فقدت جريدة الأهرام أحد كبار المصورين الذين كانوا يثرون بفنهم صفحاتها علي مدار حقب طويلة من الزمان.. الكل يعرف أنطون ألبير الفنان من خلال إبداعاته, ولكنني أعتقد أن جمهورا عريضا من القراء لايعرف شيئا عن خصاله الانسانية. فاسمه وملامحه تحمل جذورا أجنبية تجعله يشبه اللوردات والباشوات.. الا أنه كان يتمتع بدماثة الخلق الشرقي الأصيل والصوت الحنون الطيب الذي يجبرك علي احترامه وحبه.. وذكرياتي معه بدأت منذ تعييني في الأهرام, حيث طلبت منه ان يلتقط لي بورتريه لي فقبل بكل الحب والود وكان من اجمل البورتريهات التي حصلت عليها طوال حياتي. كان أنطون ألبير يعشق جدران الأهرام, وعلي الرغم من حالته الصحية المتعبة في السنوات الأخيرة إلا أنه كان حريصا علي المجيء للمؤسسة بصفة دورية, وتراه يقدم النصح والإرشاد للأجيال الصاعدة من المصورين, ويجوب بين معمل التصوير كأنه يستنشق أوكسجين الحياة من بين جدرانه. لقد كان بحق رجلا من الزمن الجميل.