أبدت الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (مصر والسعودية والإماراتوالبحرين) أمس استعدادها للحوار مع قطر شريطة أن تعلن رغبتها الصادقة والعملية فى وقف دعمها وتمويلها للارهاب والتطرف ووقف نشر خطاب الكراهية والتحريض والالتزام بعدم التدخل فى شئون الدول الأخري. جاء ذلك فى بيان مشترك عقب اجتماع وزراء خارجية مصر سامح شكري، والسعودية عادل الجبير، والإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، والبحرين الشيخ خالد آل خليفة أمس فى المنامة. وأكد وزراء خارجية الدول الأربع، فى البيان المشترك الذى تلاه وزير خارجية البحرين، أهمية استجابة قطر للمباديء الستة التى تم الإعلان عنها فى اجتماع القاهرة الأخير والتى تمثل الإجماع الدولى حيال مكافحة الإرهاب والتطرف وتمويله ورفض التدخلات فى الشئون الداخلية للدول الأخري. وأكدت الدول الأربع أهمية استجابة قطر للمطالب ال13 التى تقدمت بها الدول ذاتها والتى من شأنها تعزيز مواجهة الإرهاب والتطرف بما يحقق أمن المنطقة والعالم. وقال وزير الخارجية البحرينى إن هذا الاجتماع يأتى استمرارا للموقف الموحد والثابت تجاه الشعوب العربية ومحطيها الإقليمى وحرصها الشديد على الأمن القومى العربي. وقال الشيخ خالد: إن اجتماع اليوم يأتى باعتباره الركيزة الأساسية لتحقيق الاستقرار لجميع الدول والشعوب العربية على حد سواء واستكمالا لما تم الاتفاق عليه فى اجتماع القاهرة وضمن التنسيق المتواصل والتشاور القائم بين دولنا لبحث الجهود الهادفة لوقف دعم دولة قطر للتطرف والارهاب ومدى جدية تعاطيها مع المطالب الرامية لانفاذ الاتفاقيات والمواثيق والقرارات الدولية. وأكدت الدول الأربع أن جميع الإجراءات التى تم اتخاذها تجاه قطر تعد من أعمال السيادة وتتوافق مع القانون الدولي، وأعرب الوزراء عن الامتنان والتقدير للملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين لاستقبالهم والاطلاع على رؤيته الحكيمة لتحقيق المصالح العربية المشتركة واستمرار التضامن الوثيق بين الدول الأربع فيما يتصل بكل التحديات التى تواجهها، مثمنين الدور الذى يقوم به صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة لحل أزمة قطر فى إطارها العربي. وعشية الاجتماع، أكد ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة «ضرورة التضامن بين جميع الدول لمواجهة الإرهاب والمطالبة بتجفيف منابع تمويله وضرورة مواصلة الجهود والتنسيق على المستويين الإقليمى والعالمى لدحره واجتثاثه،». وأشاد العاهل البحرينى الملك حمد بن عيسي، بالتعاون والتنسيق المشترك بين مصر والسعودية والإماراتوالبحرين وجهودها الكبيرة فى مجال مكافحة الإرهاب والتطرف. وأكد العاهل البحريني، أن مملكة البحرين تقف صفا واحدا مع شقيقاتها فى كل ما تتخذه من مواقف مشتركة وإجراءات لمواجهة التحديات والمخاطر. وفى مؤتمر صحفى مشترك لوزراء خارجية الدول الأربع فى المنامة، أكد وزير الخارجية السعودى عادل الجبير رفض بلاده محاولات قطر تسييس موضوع الحج..قائلا : «إن المملكة تبذل جهودا كبيرة من أجل تنظيم رحلات الحج ولا تقبل أن يكون هناك تسييس فى منظومة الحج فهذه مشاعر مقدسة وواجبات على كل مسلم». وأضاف الجبير: «أن المملكة تشجع قدوم كل مسلم من أى مكان فى العالم لزيارة بيت الله الحرام ومن جانبه، قال وزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد: «إن هناك مجموعة من الخطوات التى من الممكن أن تتخذها الدول الأربع ضد رفض قطر لقائمة المطالب، فهناك مبدأ أساسى فى أى خطوة لمواجهة أو إنهاء هذه الأزمة فى أسرع وقت».. مؤكدا : «إنه من الضرورى أن تكون أية خطوة تقوم بها دولنا متفقة مع القانون الدولى وأن تحظى بإجماع من الدول الأربع». وردا على سؤال بشأن وجود أصوات قطرية تتحدث عن الأماكن المقدسة الإسلامية ولماذا لا تتحدث عن صياغة للفاتيكان؟، قال وزير الخارجية السعودى إن حديث قطر حول الأماكن المقدسة هو تسييس ونعتبره أمرا غير مقبول. وحول إمكانية تعليق عضوية قطر فى مجلس التعاون الخليجى وجامعة الدول العربية، قال وزير الخارجية البحرينى «نحن حريصون على كل الدول الأعضاء الست فى مجلس التعاون الخليجى كعضو فاعل لكن أيضا نحرص على آلا تتآمر أو تخرب أو تتدخل على أى من دولنا، ومع ذلك فهى أمور إجرائية يبحثها مجلس التعاون بنفسه». وبسؤال عن أشكال الحوار مع دولة قطر والدول الأربع، قال وزير خارجية البحرين «إن الحوار مشروط بالتزام قطر بكل المواثيق وقبول المطالب ال 13 وتنفيذها وتنفيذ الأمور التى وردت فى البيان»، مؤكدا استعداد الدول للحوار وأن يكون على أسس قوية وثابتة وغير قابل للتراجع والالتزام بالكلمة والتوقيع. من جانبه، علق وزير الخارجية السعودى قائلا «إن تطبيق المبادئ والطلبات للدول الأربع لا يوجد بها تفاوض؛ حيث إن هذه المبادئ والطلبات غير قابلة للنقاش». وأوضح الجبير أن قطر تتحدث عن كل شيء إلا عن كف دعم الإرهاب والتطرف وتمويله واستضافة الأشخاص المطلوبين، مشيرا إلى أنهم على استعداد لدراسة آلية مع القطريين من أجل تطبيق هذه المبادئ. وأكد أن الحوار لا يعنى أنه يوجد تنازلات. وعلق وزير الخارجية سامح شكرى قائلا «إنه لا يوجد أى نوع من التفاوض على هذه المبادئ والوصول إلى تنفيذ بعض أو جزء والوصول إلى نقاط توافق لا تؤدى إلى تحقيق الغرض بشكل كامل، مضيفا: إن هذا التنفيذ يقتضى وضع آليات يتم من خلالها تنفيذ هذه المطالب والمبادئ». وتابع: «هذه الآليات لابد أن تكون كاملة وتؤدى الغرض وتشارك فى وضعها ومراقبة تنفيذها الدول الأربع ودول أخرى فاعلة لضمان الشفافية والحيادية لكل ما يحقق مصلحة دول العالم والمنطقة». وشدد شكرى على أن نطاق الحوار يشمل الآليات التنفيذية لتحقيق المباديء والشروط، فالحوار ليس له نطاق مطلق أو نطاق غير محدد بل يرتبط بالتنفيذ الكامل للمبادئ والمطالب التى تقدمت بها الدول الأربع. وقال وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة: «إن أزمة قطر تشكل لنا أهمية كبيرة فى مسألة استقرار المنطقة ، فنحن نريد أن تقوم بحل الأمور المتطلبة عليها وقتها سيكون هناك تفاؤل واطمئنان. وفى القاهرة نفى السفير أحمد قطان سفير المملكة العربية السعودية بالقاهرة ومندوبها الدائم فى جامعة الدول العربية ما تدعيه قطر حول استخدام المملكة لموسم الحج للضغط عليها لتنفيذ مطالب دول المقاطعة. وقال قطان :» لم تمارس السعودية فى تاريخها منذ أن أسسها الملك الراحل عبد العزيز آل سعود سياسة الضغط عموما على أى دولة» . وأضاف قطان أنه فيما يختص بالحج والعمرة فإن ما تدعيه قطر عار تماما من الصحة ويدخل تحت محاولات صرف النظر عن المطالب الأساسية التى قدمتها المملكة ودول المقاطعة، وهى وقف دعم الدوحة للإرهاب.