عندما حذر الخبراء على صفحات «الأهرام» من توابع ضغط المباريات المتتالى للاعبين بعد مأساة الإصرار على إقامة السوبر المحلى بين الاهلى الزمالك بعد ايام قلائل من نهائى الامم الافريقية، لم يكن ذلك من فراغ بل بناء على رؤية علمية سليمة لا يعرفها اتحاد كرة القدم او الشركة الراعية، التى لا تهتم سوى بفتح حصالة الاموال لتجنى اكبر قدر ممكن من المكاسب , لتكون النتيجة هزيمة ثلاثى مصر فى افريقيا الاهلى والزمالك وسموحة خلال هذا الاسبوع , ومن قبلها خسارة المنتخب امام تونس فى تصفيات كاس الامم الإفريقية، وهو مؤشر يثير القلق حول مصير الفراعنة فى باقى مشوار التأهل الى نهائيات كاس العالم. وبينما تقام الأفراح والاحتفالات والتكريمات بمناسبة فوز ابو ريدة بمنصبه الدولي، تغض الجبلاية الطرف عن سفينة الكرة المصرية التى تقترب من الغرق سواء من الناحية الفنية او الادارية , وهو ما عبر عنه المهندس محمد فرج عامر، رئيس لجنة الشباب والرياضة بالبرلمان الذى ارجع تخبط ثلاثى مصر فى افريقيا أو المنتخب لتخبط اتحاد الكرة.. وايضا لغياب العدالة التحكيمية. ولم يبتعد أحمد حسام ميدو المدير الفنى لفريق وادى دجلة كثيرا عن النظرية نفسها فقد اشار الى انه توقع هذا السيناريو منذ ثلاثة أشهر، وقال صراحة: الاندية الثلاثة والمنتخب سيتأثرون بضغط المباريات , بل وطالب بضرورة التضحية باحدى البطولتين اما كاس مصر او البطولة العربية للاندية إذا كان اتحاد الكرة يريد التأهل الى نهائيات كاس العالم المقبلة فى روسيا. واضاف ميدو أن ضغط المباريات وعدم انتظام المسابقة هما الحبل الذى سنشنق أنفسنا به وأن اللاعب مظلوم لأن تلاحم المواسم هو أكبر خطر عليه ، لكن للأسف لم يسمع لى أحد وخرج أحد المسئولين يردد بأن السبب الرئيسى لهبوط مستوى الفرق هو سهر اللاعبين. واذا كانت الكلمات السابقة مست الكثير من كبد الحقيقة فان الموقف يبدو أكثر من مأساوي، على ضوء تمسك رجال ابو ريدة والشركة الراعية بالسير فى مخطط تدمير الكرة المصرية واغتيال احلامها، فطبقا للجدول المعلن من لجان المسابقات برئاسة عامر حسين فان مسابقة الدورى ستنتهى ووفقا للجدول الذى قدمه عامر حسين للجبلاية يوم 7 يوليو المقبل، بينما تم تأجيل الإعلان عن موعد مباراتى التعدين مع سموحة، والأهلى مع الزمالك لوقت لاحق بسبب مشاركتهم فى البطولات الأفريقية.. وجرى تعديل موعد مباراة الأهلى والزمالك التى كان مقررا لها 17 يوليو المقبل. ولا يتوقف الامر عند ذلك فمباريات الكأس مستمرة فى التوقيت نفسه، ويتخللها ايضا باقى جولات دور ال 16 والثمانية لدورى الابطال والكونفيدرالية فى حالة صعود الاندية الثلاثة له, ثم يعقب ذلك لقاءات البطولة العربية للاندية , فى شهر اغسطس , وتستمر المهزلة اللانسانية للكرة المصرية فى ظل وجود اتحاد ابوريدة والشركة الراعية التى باتت مثل شبكة العنكبوت تنسج خيوطها حول كل شيء , بخوض المنتخب الوطنى مباراتى اوغندا الحاسمتين فى تصفيات المونديال واللتين تحملان تأشيرة السفر الى نهائيات روسيا. ويرى الخبراء ان هذا السيناريو يعنى الاخفاق فى الوصول الى المونديال بنسبة 70 فى المائة، لان الجميع حاليا فى العالم خلال فترة راحة فليس هناك مسابقة محلية مستمرة حتى الان، بل ولا يخوض هذا الكم الهائل والمتتابع من البطولات والمباريات، لان مصلحة المنتخبات تاتى فى المرتبة الاولي، كما ان الاخفاق فى حجز مقعد هذه المرة فى كاس العالم يعنى التأخر عشر سنوات أخري.