أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن من يسير فى طريق السلم الإنسانى متبعٌ لما أمر الله به عباده المؤمنين، ومن يسلك مسالك الفرقة والشقاق، والتكفير والتفجير، والخوض فى الدماء، والولوج فيها بغير حق فسادًا أو إفسادًا، متبعٌ لخطوات الشيطان الذى هو لنا جميعًا عدوٌّ مبين فديننا دين السلام ونبينا نبى السلام، والجنة دار السلام، وتحية أهلها السلام ، وتحية الملائكة لهم سلام «وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ» . وقال جمعة: ومن أهم معالم هذا السلام ترسيخُ أسس التعايش السلمى بين الناس جميعًا, وعدمُ محاولة حمل الناس عنوة على دين واحد أو مسلك واحد، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى « لاَ إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ»، ويقول سبحانه « وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ « ، ويقول سبحانه « وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِى الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ»، فالخروج على هذا النهج القرآنى هو خروجٌ عن طريق الجادة وسبل الرشاد . وأشار وزير الأوقاف إلى أن الدول والشعوب التى آمنت بالتنوع الدينى والعرقى والثقافى هى أكثر الدول أمنًا وأمانًا، وتقدمًا اقتصاديًّا وعلميًّا، وأن الدول التى دخلت فى فوضى الصراعات الدينية، أو العرقية، أو القبلية، أو المذهبية، قد ذهبت إما إلى تفكيك وانقسام وقتل وتشريد، أو إلى سقوط لا قيام له . وأكد جمعة أنه وعملا على تصحيح المفاهيم الخاطئة، ونشر الفكر الوسطى الصحيح، قد أضفنا إلى المسابقة العالمية للقرآن الكريم هذا العام فى المستوى الأول منها، إلى جانب حفظ القرآن الكريم تفسيرَه كاملاً وفهمَه فهمًا صحيحًا ذلك أن العبرة ليست بالحفظ وحده فهناك من يقتلون ظلمًا وزورًا وبهتانًا وافتراءً على الله ورسوله باسم الإسلام وتحت راية القرآن، والإسلام والقرآن منهم براء، وفى سبيل تحصين النشء من الأفكار الهدامة، فإننا نتوسع توسعًا كبيرًا فى مكاتب تحفيظ القرآن الكريم العصرية، التى تعنى إلى جانب الحفظ بالفهم الصحيح لمعانى القرآن الكريم ومقاصده، وبث القيم الأخلاقية والإنسانية النبيلة. وأكد وزير الأوقاف أن العام الماضى كان عام الشباب، والعامَ الحالى هو عام المرأة فيسرنا أن نقدم بين يدى سيادتكم سيادة الرئيس عملين هامين: أحدهما لشباب علماء وزارة الأوقاف وهو «موسوعة الدروس الأخلاقية «، التى تهدُف إلى ترسيخ القيم والأخلاق الفاضلة، وقد جاءت هذه الموسوعة نتاج حوارات موسعة أقامتها وزارتا الأوقاف والشباب والرياضة، فى لقاءات مفتوحة مع الشباب، تلبية لتوصيات المؤتمر الأول للشباب بمدينة شرم الشيخ، والعمل الآخر هو كتاب «الزهراوان فى متشابهات القرآن» لبعض الباحثات المصريات الأصيلات بمشاركة بعض واعظات الأوقاف المتميزات اللائى ندفع بهن وبقوة فى مجال العمل الدعوى والتربوي، وهو مؤلف عظيم فى خدمة كتاب الله، حيث قُمن بعمل معجم لمتشابهات القرآن فى فواتح الآيات، ويعكُفن الآن على عمل معجم آخر لخواتيم الآيات, نؤمل أن نخرجه قبل نهاية هذا العام.