يقول الله تعالى: "وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ " هذه الآية تحث المسلمين على المجيء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم إذا ظلموا أنفسهم بارتكاب المعاصي، تائبين نادمين حتى يستغفروا الله ويستغفر لهم الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكن المراد بهذا المجيء طبقا لأجماع العلماء والفقهاء : هو المجيء إليه في حياته صلى الله عليه وسلم وانما بعد وفاته يسلم عليه فقط دون الطلب منه أن يستغفر له الله وانما يجوز أن يطلب العبد من الله أن يشفع له الرسول صلى الله عليه وسلم يوم القيامة وهو يصلي ويعبد الله بدعائه لله بمسجد الرسول صلى الله عليه وبالنسبة لمن يشدون الرحال لمساجد يقال انه مدفونا به آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لدعائهم هؤلاء من دون الله ؛ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى ، كما قال صلى الله عليه وسلم : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ويقول الله عز وجل: " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ" ويقول الله تعالى : " وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ " ... اذا الدعاء كما يتضح من كلام الله سبحانه وتعالى يكون لله وأن الدعاء أساس العبادة لله . أما قوله تعالى: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ، تفسير الآية بأجماع العلماء تشير إلى تحكيمه صلى الله عليه وسلم حال حياته وتحكيم سنته بعد وفاته والتحكيم لسنته هو التحكيم لما أنزل من القرآن والسنة في كل أمور الحياة. أما قول الله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ . تفسير هذه الآية طبقا لأجماع العلماء والفقهاء ولما جاء بالقرآن الكريم من آيات خاصة بالإيمان بالله يؤكد ان الله تعالى يشير إلى أن من آمن بالله الذي لم يلد ولم يولد ومن آمن بيوم الحساب وعمل صالحا من الأمم السالفة من اليهود والنصارى والصابئين وأطاع الله فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون .