الذوق هو فن التعامل مع الآخرين بلباقة واحترام ولا تقتصر على طبقة اجتماعية دون الأخري، لذا فعلى كل أم أن تزرع فى أبنائها الذوقيات والأخلاقيات الحميدة منذ الصغر لنخرج جيلا ملتزما تحكمه مبادئ التحضر والسلوكيات الراقية وأن تكون الأسرة هى القدوة الحسنة التى يسير على أثرها الأبناء. د.أحمد حسن الليثي استشارى الصحة النفسية وعلم النفس الإيجابى بكلية التربية جامعة حلوان يقول: تعتبر مرحلة الطفولة أجمل سنوات العمر التى يكتسب فيها الطفل مظاهر شخصيته الأساسية، ولكى يصبح إنساناً متحضراً يجب أن تهتم الأسرة بتربية الذوق العام لدى الأطفال والتى تبدأ بمهارات كآداب الاستئذان، المصافحة، إفشاء السلام، البشاشة الابتسامة للآخرين، المحافظة على الممتلكات العامة، مساعدة المحتاج، احترام الكبار والتحدث إليهم بطريقة لائقة، نبرة الصوت الملائمة فى التحدث والتواصل احترام ممتلكات الغير، وصولاً إلى احترام الأخلاقيات والقانون وقيم المجتمع كل هذا من شأنه أن يبنى أجيالا متحضرة تسهم فى رقى المجتمع، ويمكن تحقيق ذلك من خلال اتباع القواعد الست التالية: أولا.. توفير القدوة الحسنة: حيث تقدم الأسرة نماذج سلوكية إيجابية تحث على احترام الذوق العام وآدابه المختلفة مثل عدم مقاطعة حديث الطفل أو تكذيبه أمام أحد أو الكذب أمامه، أن نقرع الباب قبل دخول غرفته وعدم التفتيش فى أشيائه واحترام رأيه وعدم الاستخفاف به. ثانيا.. المناخ الإيجابى فى الأسرة والمدرسة: حيث يسهم المناخ الإيجابى المحيط بالطفل فى إعلاء قيم الذوق العام والأخلاقيات الاجتماعية والانسانية واحترام عادات المجتمع، بحيث يشعر الطفل بالدعم المعنوى والتعزيز الإيجابى لسلوكياته الإيجابية تجاه الآخرين. ثالثا.. تشجيع الأطفال على القراءة وممارسة الهوايات والرياضة مما يهذب شخصياتهم حيث يتعلمون من خلالها أهمية العلم والمعرفة والسلوك الرشيد، والروح الرياضية التى تبحث عن التفوق وتتقبل الهزيمة بايجابية، وتوظف طاقاتهم فى الأعمال المفيدة النافعة. رابعا.. تدريب الأطفال على التفكير الإيجابي: وذلك من خلال تنمية التفكير الناقد التى تجعله يتقبل ويكتسب العادات الإيجابية ويرفض العادات السلبية التى قد تكون بعيدة عن حضارتنا وثقافتنا المصرية. خامسا.. إشباع حاجات الطفل للحب والتقدير: حيث إن إشباع حاجات الطفل للحب والشعور بالانتماء والتقدير تدعم لديه السلوك الايجابي واحترام الآداب والذوق العام، فالطفل يولد صفحة بيضاء مزودة باستعدادات للتعلم بأنماطه المختلفة فإذا اعتاد على تلقى الحب والاحترام والتقدير فسوف يتعلم إعطاء الحب والاحترام والتقدير للآخرين ممن حوله فى الأسرة والمدرسة. سادسا.. مراجعة ما يشاهده الأطفال من أفلام ومواد إعلامية: حيث إن الطفل يبحث عن قدوة ونموذج يقلده فى مواقفه المختلفة، خاصة شخصية البطل فى العمل الفنى وبالتالى يجب أن تتوافر أمامه نماذج للبطولة الراشدة التى تحترم الأخلاق والقيم والذوق، وإبعاد النماذج السلبية عن محيط إداركه والتى عادة ما تجسد البطولة فى اختراق القانون والأخلاق والضرب بالذوق العام عرض الحائط.