اتفق أو اختلف كيفما شئت مع أفكار وحيد حامد، أواسلوب تناوله للقضايا الخلافية، أو حتى تحيزه لقناعات بعينها ، لكنك فى النهاية لاتستطع إلا أن تحترم الرجل، وموهبته التى مازالت تنبض ، وتثير الكثير من الجدل والحياة فى الدراما المصرية. فكلما رأيت وحيد حامد الكاتب والسيناريست والمبدع الكبير، الذى خرج منذ ايام من المستشفى بعد تركيب دعامة فى القلب وتحسن حالته أجد مواطناً مصرياً ،على قدر بساطته، وتواضعه وأدائه الانسانى مع من حوله، فإنه يتناول العبقرية من مادتها الخام. فمن طين هذه الأرض، كانت ابداعاته، التى جعلت من أعماله الاجتماعية، لوحات سياسية تناقش قضايا المجتمع بوعى ورؤية عميقة للتطورات التى تجرى فيه بأسلوب أقرب الى نبض وروح وعقل رجل الشارع البسيط . فهو كتب القصة القصيرة والمسرحية في بداياته الادبية، ثم للإذاعة المصرية، وقدم العديد من الاعمال الدرامية و المسلسلات، من الإذاعة الى التليفزيون و السينما . ويكتب وحيد حامد ابن منيا القمح المقال السياسي و الاجتماعي في العديد من الصحف و يحظى بجمهور واسع من القراء و كذلك اشرف على ورشة السيناريو بالمعهد العالي للسينما لمدة اربع سنوات متتالية اخرج منها عدد من افضل كتاب السيناريو الحاليين. فهو صاحب أفلام طائر الليل الحزين ،البريء،الراقصة والسياسى، الإنسان يعيش مرة واحدة، الغول، معالى الوزير، آخر الرجال المحترمين، كل هذا الحب، الدنيا على جناح يمامة . وهو الذى كتب بمداد من أحلام البسطاء أفلامه مثل :الارهاب والكباب، المنسي ،اللعب مع الكبار، طيور الظلام، النوم في العسل ، وهي الأفلام الأفضل التي قدمها عادل امام في تاريخه السينمائي ، وستبقى فى ذاكرة السينما والابداع غير منسية على مدار تاريخها،لأنها جاءت من قلب وضمير وعروق ودم هذا الوطن ومواطنيه . الأمر لايختلف فى الدراما التليفزيوينة،فهو صاحب مسلسلات البشاير، العائلة، الدم والنار، كل هذا الحب، أوراق الورد، أحلام الفتى الطائر، وآخرها كان مسلسل "الجماعة" الذى أثار الكثير من الجدل والنقاش والحراك حول أحداث تاريخية شائكة . والجوائز التى حصل عليها حامد عن أعماله كثيرة وربما كانت أهمها على المستوى المحلى هى جائزة النيل عام 2012 و هي من اعلى الجوائز التي تمنحها الدولة فى مجال ابداعه . ان وحيد حامد البالغ من العمر 73 عاما دون مواربة هو مبدع لايتكرر كثيراً،ويبدو أننا لن نعرف قيمته الأدبية والفنية وهو بيننا ،وكعادتنا لن نعطيه كامل حقه وهو معنا ، لكن أن يأتى البعض الآن ليذبحه على أثر مسلسل الجماعة،فى خلاف حول بعض أفكاره، أو حتى أحداث تاريخية، قدمها هو عبر بحثه، واجتهاداته فهذا هو الظلم بعينه لتاريخ الرجل، الذى يستحق أن نمنحه التقدير والتكريم على ماقدمه لنا فى أعماله بالوقوف الى جانب المواطن قبل الحكومة، والمحكوم قبل الحاكم ! لمزيد من مقالات حسين الزناتى;