إن إصابة اسرائيلي أوأمريكي أوأوروبي بخدش في كاحله أمر يتطلب تحليلا ودراسة وعقدا لندوات ومؤتمرات من جميع وسائل الاعلام في العالم, ولابد من اتهام أحد وهو في الغالب يأتي منتميا لفصيل أوجماعة أودولة اسلامية. أما الحديث عن قتل المئات بل الآلاف في الصومال أوأفغانستان أوالعراق أوذبح واغتصاب النساء في بورما أوتشريد الملايين في بنجلاديش بسبب الفيضانات فهو أمر ربما يكون محل نظر. فالأشخاص مقامات كما الدول نسب وأحجام. ودولة مثل جزر القمر إحدي الدول العربية ال22 المنضوية تحت لواء الجامعة العربية منذ عام3991 م يشكو المسئولون فيها ليس من تجاهل المجتمع الدولي فقط بل حتي من الأشقاء في دول العالم العربي والاسلامي في مجالات الاستثمار والعلاقات التجارية, وهو ما أتاح لايران موطيء قدم فيها ما كانت لتحظي به في الظروف الطبيعية. والشكوي من التجاهل تمتد إلي التناول الاعلامي كذلك, فالدولة لا يسمع عنهاولا يعرفها إلا القليلون. وعلي هامش مشاركته في اجتماع بالقاهرة ضم051 من قيادات المعارضة السورية تحت رعاية الجامعة العربية وبحضور أمينها العام نبيل العربي وعدد من وزراءالخارجية العرب, صرح محمد بكري بن عبد الفتاح شريف وزير خارجية جزر القمر' للأهرام' بأن الكثيرين من العرب حتي الآن لا يعرفون أن البلاد أصبح لها رئيس جديد هو الدكتور اكليل ظنين بعد انتهاء فترة ولاية الرئيس السابق أحمد عبد الله سامبي والتي استمرت حسب الدستور لفترة خمس سنوات لا تجدد. وحول نظرة بلاده لثورات الربيع العربي في تونس وليبيا واليمن ومصر وسوريا والسودان, رحب بتلك الثورات ولكن ليس بشكل مطلق, فهو يري أنه لا بأس بها لكن التأييد لها يختلف حسب ظروف كل دولة, فهو يؤيدها في بعض البلادولا يؤيدها في البعض الآخر رافضا أن يفصح عن موقف بلاده الرافض لبعض تلك الثورات. واعتبر أن وصول تلك الثورات إلي الجزر مستبعد بل مستحيل حيث أن الرئيس لا يستمر في الحكم إلا لمرة واحدة لا تجدد, ونظام الحكم في بلاده رئاسي والانتخابات تسمح بوصول رئيس من أي جزيرة صغرت أم كبرت, كما أن جزر القمر يجمعها دين واحد ومذهب واحد هو المذهب الشافعي. ورحب وزير الخارجية بوصول الاخوان المسلمين إلي السلطة في مصر مؤكدا عدم وجود أي خلاف فكري أوأيديولوجي معهم, واحترام قرار الشعب المصري واختياراته. ورفض الوزير التعليق علي الأحداث الداخلية في سوريا وعلي رغبة الشعب والمعارضة ودول عربية واقليمية ودولية عديدة في الاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد مكتفيا بالقول إن بلاده تدعم أي موقف تتخذه الجامعة العربية وتؤيده. وحول العلاقات المتنامية مع ايران, اعتبر الوزير محمد بكري أن تلك العلاقات تحكمها المصلحة المحضة وليست مشروطة بنشر المذهب الشيعي المخالف في العقيدة والمسائل الفقهية مع مذهب أهل السنة والجماعة الذي عليه كل سكان الجزر مشيرا إلي أن معظم دول العالم لها علاقات دبلوماسية مع طهران وجزر القمر ليست بدعا في ذلك. وأوضح محمد بكري أن جزر القمر دخلها الاسلام طوعا منذ أيام الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه وذلك عن طريق التجار, ومن أيامها والناس يعتنقون مذهب أهل السنة. وشدد علي أن بلاده لم تلمس- علي حد قوله- أي محاولات مباشرة أوغير مباشرة من طهران لنشر التشيع في جزر القمر نافيا وجود حسينيات تمارس فيها طقوس الشيعة من تطبير وغيره مؤكدا أن التعامل بين ايران وبلاده يقوم علي الاحترام والالتزام بالمباديء وأن جزر القمر ترحب بالتعامل مع أي دولة في العالم ما عدا اسرائيل المغتصبة لحقوق الفلسطينيين والعرب. وعن الاستثمار العربي والاسلامي في بلاده, قال إنه ضعيف جدا بالرغم من وجود ثروة زراعية وسمكية كبيرة, لكن هناك احجام من المستثمرين العرب عن ضخ أموالهم في الجزر ربما لبعدها عن العالم العربي ووقوعها في المحيط الهندي. وعن المعاهد الأزهرية المنتشرة في معظم الدول الافريقية والتي تعد الركيزة لتعليم اللغة العربية, قال إنه لا توجد في بلاده مثل تلك المعاهد وإنما توجد معاهد تابعة لرابطة العالم الاسلامي إضافة إلي اعتماد شعب جزر القمر علي الخلوات والكتاتيب التي تعلم الصغار القرآن الكريم مشيرا إلي ندرة من لا يعرفون القراءة والكتابة بسبب الكتاتيب حيث أن تعلم القراءة يعد شرطا للالتحاق بالمدارس. وفيما يتعلق بالحرب الأمريكية علي ما يسمي بالارهاب, قال إنه لا علاقة للاسلام بالارهاب ونحن لم نسمع عن هذا المصطلح إلا قريبا, وحتي الآن لا يوجد تعريف واضح ومحدد له, ولم يعقد مؤتمر واحد علي مستوي الأممالمتحدة أوغيرها لتحديد معني الارهاب, ولذا فإن كل جهة أودولة تتعامل معه علي حسب هواها وأجندتها الخاصة, إلا أن الوزير قال في الوقت نفسه إن تصرفات أمريكا واحتلالها لدولا مثل العراق وأفغانستان أمر يحتاج للبحث وفهم الملابسات قبل أن نحكم علي ما حدث بأنه احتلال من عدمه.