مازالت الرحلة مستمرة داخل عالم الحب.. هذا العالم الذي كلما تعمقنا فيه أكثر وجدناه مُفتاح لتذوق عبادة الله، واكتشاف حب النفس.. واليوم تأخذنا الرحلة أكثر لنفتح سوياً باب جديد في عالم الحب.. باب الرحمة؛ أعمق وأصفي وأطهر احساس يمكن أن يصل إليه الأنسان.. فكما قال الدكتور مصطفي محمود "كلنا قادرون على الحب بحكم الطبيعة البشرية وقليل منا هم القادرون على الرحمة." كنت في طريقي للعمل ذات صباح وجدتُ فتاة رقيقة ترفع لافتة كتبت عليها أحد أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" وأسفل الحديث صورة لبعض الكلاب الضالة الملقاة علي الأرض .. لفت نظري هذا المشهد خاصة وأن بعض المارة كانت تري ما تفعله الفتاة وتقول دون الالتفات لها " بتدور علي حق الكلاب .. دوري علي حق الأنسان الأول أهم يا ست" اقتربت من الفتاة أكثر وتحدثنا كثيراً لدرجة أني لم أعد أعرف لماذا قادتني قدمي إلي هذا الطريق ..هل للذهاب للعمل أم أنه طريق الإحساس بالرحمة؟! أخذت الفتاة تحكي لي عن طُرق التخلص من الكلاب الضالة التي لا تمت للإنسانية بأي شكل، خاصة أن البعض أخذ يضع السم المُحرم دولياً في الطعام دون الإحساس بأي ذنب تجاه تلك الروح التي يعذبها ويقتلها.. ظلت الفتاة تحكي ودموعها تسبقها وهي تقول "العجيب أن هناك بعض البشر تنزعج من اهتمامي الزائد بحق الحيوان بشكل عام ودائماً أقابل بالنقد والتهكم لأني أهتم بالحيوان أكثر من الانسان (هذا علي حد قولهم) اهتمامي بهذا العالم يأتي من احساسي بعجزه علي التعبير بما يحدث له، وجدتُ أن في استطاعتي أن أفعل أي شيء لهذه الأرواح البريئة العاجزة التي كلما ساهمت في مساعدتها رأيت منها ابتسامة تكفي لإيقاظ شمس الرحمة في قلبي، لكل من يتهكم من احساسي بالرحمة أبحث عن باب يُدخل الرحمة في قلبك.. لقد وصانا الله عز وجل بالرحمة في التعامل مع الكائنات التي نعيش معها سواء كانت بشراً أم حيوانات، وقدّ دعت الرسالات السماوية علي التحلي بالرحمة لما لها من آثار إيجابية على الفرد والمجتمع ككلّ.. الاحساس بالأخر رحمة تنزل للقلب وتطهره من شوائب الدنيا التي تزيده قسوة وتحجر.. اللهم ارزقنا قلبا لينا رفيقا بنا ونعوذ بك من شر قسوة القلوب علينا." اللهم إنا نسألك رحمة من عندك تهدي بها قلوبنا كما هديت هذه الفتاة لباب الرحمة في عالم الحب. [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل;