أخيرا يتحول حلم عدد من الرياضيين الشباب ونجوم كرة القدم فى مصر بتكوين أكاديمية كرة قدم للأطفال بلا مأوى إلى حقيقة بعد أن دخل المراحل التنفيذية على الأرض، الحلم الذى يخدم آلاف الأطفال الأيتام فى مختلف المحافظات ينسجم مع اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى بالفئات المحرومة والتخفيف عنها وتنفيذ رؤيته فى حماية أطفال مصر وإبعادهم عن أى أعمال تؤدى إلى إيذائهم واستغلالهم فى أعمال إرهابية وإجرامية من خلال الاستغلال السيئ لهم من الفئات الضالة ، وينفذ برعاية صندوق تحيا مصر والجامعة العربية ومنظمات أخرى ويشمل عددا من المحافظات . ............................................................... ونظمت محافظة الدقهلية بالتعاون مع صندوق تحيا مصر ووزارة التضامن الاجتماعى على ملاعب مدارس المنصورة رويال للغات يوما رياضيا شارك فيه 50 طفلا من مؤسسات دار الرعاية الاجتماعية بنين على مستوى المحافظة بحضور كابتن تامر بجاتو لاعب نادى المنصورة السابق مؤسس الأكاديمية والكابتن خالد الامشاطى نجم نادى المنصورة ، وتم توزيع ملابس رياضية عليهم وتقسيمهم لفرق وتصفية الأطفال الموهوبين للانضمام للأكاديمية ومن ثم الإعداد للمشاركة فى التصفية لتشكيل منتخب مصر من أطفال بلا مأوى . وتعتمد فكرة الأكاديمية على قيام عدد من الرياضيين ونجوم كرة القدم فى جمع أطفال الشوارع ودور الأيتام وتأهيلهم رياضيًّا، لا سيما ذوى القدرات الرياضية المميزة، والذين يحتاجون إلى مساعدتهم فى اكتشاف مواهبهم وتنميتها بشكل علمى واحترافي، كما جرى تطبيقها بدول أمريكا اللاتينية. يقول كابتن تامر بجاتو لاعب نادى المنصورة الأسبق، ومؤسس الأكاديمية، أن الفكرة راودته منذ ثلاث سنوات، لكن الظروف التى مرت بها البلاد لم تمكنه من تنفيذها، وأخذ خلال تلك الفترة على تطويرها ودراستها بشكل كامل حتى دخلت حيّز التنفيذ . وأشار بجاتو إلى أن الهدف العام من المشروع حماية أطفال مصر من كافة أشكال التطرف وإبعادهم عن الفئات الضالة فى المجتمع، التى تسعى لتجنيدهم لتنفيذ أعمال إجرامية داخل وطنهم، وعدم السماح لأى شخص بأن يستغل الطاقات الموجودة بهم فى أعمال ضد الوطن، بعيدًا عن أى شعارات سياسية أو تفرقة دينية . وأوضح أن الأكاديمية يسهم فيها عدد من ألمع نجوم كرة القدم فى مصر مثل هانى رمزى وعلاء ميهوب ومحمد شوقى ومحمد زيدان وهشام حنفى ووليد صلاح الدين ومحمد عمارة وعبد الستار صبرى وهشام يكن وعمرو زكى وخالد بيبو وغيرهم ، وسيشاركون فى الإشراف وتدريب الأطفال ورفع مستواهم وتشجيعهم ، كما تتخذ من « شامبيو أرينا « وهو مجمع رياضى بالقاهرة مقرا لها لإعداد فكر ومهارات اللاعبين بمعايير ألمانية . أبعاد وطنية وتربوية ووفقا لوثائق الأكاديمية فإن لها عدة أبعاد أولها البعد الوطنى لتعزيز الانتماء للمجتمع وإشعار الأطفال بأنهم جزء من النسيج الوطنى ويحملون راية مصر فى المحافل الرياضية ، وبعدا تربويا يتمثل فى توجيه الأطفال إلى الاهتمام بالرياضة والصحة الجسمانية والنفسية والابتعاد عن العادات والأفكار السيئة أو الوقوع فى براثن فئات منحرفة ، فضلا عن البعد الاجتماعى بدمجهم فى التركيبة الاجتماعية وإشعارهم بأنهم غير منبوذين ، بالإضافة إلى البعد الرياضي فى تكوين فرق رياضية يمكن أن تنافس فى كأس العالم لأطفال بلا مأوى خلال العام القادم والتى تغيب عنها مصر . ويرى بجاتو أن نجاح التجربة فى مصر على مستوى كرة القدم، سيفتح الباب أمام انضمام كافة الألعاب الرياضية للمشروع لتبنى مواهب الأيتام فى كرة السلة واليد والطائرة وكافة الألعاب الفردية، ثم تعميم الفكرة فى كافة المجالات، ثقافية، وفنية، وانتقالها إلى الدول العربية بالكامل، والاستفادة من تجربة الهند ودول أمريكا اللاتينية فى اكتشاف المواهب داخل أطفال بلا مأوى مشيراً إلى أن هناك تخطيطاً لاستقدام مارادونا لزيارة القاهرة للمشاركة فى المشروع الكبير ودعم الأولاد . منتخب وطني ويعتمد المشروع على تفقد المناطق والساحات الشعبية ودور الرعاية والملاجئ والأماكن التى يحتمل أن يتواجد بها أطفال بلا مأوى أو الأطفال فى الأحياء الشعبية الفقيرة الذين يعيشون فى الشارع فترات طويلة ، واختيار الموهوبين منهم ، تمهيدا لتنظيم دورى بين الفرق المشاركة وعمل محاضرات تعليمية ورياضية وتقديم الرعاية الطبية والنفسية للأطفال الموهوبين تمهيدا لاختيار منتخب وطنى . وتتكفل الأكاديمية بالإنفاق على الطفل بالكامل من خلال توفير أدوات ممارسته لكرة القدم بالشكل الذى يليق بلاعب المستقبل، وتحمل كل تكاليف انتقالاته من المحافظة الموجود بها لخوض التدريبات فى القاهرة مرتين فى الأسبوع، وكل ما يتطلبه ذلك من إقامة وملابس وتغذية ورعاية طبية ونفسية وغيرها . وأكد الدكتور محمد البيلى مدرس طب الأطفال بجامعة المنصورة وأحد الشباب الداعمين للفكرة أن اهتمام الدكتور أحمد الشعراوى محافظ الدقهلية بالمشروع وتشجيعه له أسهم فى إنجاز اختيار الأطفال الموهوبين بسلاسة بعد أن أعطى تعليماته لكل الجهات بتذليل الصعوبات ، فضلا عن رؤيته الشاملة لإدماج الأطفال الأيتام فى المجتمع وجعلهم مواطنين صالحين . وأضاف البيلى أن الفكرة مبتكرة وتخص قطاعا واسعا من الأطفال المحرومين وتحقق العدالة الاجتماعية والفرص المتساوية لكل الفئات فى التميز والنبوغ وخدمة الوطن . دعم المحافظ وقال الدكتور أحمد الشعراوى محافظ الدقهلية إن الدولة تهتم بدعم أبنائها الصغار « أطفال بلا مأوى «فى كافة المجالات وتسعى إلى توفير كافة الإمكانيات لخلق مناخ ملائم لأبنائها، مشيرا الى ان الرياضة توحد الشعوب وتوظف طاقات الشباب بشكل ايجابى وفعال يخدم المجتمع . ويعتبر الشعراوى أن فكرة الأكاديمية فى البحث عن الموهوبين فى كرة القدم ستساهم بشكل كبير فى الاستغلال الأمثل لطاقات الأطفال والشباب بدور الأيتام وتساعد فى دمج هؤلاء الاطفال فى المجتمع وتجنبهم الانحراف والتطرف متمنيا توسيع دائرة رعاية الاكاديمية للأطفال الموهوبين رياضيا لتشمل كافة المجالات الفنية والثقافية . وأعلن محافظ الدقهلية مساندته وتحمسه لهذه الفكرة،لافتا إلى أنه سيقدم كل الدعم الممكن لنجاحها وخروجها بالصورة المشرفة واللائقة بتعاون الجهات المعنية فى مديريتى الشباب والرياضة والتضامن الاجتماعى فى تسهيل الاختبارات والتدريبات اللازمة للأطفال ورعايتهم رياضيا وأنه سيعطى تعليمات بتذليل أية صعوبات . وقدم المحافظ فى ختام حفل أقيم بنادى جزيرة الورد شهادات تقدير للأطفال الأيتام المتفوقين رياضيا بعد اختيارهم للمشاركة باسم المحافظة فى أكاديمية أطفال بلا مأوى التى تأهلهم للوصول الى المونديال .