشأت معملا لقسم الكيمياء وقامت بإحضار أجهزة حديثة.. كما عملت فى معهد الكويت للأبحاث العلمية عام 1984، وحصلت على شهادة تقدير وميدالية ذهبية وتكريم من مؤسسة الكويت للتقدم العلمى عام 1996. ولولا تشجيع الأهل والمدرسة وأساتذتى فى الجامعة ماكنت وصلت لهذا النجاح .. بالإضافة الى ادارتى للوقت حتى أستطيع ان أنجز وأعمل وأتقن ما أقوم به على أكمل وجه. ولقد ساعدنى زوجى كثيرا د.رءوف شاكر ميخائيل الأستاذ بكلية العلوم جامعة عين شمس. ولدى بنتان واحدة طبيبة هاجرت الى أمريكا وأنجبت ثلاث بنات وأخرى مهندسة ولديها بنتان ولم يطلبوا منى طلبات كثيرة . هل تفضلين أن تصبح وزارة البحث العلمى مستقلة؟ أفضل أن تصبح وزارة للبحث العلمى منفصلة, لوضع استراتيجية لأولويات البحث العلمى من أجل تحقيق تنمية مستدامة يجب وضع نظام قوى يفيد البلد فى تحقيق التنمية فى جميع المجالات.. فمن المؤسف أن تصبح مصر رقم 30 بالنسبة للبحث الأكاديمى أما بالنسبة للبحث التطبيقى الذى يفيد فى تنمية البلاد فأصبحنا رقم 134 من بين 140 دولة . كأول وزيرة ما أهم الإنجازات التى حققتها؟ انجازاتى على مستوى المراكز البحثية قدمت دفعة للمركز القومى للقياس والمعايرة لكى نقدم صناعة جيدة. وأخذت تمويلا من البنك الدولى ليواكب التطور ولقد تم وضع استراتيجية لمدد طويلة وكانت لمدة تتراوح بين 15 و20 سنه فأخذت مسارات جديدة حتى خلصت من البنك الدولى ومن المجتمع العلمى وبدأت فى تنفيذها عام 1997 .. ما رأيك فى عزوف الشباب عن دراسة المواد العلمية؟ يجب أن نستعيد الثقافة العلمية وأن نحبب الشباب فى العلوم ويتم تدريسها بطريقة مبسطة لأن مستقبل مصر فى العلم وقد أحببت المواد العلمية من ثانوى عندما كنا نجرى الأبحاث العلمية بأيدينا ويجب أن نحبب الطلبة فى المواد العلمية والرياضيات وتغيير المناهج لتتناسب مع العصر، لأن سر تقدم أى دولة يكون من خلال الاهتمام بالعلم والبحث العلمي.