منذ أن أعلنت وزارة البيئة عن وجود قناديل على شواطئ البحر المتوسط، و"الهري" واللت والعجن شغّال على مواقع التواصل الاجتماعي، الفيسبوك وتويتر والواتساب. ووصل الحال بالمصريين، الذين ينّصبون دائما من أنفسهم الفقهاء العلّامة ببواطن الأمور، إلى حد تحذيرات المواطنين بعدم الاقتراب من الساحل وشواطئ البحر المتوسط، وهذا يعني ضرب السياحة الداخلية في مقتل؟ فإلى أين يذهب المصريين بعد ذلك؟ لا أعلم لماذا كل هذا العداء للوطن؟ ومن المستفيد؟ ولماذا حجم الكلام والترويج بأشياء خاطئة ضد شواطئنا؟ آلا يكفينا ما يحدث للسياحة الوافدة، كمان سنخرب بأيدينا السياحة الداخلية، يا جماعة حرام والله كل هذه الأقاويل! نتساءل: هل هناك فعلاً مشكلة القناديل؟ نعم، هناك ولم تنف وزارة البيئة هذه الحقيقة.. إذن، لماذا كل هذا الرعب الذي نصيب به أنفسنا؟ فالقناديل لن تلتهمنا أو تتسبب في موتنا لا قدر الله.. فلنستمع لكلام وزير البيئة ونحاول أن نعرف ما هي الاحتياطات التي اتخذتها الوزارة وإلى مدي حجم المشكلة لنعرف كيف تعاطت معها الوزارة! أكد الدكتور خالد فهمي، وزير البيئة، أن الوزارة اتخذت الأسلوب العلمي في مواجهة ظاهرة انتشار قناديل البحر بساحل البحر المتوسط، مع الأخذ في الاعتبار سرعة الإجراءات والتنسيق مع الجهات المعنية كافة، لمواجهة الظاهرة وطمأنة المواطنين مع انتشار أخبار مغلوطة على مواقع التواصل الاجتماعي. جاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها وزارة البيئة الاثنين الماضي، لمناقشة ظاهرة انتشار القناديل بساحل البحر المتوسط مع عرض جهود الوزارة على المستوى الوطني و بالتنسيق مع الجهات المعنية. هذا بالإضافة إلى مناقشة حجم ظاهرة القناديل بساحل البحر المتوسط وأسبابها والأنواع الموجودة بالساحل الشمالي الشرقي والغربي، والأضرار التي يمكن أن تسببها، والإجراءات التنفيذية لمواجهة الظاهرة، وتحديد مهام الجهات المختلفة والحلول المقترحة لمواجهة الظاهرة والنظرة المستقبلية لإدارتها. ومن جهته، أوضح فهمي، أن ظاهرة انتشار قناديل البحر لم تقتصر على مصر فقط، بل شملت العديد من الدول، كانعكاس للعديد من الأسباب العالمية والإقليمية التي يتم دراستها من خلال فريق العمل المعنى بدراسة الظاهرة و الذي يضم العديد من الجهات المعنية ومنها الوزارة، ومعهد علوم البحار وهيئة قناة السويس.. كما سيتم التعاون مع عدد دول لمعرفة أسباب انتشار هذه الظاهرة بدول حوض البحر المتوسط. وأعلنت الوزارة بمعاونة الجهات الأخرى، خلو ساحل البحر المتوسط بمصر من أي أنواع سامة للقناديل ودعوا المواطنين للاستمتاع بمياه الشواطئ والمصايف المصرية، مع الالتزام بالإرشادات التي تم توزيعها بالشواطئ حول كيفية التعامل في حالة اللسع بالقناديل مع عدم القلق من ذلك. كما أشار الدكتور مصطفى فودة، مستشار وزير البيئة للتنوع البيولوجي، أن القناديل جزء من نظام الطبيعة و لها دور هام في التوازن البيئي و أن انتشارها بهذا الشكل يرجع إلى ارتفاع درجة حرارة البحر مع بعض الممارسات الخاطئة، و منها الصيد الجائر مؤكدا على أن الأنواع التي تم رصدها إلى الآن بمصر تعد من الأنواع الآمنة ولم يتم تسجيل أي نوع سام، وأن تلك الأعداد تعتبر قليلة بالمقارنة بالنسب العالمية. من قلبي: يا جماعة لابد أن نحافظ على هذا الوطن ممن يجيرون عليه، ولنقل خيراً أو لنصمت، إن لم نكن نعرف الحقيقة كاملة، فليس من مصلحتنا ولا مصلحة بلادنا أن ننشر فيها أفكار هدّامة، فلابد أن نعرف أن هناك مشكلة ولنبحث لها عن حل بدلاً من النواح في مواقع التواصل.. كنت أتمنى أن أرى مواقع التواصل تعّج بالباحثين عن أصل المشكلة ومحاولة إيجاد حلول لها أو حتى على أقل تقدير، طرح بعض الأسئلة للوزارة على موقعها، لكي نستفيد جميعاً من هذه الحلول، بدلاً من نشر كلام مجرد "طق حنك"! من كل قلبي: أتمنى أن يُراعي كلٌ فينا وطننا، وأدعو الله أن يَسلًم المصريين جميعا ويحفظ ربنا بلادنا من كل مكروه يصيبها... اللهم أمين يا رب العالمين. [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن;