أعتقد أنه سيكون من الوهم اختزال قضية التوتر فى العلاقة الحالية بين الرباعية العربية مصر والمملكة العربية السعودية والامارات ومملكة البحرين مع قطر وممارساتها فقط، حيث قطر نفسها ماهى إلا أداة أو معبر لكل من ايرانوتركيا.. هذان الطرفان اللذان يضمران للدول العربية الأربع بل دول الجامعة العربية مجتمعة شرا مستطيرا حيث يمتلكان أجندة خبيثة ومسمومة لتركيع العالم العربى والاضرار بالمصالح الحيوية والمركزية لدوله الكبرى فى الاقليم. وربما البعض يندهش أو يضربه التعجب وعلامات الدهشة كثيرا فى الأيام الماضية جراء رفض وتعاطى قطر مع لائحة المطالب العربية التى قدمت للدوحة من الدول الاربع عبر أمير الكويت للبحث والتفاعل معها، باعتبار أن هذه المطالب حيوية ومشروعة وتنقذ قطر من هاوية السقوط فى مستنقعات الشر التى أدمنتها طيلة السنوات العشرين الماضية منذ انقلاب الأب حمد بن خليفة على والده خليفة وتوقف نيران الفتن المتنقلة التى تجيد الدوحة لعبها وتوزيعها على دول المنطقة. حيث كنت وكثيرون غيرى نرى فى قائمة المطالب العربية لدول الرباعية العربية طوق نجاة وانقاذ قطر وعائلة تميم وتوفير فرصة نادرة هذه الأيام لاعادة الصواب والرشادة السياسية لأول مرة منذ سنوات بعيدة إلى الدوحة وقصر الأمير وعائلته حيث ان الاستجابة لهذه المطالب كانت ستضمن لها الخلاص من تصنيف الدولة المارقة التى وضعت نفسها فيه مع كل من تركياوايران وتحالفاتها وانهاء شبكات علاقاتها المريبة مع تنظيمات التكفير والارهاب وقطع خيوط التموين والامداد لفرق الارهابيين فى المنطقة. ولكن يبدو أن النهج القطرى مازال يواصل اندفاعاته نحو المجهول فأبت الدوحة التعاطى مع دفتر الشروط الذى قدمته الرباعية العربية خاصة أنه لم يحتو على شروط قاسية أو مبالغات صعبة التحقق بل على العكس كانت مطالب واقعية تحفظ ماء الوجه لقطر فى قادم الأيام حيث ان اغلاق قناة الجزيرة أحد أبرز وأبشع منصات الفتن والتضليل والخداع والتآمر القطرى على العالم العربي. ليس مطلبا تعجيزيا أو تجميد أو تحجيم العلاقات القطرية مع ايران وانهاء الشراكات مع عصابات الملالى وقطعان الحرس الثورى وفيلق القدس ومؤامرات قاسم سليمان وكذلك الحال بانهاء وتعليق عمل القاعدة العسكرية التركية الجديدة فى الدوحة وغيرها من المطالب، الخاصة بانهاء وقطع اى علاقة او شبهة امداد أو توفير رعاية أو ملاذات آمنة لعصابات وفرق الارهاب ومنع التدخل فى شئون الدول العربية. وبالتالى هذه مطالب كان يمكن القبول بها ولكن قول الدوحة على لسان القصر الأميرى ووزير خارجيتها المغلوب على أمره انها شروط صعبة ويصعب القبول بها انما تكشف النية المبيتة لحكام قطر فى عدم التعاطى مع تضييق شقة الخلاف أو جسر الهوة مع دول الرباعية العربية وتوافر النية والتصميم على الاستمرار فى تخريب المنطقة وتصدير الفتن والمؤامرات لدول الاقليم العربى, هذا من ناحية ومن ناحية أخرى هذا الرفض القطرى يعكس ضغوط إيرانوتركيا عليها وامتلاك زمام القرار هناك لافشال ونسف أى مبادرة جادة لانقاذ قطر نفسها باعتبار أن هذا التدخل والانحياز الثنائى مع قطر منذ اندلاع تفاصيل هذه الأزمة يمثل قمة الانكشاف الاستراتيجى لكل من طيب رجب أردوغان فى تركيا وآيات الله والامام الخومينى وتابعه الرئيس حسن روحانى لتطبيق خطة تمزيق وتفتيت سياسى وتحريضى مذهبى غير مسبوق للعالم العربي. حتى يجب أن تكون لنا شجاعة الاعتراف والبوح علانية بأن هذين الفريقين فى أنقرة وطهران يمتلكان مشروعا خبيثا وتدميريا للاقليم العربى ومن أسف صارت الدوحة ترسا فى عجلة الخداع والمؤامرة التركية الايرانية وهما اللذان يقفان وراء الدوحة حتى هذه اللحظة وتصدير حالة الاستعصاء اليائس تجاه الدول العربية ولائحة مطالبها حيث انه ليس من مصلحتهما تسوية أى أزمات أو مناكفات عربية أو تسوية الخلافات بصورة سلمية أو بأقل الخسائر به على العكس توسيع شقته وهذه الخلافات العربية العربية وتوفير مساحات تغلغل وتمدد تركى إيرانى فى تفاصيل المشهد العربى لزيادة مساحة النفوذ لهذين البلدين وتمكينهما دائما من زيادة جرعة سكب الزيت على النار فى التوقيتات المحددة لإشعال الحرائق المتنقلة والفتن الجوالة فى الاقليم العربى وجعل العربى دوما فى حالة من الانكفاء على الداخل والانغلاق على ذات الأزمات والمشاكل المفخخة وحدائقه الممزقة حاليا والتى ترسم يوميا بالدم. وفى تقديرى أن لجم قطر وتقليص نفوذها عبر قطع ووقف المال العابر للحدود الذى تقدمه وقصف وانهاء منصاتها الاعلامية وأبواقها التى تصرخ كل صباح مساء بالفتن والمؤامرات وترويج ونشر الأكاذيب أو احداث القطيعة الكاملة والتامة لها مع فرق ومنظمات الارهاب، ستضمن حل الأزمات ووقف الانهيارات فى المنطقة حيث تبقى الصلة الأكبر والخلل الفادح فى كل من تركياوإيران حيث انهما المصدر الأول والرئيسى للشر وإذا لم تكن توجد قطر لأوجدوها وجعلوا منها معبرا للقدوم إلى المنطقة وتصدير فتنهم ومؤامراتهم، حيث ان كل بلد منهما له مع العالم العربى قصة ثأر قديم وحلم مؤجل ومشروع طموح للسيطرة والتمكن وعودة الدولة الصفوية أو امبراطورية الخلافة العثمانية. فماذا نحن فاعلون؟!.. اعترف بأن حالة ضعف النظام الاقليمى العربى وهو ان الواقع العربى وانكشاف أمنه القومى يجب أن يكون مدعاة لاعادة تمكين واحياء صلابة وقوة الواقع العربى وتماسك دوله وأطرافه الرئيسية عبر دور ونهضة تقودها مصر والسعودية والامارات والأردن وإيجاد حائط صد قوى فى وجه كل من تركياوإيران وردع قطر بأشكال عديدة والسعى نحو عزلهم فى المنطقة وضمهم فى بوتقة واحدة باعتبارهم المصدر الرئيسى للشر والارهاب فى المنطقة وفضح وكشف حقيقة أدوارهم، أمام المجتمع الدولى واعتبارهم أذرع حية للإرهاب وعصاباته فى المنطقة وبالتالى تصنيفهم ضمن الدول الراعية للإرهاب وايصال رسالة للجميع فى العالم بأن الشرق الأوسط مع تركياوإيرانوقطر سيكون الأسوأ دائما وأنه بدون إرهابهم ومؤامراتهم سيكون أفضل.. فهل نملك فى الاقليم العربى خطة للتحرك والتصدى لثالوث الشر والفتن والارهاب فى منطقتنا من الآن؟! لمزيد من مقالات أشرف العشري;