يرى نفسه دائما على حق ولا يغير رأيه الخطأ تحت أي ظرف ، فهو ليس على استعداد للنقاش ، ليس لديه المرونة الكافية والقابلية للإنصات للآخرين وبذلك لا يمكنه اتخاذ قرارا سليما لأن القرار السليم يتم اتخاذه بعد التأكد من صحته وذلك لا يتأتى إلا بالنقاش وتحليل الأفكار واستبيان الحقائق. الأحمق يترك العنان لانفعالاته للسيطرة على المواقف التي يختلف بها رأيه عن الآخرين وذلك لا يعبر في الحقيقة الا على عدم قدرته على التحكم في اتزانه الانفعالي وعدم قدرته على التأثير بالمنطق على من حوله دون اللجوء إلى العنف الذي لا يعتمد ولا يستند إلى أي رؤية أو منطق في الأمور ، الأحمق لا ينظر للأمور إلا من منظوره ومصلحته الشخصية ، الأحمق لا يعترف بمسئوليته عن اخطاءه ويحملها لمن حوله وهو بذلك لا يفتش عن أسباب أخطاءه ولا يعالجها ابدا. وقال شاعر : لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها. وقال الأبشيهي وهو أديب مصري أن من صفات الأحمق الظلم والخلو من العلم والعجلة والخفة وكثرة الالتفات والسفه والسهو والخيلاء وإن قال أفحش وإن سئل بخل وإن سأل ألح وإن قال لم يحسن وإن قيل له لم يفقه وإن ضحك قهقه. وقيل الرجال ثلاثة عاقل وأحمق وفاجر فالعاقل إن كلم أجاب وإن نطق أصاب وإن سمع وعى والأحمق إن تكلم عجل وإن حمل على القبيح فعل والفاجر إن أئتمنته خانك وإن حادثته شانك. وقيل لبعض الحكماء ما الحمق ؟ قال قلة الإصابة ووضع الكلام في غير موضعه ...وقيل من أحب الآخرة عاش ومن أحب الدنيا طاش وقيل مقاطعة الأحمق قربان من الله. وقال ابن حزم الأحمق هو الذي يجهل عيوب نفسه إما لقلة علمه أو لأنه يقدر أن عيوبه خصال ... ونحن نرى في أيامنا هذه من يفخرون بالظلم والخراب والقتل والسرقة ومعصية الله. قال الإمام الشافعي رحمه الله : يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيبا يزيد سفاهة فأزيد حلما كعود زاده الإحراق طيبا ، إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت فإن كلمته فرجت عنه وإن خليته كمدا يموت. وقالوا الإشاعة يؤلفها الحاقد وينشرها الأحمق ويصدقها الأغبياء. وقال هتلر لا تجادل الأحمق فقد يخطئ الناس في التفريق بينكما. وقيل العاقل إن أخطأ تأسف والأحمق إن أخطأ تفلسف. وقال برتراند راسل وهو فيلسوف وعالم بريطاني : ما يستنتجه الحمقى من كلام الأذكياء هو دائما أبعد ما يكون عن الدقة ذلك أن الأحمق يترجم دون وعي ما يسمعه إلى ما بإستطاعته أن يفهمه. وقيل احذر الأحمق فإن الأحمق يرى نفسه محسنا وإن كان مسيئا ويرى عجزه كيسا وشره خيرا والأحمق يظن نفسه حكيما بينما الحكيم يعلم بأنه جاهل لأنه فوق كل ذي علم عليم. وأرى أشد الناس حماقة من يثق بدوام الحال بالدنيا ولا يحسب حسابا لتبدل الأحوال ولا يلقي بالا لحساب الله في الآخرة. [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي;