فى محاولة لرصد التجاوزات فى سباق الدراما الرمضانية على الفضائيات المصرية الخاصة بعد مرور 15 يوما من الشهر الفضيل، والتمييز بين بعض الأعمال القليلة الهادفة والتى التزمت بقواعد الأداب العامة نسبياً، وبين الكثير من الأعمال التى اعتمدت على الإبتذال اللفظى والمشاهد الجريئة والإسقاطات السياسية دون الإهتمام بالمضمون ولا بالرسالة الحقيقية. فقد رصد الخبراء كما هائلا من التجاوزات اللفظية والشتائم والسباب الذى وصل إلى درجات غير مسبوقة من الفجاجة والوقاحة والخوض حتى فى الأعراض، حيث أعتمدت بعض المسلسلات على الإيحاءات الجنسية فى الحوار بين أبطال العمل كما فى مسلسل خلصانة بشياكة والحرباية. وكيفية اختطاف حافلة مدرسية كما فى مسلسل لمعى القط. وطرق التشاجر بالأسلحة واستخدام العنف لحل أى خلاف كما فى مسلسل خلصانة بشياكة، وسرقة الملفات والصور الخاصة من الهواتف المحمولة التى يتم بيعها لابتزاز أصحابها. والاخطر من ذلك كيفية الإنضمام لتنظيم داعش وشرح طرق التجارة بالبشر وبالأعضاء وكيفية التحرش بالصغار مثل مايحدث فى مسلسل غرابيب سود .. كما سجل الخبراء وقوع أخطاء تاريخية وفنية مثل مسلسل الجماعة. وكذلك مسلسل الزيبق وعرض مشهد لسرقة التليفونات المحمولة، ويمثل عدم انتباه للأحداث لأنه فى عام 1998 لم تكن الهواتف المحمولة منتشرة لدرجة وجود لصوص متخصصين لها. كما تضمن الرصدالعديد من الإسقاطات السياسية فى بعض الأعمال والتى تم عرضها بطريقة مسيئة إلى حد كبير منها برنامجا «رامز تحت الأرض» و «هانى هز الجبل» حيث نالا النصيب الأوفر من كم التجاوزات التى تم رصدها فى برامج التسلية والفكاهة الرمضانية ، لما يحتوياه من كم هائل من الشتائم والتجاوزات اللفظية الفجة من ضيوفهم بعد التعرض للمقلب الذى يدبرناه ، إلى جانب إتهام البعض لرامز جلال بالإساءة لسمعة مصر بعد أن تم عرض حلقات لنجوم عرب وعالميين مثل الشاب خالد وشاروخان وهما يظهران الإستياء الشديد والإزدراء الواضح لرامز ومقلبه السخيف. أيضا تناول التقييم الاعلانات التى تنوعت تجاوزاتها ما بين أخلاقية وتعد لحدود الآداب العامة مثل إعلانات ملابس الإمبراطور وقطونيل والتى تحتوى على إيحاءات جنسية واضحة، والاساءة لسمعة مصر كما فى إعلان بيت الزكاة الذى قامت ببطولته دلال عبد العزيز والذى تم ايقافه بقرار من شيخ الازهر، وكذلك إعلانات مبتذلة مثل أجهزة تكييف فريش ، والتى خرجت عن سياق الجذب الجماهيرى تماما. وهو ما دعا المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لفرض غرامات كبيرة تصل إلى 200 جنيه للعمل التليفزيونى وغرامة 100 ألف جنيه للعمل الاعلامى على أن توجه هذه المبالغ لدعم الاعمال الإبداعية للاعلاميين، ومنها 10%للمواطنين الذين يقدمون تسجيلات توضح هذه التجاوزات. وفى هذا السياق يقول د.محمود علم الدين أستاذ الاعلام إن تقرير المجلس الأعلى للإعلام يعد بمنزلة خطوة مهمة يمارسها المجلس الأعلى فى ضوء مهامه المتعدده وهى تتعلق بحماية حقوق المشاهد فى اعلام نظيف ومسئول يراعى قيم المجتمع واخلاقياته بحيث يعود تأثيره بشكل ايجابى على افراد المجتمع ولا يصبح معوقا لمسيرته من الناحية الاخلاقية والاجتماعية. لافتا الى ان الفن يعتمد على الابداع وحرية الابداع مكفولة ولكن الفنان مسئول ايضا عن ترقيه الذوق العام ومنظومة القيم. بينما يرى د.عصام فرج أستاذ الإعلام أن المسلسلات التى تعرض فى رمضان منذ بدايه الشهر حتى منتصفه لها جماهيريتها وتلقى متابعة كبيره ومن ثم يتطلب هذا احترام الجمهور وعقليته واخلاقياته.ولا شك ان انشاء المجلس الاعلى للإعلام يمثل تميزا هذا العام فى مواجهه الانفلات الذى تتسم به هذه المسلسلات من حيث الالفاظ البذيئة والإيحاءات الجنسية والعنف. ويقول د.حسن عماد مكاوى أستاذ الإعلام إن وجود آليه ثابته فى المجلس الأعلى تتولى متابعة كل البرامج والأعمال طوال العام مما يحقق للجمهور إعلاما يلبى احتياجاته ويقدم له الفن الراقى دون اسفاف او ابتذال. ويقول د.سامى الشريف أستاذ الإعلام إن المجلس الاعلى للإعلام على المحك الآن لاسيما ان مصر تمر بمرحلة دقيقة فى تاريخها ولا يستطيع احد ان يقلل من انجازات المجلس الاعلى لتنظيم الإعلام لانه يضم خبراء وكفاءات مشهودا لها بالنزاهة والكفاءة والخبرة الطويله . بينما يرى الناقد الفنى طارق الشناوى أن المجلس الأعلى يحاول تقييد الإبداع بما يقوم به من فرض غرامات كبيرة والوقوف أمام كل عمل إبداعى من خلال رصد عدد من التجاوزات والألفاظ، بينما ترى د.هدى زكريا المتخصصة فى قياس الرأى العام وعضوة المجلس الأعلى أن المجلس لا يستهدف الأعمال الابداعية ولا يقوم على تقييد حرية الإبداع ومن يقول غير ذلك يريد تغييب الرأى العام .