نجحت أجهزة الأمن بالقاهرة في القبض علي أخطر لص للشقق والشركات بالأحياء الراقية وشهرته "الدكتور" حيث سقط في قبضة رجال مباحث مدينة نصر بعد 41 جريمة نفذها في "عز الضهر" رغم خروجه من الحبس منذ عام في جرائم مماثلة لكنه عاد لممارسة هوايته التي أدمنها وهي "بتطفيش" كوالين أبواب الشقق أثناء عدم وجود أصحابها ليستولي منها علي ما خف وزنه وغلا ثمنه من مجوهرات ونقود في حقيبة صغيرة ليهرب بها في هدوء وثقة وثبات معتمداً علي مظهره الشيك وسيارته الفارهة.. المثير أن يكتشف رجال الأمن بعد حصر ممتلكاته وثروته بالبنوك بأنها تقدر ب 80 مليون جنيه وتشمل مجوهرات وعقارات وأراضي وشهادات استثمار لتنتهي بذلك أسطورة أخطر "حرامي" عاشق للجريمة التي يرتكبها نهاراً وفي المساء يعيش حياته كرجل أعمال يسهر مع نجوم المجتمع دون أن يعرف أحد حقيقته لتكون حكايته صدمة للجميع بعد افتضاح أمره.. تحرر محضر بالواقعة وأخطر اللواء خالد عبدالعال مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة. القضية المثيرة تم الكشف عنها عندما تعددت البلاغات أمام اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث العاصمة بسرقة العديد من الشقق بالأحياء الراقية بمدينة نصر ومصر الجديدة أثناء عدم وجود أصحابها بطريقة حديثة ومتطورة وهي كسر قلب كالون الباب واستبداله بقلب كالون جديد ويستولي علي كل الأموال والذهب والألماظ والهرب دون أن يشعر أحد به من بين الضحايا مقدم شرطة بمدينة نصر استولي اللص من منزله علي مجوهرات بمبلغ كبير وثري آخر من سكان مصر الجديدة سرق منه أموالاً وألماظاً بأكثر من مليون جنيه. أمام تلك البلاغات التي أثارت حالة من الفزع بين سكان الأحياء الراقية تم تشكيل فرق بحث شارك فيها رؤساء مباحث العاصمة وقسم مكافحة جرائم المساكن بالمديرية لفحص المشتبه فيهم وأرباب السوابق ومع استخدام التقنيات الحديثة وفحص كاميرات المراقبة تنفيذاً لتوجيهات اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية الذي أمر بسرعة تحديد المتهمين والقبض عليهم وإعادة المسروقات. واصل فريق البحث الجنائي عمله ليل نهار فكان في سباق مع الزمن في الوقت الذي تم فيه تكثيف الدوريات والمرورات الأمنية علي مدار الساعة وأثناء السير في خطة البحث وردت معلومة للمقدم وائل غانم رئيس مباحث قسم أول مدينة نصر كانت أشبه بالمفاجأة تفيد بأن المتهم من سكان الحي الراقي بدائرة القسم ويمتلك سيارات فارهة ويعيش في فيلا ويتعامل مع معارفه وجيرانه كرجل أعمال. وجاءت المشاهد التي رصدتها كاميرات المراقبة بالأماكن التي وقعت فيها جرائمه لتؤكد حقيقة شخصيته. تبين للواء أحمد الألفي مدير المباحث الجنائية أن المتهم يدعي مجدي ويقطن بمدينة نصر وسبق اتهامه في 25 قضية سرقة وإخفاء مسروقات آخرها 2008 العجوزة بالجيزة ومطلوب التنفيذ عليه في 27 قضية سرقة وتبديد وإيصالات أمانة بإجمالي 27 سنة حبساً وأنه خرج من السجن منذ عام بعد قضاء عقوبة إحدي جرائمه التي ارتكبها بالإسكندرية ليستقر بعد خروجه بالقاهرة أو يعود لنشاطه الإجرامي بسرقة المساكن التي أدمنها بنفس الأسلوب وشراء فيلا بالمنطقة في محاولة منه لتضليل رجال المباحث وإيهام من حوله بأنه رجل أعمال ثري له مشاريعه وتجارته. تأكد لرجال المباحث أن المتهم يستعين في تحركاته بأحد الأصدقاء بمنطقة مصر القديمة وأنه يستغله "كناضورجي" لمراقبة المكان أثناء السرقة. ضبط المتهمين بعد اتخاذ الإجراءات القانونية تمكن العميد نبيل سليم رئيس مباحث قطاع شرق القاهرة والعقيد هاني محفوظ مفتش المباحث والمقدم وائل غانم من القبض عليهما أثناء استقلال كل منهما لسيارته الفارهة وبحوزته طبنجة صوت ومبلغ 10 آلاف جنيه وحقيبة بداخلها الأدوات المستخدمة في ارتكاب جرائم السرقة. بمواجهتهما اعترفا بجرائمهما وأكد المتهم الثاني أن دوره اقتصر علي تأمين المتهم الأول أثناء ارتكابه حوادث سرقة الشقق التي يقع عليها الاختيار وذلك بدخول العمارات الفارهة نهاراً بثقة وثبات وهما آخر شياكة ليختارا الشقق بعد التأكد من خلوها من سكانها. ثروة المتهم أمام تلك الاعترافات للمتهم الأول والتي كشفت عن ارتكابهما 41 جريمة خلال عام واحد فقط تم حصر ممتلكاته وتبين أنها تقدر بأكثر من 80 مليون جنيه عبارة عن ودائع بالبنوك بحوالي 15 مليون جنيه وخزينة تم استئجارها بالبنك بداخلها 10 كيلو مجوهرات و13 محلاً و10 شقق وفيلا وبدرومين وقطعة أرض و6 كروت فيزا وشهادات استثمار.. كما عثر بمسكنه علي 2 كيلو ذهب وأرشد عن مكان بيع كيلو آخر لأحد الصاغة حسني النية. تحرر محضر بالسرقات المتعددة وتم التحفظ علي المضبوطات لتسليمها لأصحابها بقرار من النيابة التي تولت التحقيق.. في نفس الوقت قام رجال مباحث الأموال العامة باتخاذ الإجراءات القانونية ضد المتهم لقيامه بغسيل الأموال الناتجة عن سرقاته تمهيداً لمصادرتها.