محمد بن سلمان وليا للعهد .. قرار من الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية جاء كاشفا عن وجه المملكة الجديد الذى تخاطب به العالم، عبر إفساح المجال للجيل الثالث جيل الأحفاد من أسرة الملك عبد العزيز مؤسس المملكة، وبات ولى العهد الجديد أصغر ولى عهد فى تاريخ المملكة العربية السعودية. ويعد الأمير محمد بن سلمان ولى العهد الجديد الذى خلف الأمير محمد بن نايف فى تسلسل هادئ لتسلم ولاية العهد مهندس رؤية المملكة 2030 المستقبلية الهادفة لنقل السعودية من مرحلة الاعتماد الكامل على النفط إلى مرحلة تنويع مصادر الاقتصاد، كما يبرز دوره كقائد للتحالفات التى عقدتها المملكة منذ توليه مناصب قيادية توجها العهد.وولى العهد الشاب المولود عام 1985 يبلغ من العمر 32 عاما، وهو الابن السادس للملك سلمان، وله من الأبناء أربعة هم الأمير سلمان والأمير مشهور، والأميرة فهدة، والأميرة نورة.تلقى تعليمه العام فى مدارس العاصمة الرياض، وكان ضمن العشرة الأوائل فى الثانوية العامة، وحصل على درجة البكالوريوس فى القانون من جامعة الملك سعود حائزاً على الترتيب الثانى على دفعته. بدأ بن سلمان العمل فى المناصب السياسية فى طاقم الحكومة السعودية فى أبريل 2007، حيث عين مستشارا متفرغا بهيئة الخبراء، وفى ديسمبر 2009، تم تعيينه مستشارا خاصا لوالده أمير الرياض .ومع مطلع عام 2013 تم تعيينه مستشارا خاصا ومشرفا على المكتب والشئون الخاصة لولى العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وفى مارس صدر أمر ملكى بتعيينه رئيسا لديوان ولى العهد ومستشارا خاصا له بمرتبة وزير.وفى يوليو من العام نفسه تم تعيينه مشرفا عاما على مكتب وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز حينئذ بالإضافة لعمله. وفى أبريل 2014 صدر أمر ملكى بتعيينه وزيرا للدولة عضوا بمجلس الوزراء، بالإضافة إلى عمله، وحينما تولى الملك سلمان الحكم فى السعودية مطلع 2015 صدر أمر ملكى بتوليه منصب وزير الدفاع، كما صدر أمر آخر بتعيينه رئيسا للديوان الملكى ومستشارا خاصا للملك سلمان، وصدر أمر بترؤسه المجلس الاقتصادى والتنمية. ثم صدر أمر الملك سلمان باختيار الأمير محمد وليا لولى ولى العهد وتعيينه نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للدفاع ورئيسا لمجلس الشئون الاقتصادية والتنمية. ويعد الجانب الاقتصادى من أهم المجالات التى برز فيها دور الأمير الشاب، حيث لم يغفل أهمية الاقتصاد للمملكة بحكم رئاسته المجلس الاقتصادى التنموى، وقام بتحركات مكثفة نحو الشركات العالمية لجلب مزيد من الصناعات والاستثمارات نحو المملكة، وتوج ذلك برؤية السعودية 2030، وهى خطة ما بعد النفط للمملكة، التى أعلن عنها فى أبريل 2016، حيث أطلق برنامجا شاملا شاركت فيه جميع وزارات الدولة للعمل على إيجاد حلول اقتصادية فى السعودية وعدم الاعتماد على النفط كمورد اقتصادى، وتركز تلك الرؤية على تحويل صندوق الاستثمارات العامة السعودى إلى صندوق سيادى بأصول تقدر قيمتها ب 2٫5 تريليون دولار وأوضح الأمير أن الصندوق سوف يسيطر على أكثر من 10٪ من القدرة الاستثمارية فى العالم كما تسعى إلى تحسين وضعها لتصبح ضمن أفضل 15 اقتصادا فى العالموعلى الصعيد السياسى عمل بن سلمان منذ توليه منصب وزير الدفاع وولى ولى العهد على عمل تحالفات قوية للسعودية لتمكينها من تحقيق الاستقرار بالمنطقة حولها وكان أول تحالف قام به الأمير محمد بن سلمان فى عاصفة الحزم لإعادة الشرعية فى اليمن وتأمين الحدود الجنوبية للسعودية من ميليشيات الحوثى المدعومة من إيران.