يبدو أن العداء والكيدية القطرية ليست وحدها التى مازالت تنشط ضد مصر حتى اللحظة بالرغم من الضربات القاتلة التى نجحت مصر فى توجيهها للدوحة طيلة الفترة الماضية، حيث نجحت بفضل دبلوماسية مكوكية أنا راض مثل غيرى من ملايين المصريين عن أدائها وحركيتها بشأن مواجهة قطر وفضحها وتجريسها وتكسير أقدامها فى المنطقة، فضلاً عن دلالة التصميم المصرى لأول مرة منذ سنوات بدفع الدوحة وأمرائها إلى دفع حساب وتسديد فواتير باهظة جراء تلك الممارسات السابقة والحالية بحق مصر والمنطقة عبر رفض السماح بأى تهاون أو تسامح معها وتحريض الدول العربية والمجتمع الدولى بأغلبية ضدها. وهذا مايفهمه الجميع حاليا من مواقف وتصريحات لوزير خارجيتنا سامح شكرى ضد الدوحة باتت أكثر تشدداً وتشكل ضغطاً افتقدناه لسنوات طويلة، وحركت الجميع ضد قطر وحشرتها حاليا فى الزاوية حتى إن الموقف الأمريكى مازال يقف عاجزاً حتى اللحظة عن فتح ثغرة فى جدار هذه الأزمة لإنقاذ قطر أو تقليل خسائرها، وحفظ جزء من ماء وجهها مع دول الرباعية العربية. ويبدو أننا مطالبون أيضا فى مصر عبر الدولة بكل مؤسساتها وفى القلب منها وزارة الخارجية باعتبارها رأس الحربة فى مثل هذه المعارك بنقل هذه المعركة أو التحضير لمثيلتها مع تركيا أردوغان حيث أرى أن أنقرة ومواقف وممارسات وأنشطة وعدائيات أردوغان ضد مصر والحقد الأسود والغل والكيدية من قبله تجاه وطننا وشعبنا ورئيسنا قد تجاوزت المدى والشطط، وبات لا يقل بأى حال من الأحوال عن حقد ومؤامرات الأمير تميم ومن قبله تنظيم الحمدين فى قطر حمد بن خليفة والد تميم وزعيم الانقلاب على أبيه 1995، ومهندس المؤامرات على مصر والعروبة حمد بن جاسم هذا الشيطان الملعون «أس البلاء» فى كل ما لحق بالمنطقة فى السنوات الماضية ومازال حتى الآن حيث إن سوء رداءة العلاقات مع تركيا تحتاج إلى وقفة جادة حان وقتها الآن حيث لا يمكن لنا فى مصر أن تظل أسرى يوميا لترهات وبذاءات وتجاوزات سلطانها الفاشل فاقد العقل والأهلية والكياسة حيث يخرج علينا كل يوم بتوجيه مثل هذه الترهات بحقنا وآخرها ما فعله فى الأيام الماضية حين استغل إحدى المناسبات الداخلية وهو يخاطب جمعا قليلا من مناصريه ليوجه السب والقذف لمصر بعد عودته من جولته الفاشلة لبعض دول الخليج الأخيرة لإنقاذ قطر عبر مبادرة فاشلة كان يحملها لم تلق آذانا خليجية، فكان مصيرها سلة المهملات، وعاد من الخليج بخفى حنين ليصب لعناته وجرعات فشله التى يتجرعها يوميا ضد مصر بحجة أنها التى تحرض وتتسيد موقف الرباعية العربية ضد قطر، وترفض أو جهود وساطة أو تضع العراقيل والحواجز لدول الخليج الثلاث معنا فى الأزمة مع الدوحة بهدف الانتقام من قطر، ثم سرعان ما عاد ليردد نفس النغمة من الوقاحة والتطاول علينا بعد أقل من ساعة فقط من الاتصال الهاتفى لوزير خارجيته تشاويش أوغلو مع وزير خارجيتنا سامح شكرى للتباحث بشأن جهود التحرك الإسلامى لمعالجة أزمة المسجد الأقصى. وكأنه أراد أن يرسل لنا رسالة أنه مهما يجرى من اتصالات أو لقاءات بين وزيرى خارجية البلدين على هامش اجتماعات دولية كما حدث بعض مرة فان تركيا وبقية أذرعها فى الداخل المصرى ستقف بالمرصاد لمصر إما لإعادة حكم الإخوان أو إسقاط الدولة المصرية كل هذا لم يعد خافيا، ولا يحتاج الى الانتظار أو التريث طويلا. بل لابد من مواجهته والتصدى له، وليكن الأمر عبر خطة تحرك مصرية سياسية ودبلوماسية مكثفة تسعى لتوفير حاضنة عربية، وفى مقدمتها دول الخليج الشركاء الأساسيين فى التحالف ضد قطر لتوسع دائرة الحركة تدريجيا وصاعداً من اليوم وغدا باتجاه تركيا لجعلها تصطف فى خانة الاتهام بالارهاب واحتضانه وتمويله ورسم الخطط والدفع بالإرهابيين الجوالين فى مصر والمنطقة مثلها مثل قطر، وتوفير مساحة أخرى من حرية الحركة، وتوسيع دائرة التصويب باتجاه أنقرة من قبل دول الشرق الأوسط وبقية الدول العربية والجامعة العربية لتبنى خطاب عدائى وصلد وخشن منها باتجاه تركيا فى قادم الأيام، ثم التعاون مع هذه الأطراف وفى القلب منها دول الخليج الشركاء لنا لتجهيز ملفات أمنية واستخباراتية ومعلوماتية، وتوفير اعترافات للمقبوض عليهم من أنصار وإرهابيى تركيا وقيادات الارهاب التى تقيم بداخلها، ورصد وتتبع تحركاتها ضدنا وضد دول الخليج لتوسع دائرة التحرك باتجاه الدول الأوروبية وروسيا وأمريكا أيضا حتى لو احتاج الأمر منا مضاعفة جهود أو عقد صفقات سياسية أو أمنية مع تلك الدول ضد تركيا أردوغان واستغلال حالة العداء والانسداد شبه الكامل فى العلاقات حاليا بين تركيا ودول أوروبية مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والنمسا وغيرهم الذين باتوا يناصبون أردوغان شخصيا العداء حيث هذا المخبول الذين يسكن قصر السلطان فى أنقرة لابد أن يعاقب من الآن فصاعداً، ويتم تكسير أقدامه فى المنطقة، ويبتلع لسانه، ويلجأ إلى التفكير وعد المائة قبل أن يتفوه بكلمة أو ترهات عدائية ضد مصر ورئيسها حيث صبر مصر بات آخذ فى النفاد من جراء تلك الانفلات شبه اليومى من أردوغان وحكومته وإعلامه المريض حيث لابد لكل هذا التحريض وتلك التفوهات والبذاءات من نهاية فوقاحة أردوغان وعدائه وأمراضه النفسية وترهاته ضد مصر ليست قدراً علينا أن نتقبله باعتباره ابتلاء دنيويا لا نهاية له، فلابد له من دفع الحساب الآن. لمزيد من مقالات أشرف العشري;