استخدم الانسان منذ القدم طُرُقاً عديدة للتواصل فيما بينه وبين الاخر مُستخدما الوسائل التى كانت تُقرّب البعيد وتوصِل الرسائل والأخبار والأشواق والتهانى فى المناسبات الاجتماعية المختلفة مثل استخدام الحمام الزاجل كساعى بريد حول العالم لتوصيل الرسائل ، وفى العصر الحديث تم استحداث نظام التلغراف الذى ينقل الكلام على هيئة شفرات مكتوبة بشيفرة تدعى شيفرة مورِس، إلى أن تمّ اختراع الهاتف الثابت ومن ثمّ الهاتف المحمول ثم اختراع ما يُسمّى بالشبكة العنكبوتيّة (الإنترنت) وتمّ تطوير بعض البرمجيات التى تقوم على أساس تقديم خدمة التواصل الاجتماعى عبر سُكّان الكرة الأرضيّة وفى أى مكان تصل إليه تكنولوجيا الإنترنت، ومن أبرز هذهِ التطبيقات أو البرمجيات الواتس آب والفيس بوك، والتى تصدرت اليوم قائمة وسائل التهنئة بعيد الفطر المبارك والتى تتفنن البرامج التطبيقية فى رسومها ودمج الخطوط بالزهور والزخارف الاسلامية وتستخدم البريد الإلكترونى كوسيلة للتواصل. ................................................................................ وبظهور الفيس بوك والواتس اب وغيرهما من تطبيقات التواصل الاجتماعى الالكترونى مثلت هذه التطبيقات حياة مختلفة عما مضى مقارنة بطرق وخدمات الاتصالات السابقة، حيث تتيح إمكانات هائلة للتواصل الدائم فى كل الأوقات متجاوزة كل حدود الجغرافيا ، وفى بداية انتشارها كانت فئة الشباب هم الأكثر استخداما ونشرا لاستخدامات ومحتوى هذه التطبيقات حتى اصبحت كالعدوى التى أصابت كل شرائح المجتمع من الرجال والنساء وكبار السن والاطفال وخاصة مع انتشار الهواتف الذكية وتطبيقاتها المختلفة , فمجانية وسهولة وانتشار هذه الوسائل الحديثة جذبت الكثير من المستخدمين للاعتماد على هذه الوسائل فى كروت المعايدة أو للتواصل فى الأيام العادية ، وأصبحت أدوات عصرية تسهل على الناس وتساعدهم على القيام بواجباتهم الاجتماعية فى وقت قصير جدا فيما كان الفرد فى السبعينيات والثمانينيات يحتاج الى أسابيع حتى يتأكد من وصول خطاب او تلغراف او كارت معايدة الى ذويه والمقيمين بعيدا عنه. وهناك من يتخذ من المنشورات ( البوستات ) ومقاطع الفيديو والصورة الجاهزة وسيلة للمعايدة وإرسال التهانى والبعض الآخر يقوم بتصميمها بنفسه وكتابة مقولة رقيقة عليها او اسم من يرغب فى تهنئته مع إمكانية وضع ملصقات معبرة عن الفرحة او وضع صورة شخصية وكتابة التهانى عليها , وغالبا ما يتم نشره على الفيس بوك فى المناسبات القوميةعبارة عن صور لعلم البلاد او مقولات تدل على الانتماء اما المناسبات الدينية فلها مذاق خاص وخاصة فى مواقع التواصل الاجتماعى , فنرى فى شهر رمضان صورا لزينة رمضان والمسحراتى والفوانيس بأشكالها المختلفة وألوانها المبهجة مع صور للأطعمة والموائد والحلويات الشهية خاصة الشرقية منها كالكنافة والقطايف بالاضافة الى نشر صور وفيديوهات اغانى رمضان التراثية . اما فى عيد الفطر المبارك فتكون التهانى على شكل اوراق نقدية كعيدية للاصدقاء والمعارف وصور للكعك والغريبة ومخبوزات العيد المختلفة و نشر فيديوهات أغانى العيد مع اطلاق النكات المختلفة وصور الرحلات والاماكن التى يتنزهون فيها واشهرها الرحلات النيلية والشواطيء وحدائق الحيوان هذا بخلاف التصوير بها ونشرها فى صفحاتهم الشخصية . أما عيد الاضحى فيستعدون له ببوسترات وصور عن الاضحية مع كتابة نكات خفيفة عليها وصور لمناسك الحج والكعبة المشرفة او كتابة المقولات المعهودة فى تلك المناسبات الدينية المختلفة. وامتد فعالية وجدوى استخدام مواقع التواصل الاجتماعى من التهانى الى التعازى واصبحت بديلا فعالا وسريعا عن البرقيات والتلغرافات لمشاطرة الاحزان والمواساة . وكما لتطبيقات التواصل الاجتماعى فوائد كثيرة الا ان لها العديد من السلبيات والأضرار . فقد اكدت العديد من الابحاث على تأثير استخداماته لأوقات طويلة على صحة القلب وضعف البصر وقلة المناعة وضعف الأداء العقلى , اما علماء النفس والاجتماع فأكدوا أن إدمان الانترنت خاصة مواقع التواصل الاجتماعى يقود الى العزلة ، وتجعل الإنسان يعيش فى عالم غير ملموس ومخاطبة أشخاص غرباء لا يمكن التواصل معهم مباشرة ، وحرمانه من التواصل الحقيقى وفوائده الصحية , حيث ان الالتقاء «وجها لوجه» فى الحقيقة يمنح الجسم فوائد عديدة لا نلمسها ' فاللقاءات المباشرة تحفز الجسم على مزاولة وظائفه الطبيعية مثل افراز هرمونات الاكسيتوسين والتى تحفز الجسم على التفاعل عاطفيا مع مقابليه وجينات اخرى لها علاقة بالجهاز المناعى , هذا بخلاف تمضية الساعات الطويلة امام هذا العالم الاجتماعى الالكترونى الافتراضى خاصة فى ساعات الليل يؤثر على صحة الفرد الطبيعية من النوم. وتبعات ذلك من الاحساس بالتعب وعدم التركيز الصباحى .. وينصح المتخصصون فى مواقع التواصل الاجتماعى مستخدميه باتباع بروتوكول وفن التهنئة فى المناسبات نلخصها فى الاتى لا داع لأن تكتب رسالة تهنئة فيسبوكية وترسلها فى محادثة جماعية ل100 صديق فهذا يسمّى إزعاجا ، وسوء استخدام للفيسبوك . يقتضى الاستخدام السليم لخاصية الإشارة إلى الصور فى فيسبوك Tag ) الإشارة لوجه إنسان لا تتعامل مع عبارة «رمضان سعيد» بنفس المبدأ. كتابة رسالة تهنئة واحدة وإرسالها للجميع سلوك لا ينصح به ، أمّا إعادة إرسال التهانى فهذا يترك انطباعا سيئا لدى المتلقّى وتدل على عدم الاهتمام ، فما فائدة التوصّل بنفس الرسالة حرفيا من طرف عدّة أشخاص وكأنك تتعامل مع روبوتات وليس مع بشر . كن « ذوّاقا « وأنت تكتب تهنئة مثل «عيد سعيد» او « رمضان كريم « فلا داعى لكتابة كلمات فجة فى معناها او غير لائقة ولكن يجب ان تنتقى كلماتك فى المعايدة . عدم اقتحام الرسائل الخاصة للمعارف والاصدقاء حتى لو لارسال معايدات وتهانى وخاصة فى اوقات متاخرة ربما تكون غير مناسبة لاستقبالها او الرد عليها .