لأنه وحيد حامد، ثق تماما أن غول المرض وقسطرة القلب التى يخضع لها الآن لن تؤثر فيه، لأنه وحيد حامد وحدها مصر وظروفها هى ما تجعله زبونا لأطباء القلب نزيلا مستشفياتها وعضوا بارزا فى غرف عملياتها، لكنه سيظل أقوى بمصر وأهلها وسوف يتجاوز محنته التى سوف تكون عابرة بإذن الله سيظل قلبه البرىء ينبض بحب الذين دافع عنهم والذين تحيز لهم، لن يتركوه وحيدا فدعواتهم تلاحقه، يتمنون أن يظل وحيد حامد ممسكا بالدافع الذى يبقيه بينهم فارسا نبيلا يكتب الامهم ويشعر بمأساتهم فهو من طائر الليل الذى كشف طيور الظلام الذين يعششون فى حياتنا ويتآمرون عليها، هو الذى كتب مأساة المصرى البرىء الذى يلعب به كل الكبار، الذى لم يشأ أن يظل الفقير «منسى»، فكان صوتا له عبر عن أحلامه المشروعة وطموحاته التى دهسها جشع البعض، هو من كشف المستور وتحدث بحرية وجرأة يليقان به، هو «النخلة» كما يلقبه أصدقاؤه والأستاذ كما يراه تلامذته، وهو بالنسبة لى البناء العظيم الذى بنى خيوط كل الحكايات بحب يجعلك تقبل على الحياة، وأنت مطمئن لوجوده بيننا، وسوف يظل بيننا يبدع ويكتب ويتحدث، شاهدا على أوجاعنا، محاميا مدافعا عن طموحاتنا فى وطن نحبه ويقدرنا، هو واحد من الرجال المحترمين الذين أشاعوا البهجة فى السينما، وقدم أكثر من 50 فيلما سينمائيا أثار أغلبها الجدل، وانحازت أغلبها للمواطن البسيط الذى تخصص حامد فى إسعاده. وحيد حامد مواليد 1944، وكان شاهدا على ثورتى مصر، ونال العديد من الجوائز والأوسمة الفنية منها جائزة مصطفى وعلى أمين عن سيناريو فيلم البرىء، والعديد من جوائز السينما المحلية والدولية مثل جائزة مهرجان ميلانو عن فيلم الإرهاب والكباب وجائزة الدولة للتفوق عام 2003، لكنه دائما ماكان يؤكد أن أهم جوائزه هى ما يتلقاها من الناس الذين يحبهم ويحبونه ويدعون له الآن بالشفاء.