عبر الدروب الموحشة يمشى اللاهثون خلف المال الحرام، يهييء لهم شيطانهم من فرط إعجابهم بخفة أيديهم، التى تخترق الأبواب وتفتح الخزائن، وعيونهم الزائغة على ممتلكات الغير، أنهم ماضون بخطى ثابتة فى طريقهم نحو الوصول إلى الثراء السريع، وعندما يخيل لهم أنهم بما اقترفته أيديهم قد اقتربوا من تحقيق ما وعدهم الشيطان، وها هم قد حصلوا على الأموال الطائلة، وجاءت لحظة الاستمتاع بها، وإنفاقها على الملذات والشهوات، إذ بهم يجدون فى آخر الطريق شرطيا حاملا الأساور الحديدية فى انتظارهم. «مجدي» أو من ينطبق عليه لقب «اللص المليونير»، تخصص فى سرقة الشقق الفاخرة بالمناطق الراقية، والذى تعدت ثروته ال100مليون جنيه حصيلة سرقاته المتعددة بصحبة زميله، بعد إلقاء القبض عليه أقر فى اعترافاته أمام المباحث أنه كان يختار العقارات الهادئة، ليكمل سرقته دون أن يشعر به أحد، وأنه فى أثناء ذهابه للسرقة كان يرتدى ملابس «شيك»، حتى لا يلفت الانتباه، ويثير شكوك السكان. وقال «كنت اذهب الى احدى تلك الشقق أرن الجرس، وعندما لم يفتح لى احد الباب، أعرف إن الشقة خالية»، وعندها يستخدم أسلوبه الإجرامى لفتحها عن طريق نزع «الكالون» واستبداله بآخر، دون أن يلاحظه أحد من الجيران، بعدها يدخل الشقة بكل اطمئنان، ويسرق ما بها من أموال ومجوهرات، حتى أنه عندما كان يجد خزينة داخل الشقة ولا يستطيع فتحها، كان يحملها ويغادر الشقة دون أن يعترضه أحد، ثم يعود إلى منزله ويقوم بفتحها والاستيلاء على ما بها. استمر المتهم على هذا الحال، واعتاد على تكراره فى منطقتى مصر الجديدة ومدينة نصر، وتعددت سرقاته للشقق حتى تخطت الأربعين، فأكسبته الخبرة فى اقتحام العديد من الشقق وفتح الخزائن الحديدية، ومكنته من إزالة كالون الشقة فى مدة لا تتجاوز 15 ثانية، وأصبح باستطاعته فتح الخزينة خلال 4 دقائق. وبعد أن أصبحت السرقة تسرى فى جسده مجرى الدم فى العروق، كان يقتحم شقق ضحاياه بكل ثقة وثبات، حتى إنه ذات مرة ذهب لسرقة شقة، بطريقته المعتادة، عن طريق نزع الكالون واستبداله بآخر، حضر صاحب الشقة، وحاول فتح الشقة، إلا أنه لم يفلح، وإذا باللص يخرج عليه، محاولا إقناعه بأنه المالك الحقيقى للشقة، فنشبت بينهما مشادة، قام على إثرها صاحب الشقة بطرده منها، دون اصطحابه إلى القسم وتحرير محضر سرقة. أما المجنى عليهم وهم كثر، فقد بدت عليهم علامات الحزن على ما فقدوه من أموال ومجوهرات، وطالبوا بتوقيع أقصى عقوبة على المتهم، والحجز على أمواله وممتلكاته، وإعادة المسروقات إلى أصحابها.