الشركات الدولية أكدت عدم إلغاء الحجوزات ولم يحدث أى تغيير فى إرشادات السفر من ألمانيا إلى مصر لم يشهد قطاع السياحة أزمة مثل التى شهدها فى السنوات السبع العجاف من عام 2011 الى نهاية 2016 والتى كانت الأسوأ على الإطلاق . عانى القطاع السياحى نتيجة عدم الاستقرار السياسى والانفلات الأمنى، ثم كانت الكارثة الأكبر وهى سقوط الطائرة الروسية فى سيناء يوم 31 أكتوبر 2015 وهى التى أدت إلى تفاقم الأزمة وانهيار تام فى القطاع، حيث قامت كل من روسيا وإنجلترا وإيطاليا بمنع سفر رعاياها الى مصر، ثم توالت تحذيرات السفر من باقى دول العالم، واصاب القطاع ما اصابه من انهيار فى أعداد السائحين الوافدين، بالاضافة إلى المشاكل المالية الطاحنة التى واجهت المستثمرين السياحيين على اختلاف مستوياتهم، فلم تترك الأزمات احدا إلا واصابته فى مقتل، وأهل القطاع صامدون إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا. ثم فوجئنا يوم الجمعة الماضى بحادث الغردقة البشع الذى شاهده العالم كله وسمع به، من خلال وكالات الأخبار العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي، وانتاب القطاع وجميع المصريين حالة من الغضب والالم على حال السياحة التى بدأت تتعافى بالفعل. و لذلك توجهنا إلى وزير السياحة يحيى راشد للوقوف على اخر تطورات الحادث، ومدى تأثيره على السياحة الوافدة من مختلف دول العالم، خاصة ألمانيا التى تصدرت قائمة الدول المصدرة للسياحة بعدد 500 ألف سائح من يناير حتى يونيو 2017، وكانت نسبة الحجوزات الصيفية مبشرة للغاية وحتى بالنسبة للموسم الشتوى القادم كانت التوقعات تشير الى زيادة 40% على العام الماضى . قال وزير السياحة فى تصريحات ل «الأهرام» انه تواصل فور وقوع الحادث مع المهندس شريف اسماعيل رئيس مجلس الوزراء الذى وجه بضرورة التنسيق مع وزارتى الداخلية والصحة ونقل المصابين الى القاهرة لتلقى الرعاية الطبية، وضرورة التنسيق والتعاون بين جميع الوزارات المعنية، والتعامل مع الحدث بمهنية وحرص شديد حتى يتم السيطرة على تداعياته والخروج من الأزمة بأقل الخسائر الممكنة على قطاع السياحة . واكد وزير السياحة ان التعامل مع الحادث جاء بعد وقوعه بدقائق وتم التنسيق مع الأجهزة المعنية المتمثلة فى وزارات الداخلية والخارجية والصحة ومحافظ البحر الأحمر، حيث أصدرت وزارة الداخلية البيان الاول بعد الحادث مباشرة و جاء فيه قيام رجل بطعن 6 اجانب مقيمين بالغردقة على احد الشواطئ وتم القبض على المتهم وجار التحقيق معه لمعرفة الدوافع وراء قيامه بهذه الجريمة البشعة. ثم صدر البيان الثانى من محافظ البحر الأحمر حيث جاء به نفس المعلومات السابقة، وكانت لجنة إدارة الأزمات بوزارة السياحة فى حالة انعقاد دائم منذ الدقائق الأولى ووجهوا بضرورة تأكيد ان الحادث جنائى فردى وعدم ربطه بكلمة السياحة أو الاعتداء على السائحين، وذلك تحقيقا للمصداقية والشفافية، خاصة ان المتهم مازال يتم التحقيق معه ولم يعرف بعد الدوافع وراء ارتكابه هذه الجريمة الخسيسة . وأضاف الوزير انه بناء على نشر الخبر بهذه الطريقة وتأكيد ان الحادث جنائى قد يحدث فى أى مكان بالعالم، قامت وكالات الأنباء العالمية بنقل الخبر كما هو دون تهويل أو اضافة معلومات مغلوطة كما هى العادة لديهم، ولم يتم تصنيف الحادث على أنه إرهابى أو له علاقة بالاعتداء على السائحين، كما ان عزوف وزير السياحة عن الإدلاء بأى تصريحات صحفية أو الظهور فى مكان الحادث أعطى انطباعا للغرب ان الحادث جنائى وليس له علاقة بالسياحة وهو الامر الجيد الذى جاء فى صالح إدارة الأزمة . وأشار الوزير إلى عدد من الأحداث الدولية التى ساعدت على احتواء الموقف سريعا و انخفاض مستوى تداول الخبر فى الميديا العالمية، ومن أهم تلك الأحداث خبر مقتل 11 مكسيكيا على شاطئ فى مكسيكو سيتى وهو الخبر الذى تصدر نشرات الأخبار العالمية لبشاعته وجاء بعد ساعتين فقط من حادث الغردقة، ثم جاء خبر مقتل ضابطين إسرائيليين و3 جنود فلسطينيين فى مواجهات بينهم وهو الآخر خبر تصدر جميع المواقع والنشرات العالمية، ثم حادث لندن حيث قام رجل معتوه بسكب مياه نارية على الأجانب الموجودين بأحد شوارع العاصمة البريطانية لندن بطريقة عشوائية واصاب العشرات، ثم جاء اللقاء الهام بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ونظيره الفرنسى ماكرون، تلك الأحداث لشدة أهميتها وتوقيت حدوثها المتزامن مع حادث الغردقة أدت إلى عزوف المواقع الالكترونية والنشرات العالمية عن نشر أى أخبار عن مصر، وهو الامر الذى أكده المحللون والمتابعون لكيفية التحكم فى الحدث من الناحية الإعلامية و تحرك الخبر صعودا وهبوطا، حيث رصدوا انحسار الخبر بنسبة 80% بعد 48 ساعة من حدوثه . وتابع الوزير ان التنسيق مع سفارات مصر بالخارج والمكاتب السياحية ومنظمى الرحلات كان يتم بشكل يومى وعلى مدى الساعة للوقوف اولا بأول على تداعيات الحادث و تحجيمه بالاضافة إلى التواصل المستمر منذ البداية مع وكالات الأنباء العالمية مثل ال CNN وال BBC وغيرهما وكيفية التعامل بعقلانية مع الحدث دون تهويل وبموضوعية شديدة. وأشار الوزير الى انه تلقى تقارير من كبار منظمى الرحلات مثل TUI و FTI الذين أكدوا أنه لم يحدث إلغاءات فى الحجوزات الى مصر بعد الحادث وان الرحلات مستمرة إلى الغردقة و باقى محافظات مصر السياحية والقاهرة، وان مطار الغردقة الدولى يشهد انتظاما فى الرحلات الجوية من مختلف دول العالم ولم يتم إلغاء أى من الرحلات المدرجة على الجدول، بالاضافة الى انتظام جميع رحلات السفارى والغوص دون اى إلغاءات حتى الآن.