بعد تفاقم الأزمة بين قطر والدول العربية، لاسيما عقب إصرار الدوحة على موقفها في تمويل ودعم الإرهابيين، من أجل زعزعة استقرار المنطقة، لجأ الأمير تميم حمد آل ثاني، إلى تركيا لحمايته، مادفع النظام التركي بالدخول على خط الأزمة، ونشر قواتها العسكرية في الدوحة، فضلا عن زيارة بعض المسئولين ل"تميم". تخطو تركيا على خطى النظام القطري في دعم الإرهاب، والسعي في توفير ملاذ أمن لهم، لذا سافر الكثير من الوفود العكسرية التركية للدوحة، لتأمينها، وفي نفس الوقت تجه "أردوغان"، إلى عملية التوازن بين جبهتى الأزمة الخليجية، خوفًا من أن يطاله نفس المصير.
وزير الخارجية التركي يزور قطر وفي إطار سعي تركيا لإيجاد حل للأزمة بين قطر ودول الخليج، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن سافر اليوم لقطر، ولو أمكن إلى السعودية، لرأب الصداع بين حليفتها القوية قطر وبعض الدول العربية، وأكد أن وقوف أنقرة مع الدوحة لا يعني أن تركيا اختارت طرفا ضد آخر. ونقلت وكالة "الأناضول" عن جاويش أوغلو، قوله لدى وصوله إلى الدوحة إن "قطر دولة شقيقة والقطريين إخواننا ونحن هنا تضامنا معهم"، مضيفا أن قطر استحقت احترام الجميع بعدم تصعيدها رغم موقفها القوي.
أردوغان ينتقد دول الخليج وقبل زيارة وزير الخارجية التركي إلى السعودى، تطاول الرئيس رجب طيب أردوغان على خطوات الردع التي اتخذتها دول الخليج والعربية أمام الدوحة، وانتقد ما أسماه محاولات بعض الدول عزل قطر وشجب مثل هذا التصرف، ووصفه ب "غير الإنساني والمخالف للتعاليم الإسلامية"، ودافع عن قطر معتبرا أنها ليست دولة داعمة للإرهاب.
زيارة سرية لوفد عسكري تركي هذه ليست الزيارة الأولى للوفود التركية لللدوحة، فقبل خمسة أيام ذكرت وكالة "مهر" الإخبارية الإيرانية، نقلا عن مصادر تركية رفيعة المستوى أن رئيس الأركان التركي خلوصي أكار أجرى زيارة سرية لقطر الأسبوع الماضي ، وذلك قبل موافقة البرلمان التركي على نشر قوات تركية في الدوحة. وأكدت المصادر المطلعة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وجه خلوصي بالتوجه إلى قطر ولقاء مسئولين عسكريين قطريين، حيث قام أيضا بزيارة القاعدة العسكرية التركية في الدوحة.
تركيا ستواصل تعزيز علاقاتها مع قطر يرى ياسين أقطاي، رئيس لجنة الصداقة "التركية-القطرية" في البرلمان التركي، أن إرسال قوات تركية بالبرلمان رسالة قوية للعالم بأن تركيا ستواصل تعزيز علاقاتها مع قطر على أعلى المستويات.
واعتبر" أقطاي"، زيارة وزير خارجية أنقرة إلى الدوحة، دعما تركيا واضحا للأسرة الحاكمة، ورد جميل، حيث ساندت قطر الرئيس إردوغان عقب محاولة الاطاحة بحكمه يوليو 2016، مقابل ذلك منحت الدوحة أبواق اعلامها للمسئولين الأتراك لإطلاق إساءات تجاه الدول العربية والخليج والدفاع عن النظام القطري.