فى الرد على ضلالة وصف المجتمعات الحالية بالجاهلية، يشير كتاب «ضلالات الإرهابيين وتفنيدها»، إلى أنه لا يصح إطلاق لفظ الجاهلية دون تقييد، لأن الكلمة إذا أطلقت دون تقييد، فإنها تشمل العقيدة والأخلاق والعبادات والمجتمع كله، ومن هنا يصير المجتمع كله عند وصفه بالجاهلية، جاهلى العقيدة والأخلاق والعبادات والمعاملات والأحكام والسلوك، وهذا خطأ فادح، إذ إن جاهلية العقيدة لا تعنى غير الكفر، والباقى قد يكون خليطا بين الكفر والمعاصي. ومن المعلوم أن الإنسان إذا اعتقد أن حكم الجاهلية أحسن من حكم الله، ومن تشريعاته التى أنزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فإنه يكفر بذلك، أما إذا اعتقد أن حكم الله هو الأفضل والأحسن، لكن ظروفا تقوم مقام الضرورة، اضطرته إلى العدول عنه إلى حكم آخر، فإنه لا يكفر بذلك، والضرورة كما تعترى الأفراد تعترى الدول، مع الأخذ فى الاعتبار أن الضرورة تقدر بقدرها. ويرد الكتاب على وصف المجتمعات الحالية بالجاهلية، بأن الجاهلية فترة من الفترات الزمنية، وقد عبر القرآن الكريم عن هذه الفترة- فترة ما قبل الإسلام – بالجاهلية، وهى الفترة التى سبقت الإسلام بنحو ما بين خمسين ومائة إلى مائتى عام، ويرى بعض المتطرفين أنها ملة أو وصف للملة، ومن هنا يمكن أن تتجدد، وعندما ننظر فى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأبى ذر رضى الله عنه (إنك امرؤ فيك جاهلية)، نرى أنه يقصد بالجاهلية بعض السلوك والعادات، وليس الحكم على هؤلاء ولا غيرهم بالكفر، كما تذهب هذه الجماعات المتطرفة، ولا يجوز مطلقا أن يُربط بين الحكم على سلوك فرد ما، وبين الحكم على المجتمع كله بلفظ الجاهلية، وأول قاعدة من قواعد الحكم على المجتمع بأنه مجتمع إسلامي، قبوله الإٍسلام دينا بالنص الرسمى أو القبول اللساني، وأبرز ظاهرة تدل على إسلامه، وتمنع رميه بالكفر أو بلفظ الجاهلية، هى إعلان الأذان للصلاة، وشيوع شعائر الإسلام فى المجتمع .